بنو أمية... ويح غفلتنا (شعر)

نيسان ـ نشر في 2015/07/24 الساعة 00:00
بــنـي أمــيَّـةَ قــومـي بـعـدَكـم هــانـوا ... فــاحــتـلَّ مــسـجـدَكـم لــــلَّاتِ عُــبــدانُ
لـــم تـعـنـهمْ وا لَـــذُلِّ الــقـومِ نـكـبتُهُ ... هـــلْ بـعـدَ هــذا لـغـزوِ الـبـيتِ إيــذانُ!
هـانـتْ عـلـيهم نـفـوسٌ بــاتَ يـصرِفها ... عــــن الــجـهـادِ مــــن الأهـــواءِ ألـــوانُ
نــامـوا عـــن الــعـزِّ والأعـــداءُ ســاهـرةٌ ... وكـيفَ يـقوى عـلى الـيقظانِ وَسنانُ!
فـــ ي كــــلِّ عــاصـمـةٍ لـلـكـفـرِ ألــويــةٌ ... تــخــتــالُ عـــ ـزَّاً، ولـــلأعـــرابِ خـــ ذلانُ
ومــا أشـدتـم لـعـزِّ الـدَّهرِ قـد هـدِمتْ ... آثـــ ـارُهُ فـــهـــو لــلـطـاغـوتِ مـــيــدانُ
جـــدرانُ مـسـجـدِكمْ لـــو أنَّـهـا مـلـكتْ ... عــيـنـاً تـفـيـضُ لـفـاضـت مــنـه غـــدرانُ
تُــحــسُّ كــــلَّ عــمــودٍ فــيـه مـنـكـسراً ... وكــــمْ تــــودُّ سـقـوطـاً مــنـه جـــدرانُ!
ودمــعُ قـلـبي، ودمــعُ الـعاجزينَ عـلى ... مــــا حـــلَّ بـالـمـسجدِ الـمـحـتلِّ هــتَّـانُ
* * * ... * * *
بــنـي أمــيَّـةَ بـــاتَ الــيـومَ مـسـجـدُكمْ ... يـــنــوحُ لـــ و تَــســمـعُ الآهـــ اتِ آذانُ!
والــقــائــمـونَ عــلــيــنـا لا يـــوحِّــدُهــمْ ... إلَّا الـخلافُ فـهُمْ فـي الـخُلْفِ فرسانُ
مـــا حــرَّكـوا سـاكـناً، والـنَّـارُ تـلـفحُهمْ ... فـاسـتبردوها، ومـا اهـتموا لِـما عـانوا
تــهـوّد الـقـومُ، واسـتـشرى تـنـصُّرهمْ ... ولــلــتـشـيُّـع أنَّـــ ــى ســـ ـرت أركـــ ـانُ
أحـــلافُ شــرٍّ عـلـى إفـنـائنا احـتـشدتْ ... فـنـحـنُ عـنـدَ وحــوش الـغـابِ قـطـعانُ
لـــو أنــنـا مـــا نـسـيـنا اللهَ مــا سُـلِـبَتْ ... مــــن أمَّــــةٍ عِــزُّهــا الـتـوحـيدُ أوطـــانُ
ولا غــزتـنـا جــيــوشُ الــحـقـدِ تُـهـلـكنا ... ولا اسـتـبـاحـتْ ديــــارَ الــدِّيــنِ صُـلـبـانُ
فــــي كــــلِّ حـاجـاتـنـا جـــاءت مـقـنّـعةً ... فــكــلُّ أمــــرٍ لــهـا فـــي أمــرنـا شـــانُ
تـذويـقُـهم كـــلَّ مــا تـهـواه أنـفـسُنا ... فــــيـــه تــفــنَّــنَ لـــلإغـــواء شــيــطــانُ
عـــزُّ الــسِّـلاحِ لــهـمْ، ذلُّ الـسـفاحِ لـنـا ... حـــتــى لـتـحـسـبُ أنَّ الــقــومَ غــلـمـانُ
دِيــــنٌ لــنــا تــــمَّ دُنــيـا لـلـطـغاةِ غـــدا ... فـلـيـسَ فـــي عُـرفـهـمْ دِيــنٌ، وديَّــانُ
تـغـافـلوا عـــن كــتـاب الله يُـرشـدهـمْ ... إذ لـــيـــسَ إلا بـــ ـه عـــ ـزٌّ وســلــطـانُ
وا طـولَ سُـهدي لِـما نـحياهُ مـن فتنٍ ... يــضـيـقُ عـنـهـا لــهـولِ الـــذُّلِّ تـبـيـانُ
* * * ... * * *
بــنــي أمــيَّــةَ واويــــلاهُ مــــن حَــزَنــي ... عــلــى جــهــادٍ عــلـيـه طــــالَ نـسـيـانُ
عُـــبَّـــادُ أضـــرحـــةٍ عـــاثـــتْ بـمـسـجـدِنـا ... والـحـقدُ مـنـهم عـلى الإسـلامِ بـركانُ
يـلـهونَ فـيـه وجـندُ الـظلمِ تـحرسهُمْ ... كــأنَّــهـمْ بــطَــراً فــــي ســاحِــهِ جــــانُ
نـــيــرانُ حــقــدٍ غــذاهــا مــنــذ أزمــنــةٍ ... لــمـحـوِ إسـلامـنـا كــسـرى، وســاسـانُ
وقــبـل مـسـجدِنا كــم مـسـجدٍ حـرقـوا ... عــمـداً وحــقـداً ولـــمْ يـهـتـزَّ إنــسـانُ!
ذبـــح الألـــوفِ، وحـــرقُ الــنَّـاسِ آمـنـةً ... مــــا أدمــنــوهُ، وكــــمْ عـانَـتْـهُ بــلـدانُ!
آلافُ آلافـــنـــا بــالــحــرِّ قـــ ـد دفـــنــتْ ... ولــيـسَ تـسـتـرُ مـنـهـا الـعـريَ أكـفـانُ
وحــولَ كــلِّ فـتـى قــد جـنَّـدوا رصــداً ... كـــي لا تـثـورَ عـلـى الـطَّـاغوتِ فـتـيانُ
وحــــولَ كــــلِّ فــتــاةٍ حــاجــزاً نــصـبـوا ... كــــي لا تُــثـيـرَ إبــــاءَ الــقـومِ نــسـوانُ
وكـــ لُّ شــيــخٍ ومــعـتـلٍّ إذا ســجــدوا ... تـهـمي عـلـيهم مـن الـسجَّانِ قـضبانُ
أمـــا الــدَّعـاةُ بـنـا والـمـخلصونَ فـهُـمْ ... لِــمــا اتّــقــوا لـجـحـيـمِ الـحـقـدِ قــربـانُ
أنَّـــتْ عـلـيـهم قــيـودٌ لا فــكـاكَ لــهـا ... يــســومُــهــا رِدَّةً لــلــكــفــرِ ســــجَّــــانُ
ولا تـسلْ عـن عـذارى فُضِّحَتْ، وقَضَتْ ... وعـــن ألـــوفِ أســـارى بَـعـدُ مــا بـانـوا
والـسَّاجدونَ لـدى الطَّاغوتِ قد مردوا ... عــلـى الـنِّـفـاقِ فــهـمْ لـلـغـيِّ أعـــوانُ
في كلِّ عرسٍ لهم قرصٌ، وما بَشموا ... فـالـقـلبُ مـنـهـم لِــمـا نـلـقـاهُ صـــوَّانُ
وكـمْ أضـلَّتْ فـتاوى المفسدينَ، وكمْ ... تـنـاطحَت فــي هــوى الإفـتاءِ عُـميانُ!
بـاسـمِ الـحـسينِ غُـزينا، وهـو لاعِـنُهمْ ... عــلــيـه مــنَّــا ومــــن مــــولاهُ رضــــوانُ
"حـسينُهمْ" قـبلَ ربِّ العرشِ دعوتُهمْ ... وهــو الــذي يـا فـدتهُ الـنَّفسُ إنـسانُ
عــلــيـه مـــنَّــا صــــلاةٌ عــنــد سـجـدتـنـا ... لــــنـــا بـــهـــا، ولآل الــبــيــتِ غـــفـــرانُ
فـــهـــم أئــمــتـنـا حـــقَّـــاً إذا صــلــحـوا ... وإنَّــهـمْ عــنـد مـــن قـــد ضـــلَّ أوثــانُ
* * * ... * * *
بــنــي أمــيَّــةَ هـــل روحٌ لــكُـم بُـعـثـتْ ... مـــن الـقـبـورِ عــسـى يـهـتـزُّ وجـــدانُ!
مـــاذا أحـــدِّثُ عــن نـسـلٍ لـكـمْ هـانـوا ... واحـسـرتي "فـكـأن الـقـومَ مــا كـانوا"
يــنــدى جــبـيـنُ الــعــلا والـكـبـريـاءِ إذا ... لـم تـقمحوا كـلَّ مـن ذلّـوا، ومن خانوا
* * * ... * * *
بــنــي أمــيَّـةَ يـــا أهـــلَ الـفـتـوحِ أمـــا ... آنَ الأوانُ لـــكــي يــشــتـدَّ "مـــ روانُ"!
وأن يـــعــودَ لــنــا فــــي عــدلِــهِ عُــمــرٌ ... فــلـلـخـصـومِ بـــ ـهِ حـــ ـقٌّ وإحـــســـانُ
* * * ... * * *
بــنــي أمــيَّــةَ مــــا خـاطـبـتُـكمْ عَــرَضَــاً ... فـذكـرُكـمْ فـــي الـــورى رَوْحٌ وريــحـانُ
أهـــلُ الـضّـلالـةِ عــاثـوا فـــي مـدائـنـنا ... لــم يـنْـجُ مــن هـدمـهمْ لـلـدينِ بُـنيانُ
رَخْــصُ الـجـواري لـنـا، والـجـارياتُ لـهم ... لــهـا عــلـى الــكـونِ إرهـــابٌ وإذعـــانُ
إذا رمـــت مـــن بـعـيـدٍ أزهــقـت أمــمـاً ... وزالَ كـــ لُّ الـــ ذي شـــادتــهُ أزمـــ انُ
ومـــ ــا أزالُ أُرجّـــ ــي نــــصـــرَ أمَّــتِــنــا ... بــــمـــن يـــصـــحُّ لـــهـــم باللهِ إيـــمـــانُ
كـــ م قـــلَّــةٍ آمـــنــتْ باللهِ وانــتـصـرتْ ... وكـــم تـقـهـقرَ مـهـمـا اعـتـدَّ كـفـرانُ!
* * * ... * * *
يــا ربِّ طــالَ هــوانُ الـمسلمينَ فـهلْ ... مـــ ن صـــحــوةٍ قــادهــا لــلـعـزِّ قــــرآنُ
واهــاً لـقـومي وواهــاً مــن تـفرُّقهمْ ... ألــمْ يَـحِـنْ أن يُــرى فــي الـقـومِ رُبَّـانُ!
يـعـيـدُ قــومـي إلـــى تـوحـيدِ بـارئـهمْ ... تَـلْـتَـمّ فـــي وطـــنِ الـتـوحـيدِ أوطـــانُ
فــــلا تُــــرى بــعـدهـا لـلـمـشركينَ يـــدٌ ... ولا يُـــ ـرى بــعــدهــا لـــ ـلاتِ عُـــبــدانُ
    نيسان ـ نشر في 2015/07/24 الساعة 00:00