عفريت يركب المنطقة.. وكأن خُطا العرب تسير نحو قدرها المحتوم
نيسان ـ نشر في 2015/07/26 الساعة 00:00
في الأخبار أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتجه نحو فتح سفارة لها في دمشق. وفي الأخبار أيضا أن وفدا يضم مجموعة من الدبلوماسيين الإماراتيين، وصلوا الى دمشق بطائرة مدنية، وانتقلوا الى مقر سفارتهم في سوريا، دون أي معلومات أو إعلان من جانب الحكومة السورية، أو الإعلام السوري. وفيها كذلك أن "صفعة" على حد تعبير وسائل إعلام عبرية وجهتها المملكة العربية السعودية لنظام عبدالفتاح السيسي وهي تستقبل مجددا وفدا آخر من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعد أن سبق وأعلنت الرياض في مؤتمر صحافي عقده وزير الخارجية السعودي ونظيره المصري أن الزيارة الأولى ليست سياسية وأنها كانت للعمرة.
هل يكفي هذا من أجل التأكد من أن عفريتا ركب رأس المنطقة، ويلوح بها هذه الأيام ليقذفها قريبا "على طول يده" الى الحجيم؟
أجن العرب حقا أم أن قدرا ما يسير خطاهم الى مصير مكتوب؟ الجميع يدرك ما يجري، والجميع يعرف خطورته. لكن الجميع لا يفعل شيئا. على العكس تماما. أن كل ما من شأنه أن يهدد امن واستقرار المنطقة يصنع وعلى نار ليست هادئة.
هناك قدر كاف من الجنون ليحرق أخضرنا ويابسنا. ومن يظن أن أمريكا ستحميه، سيكون مخطئا. لا حصانة لأحد. وعندما أقول لـ (أحد) لا استثني دولة ولا مجتمعا.
الأردن مثلا. وسط معمعة تخطينا حريقها حتى الآن. لكن الكارثة هي أن ما نتقدم إليه لا يشي على الاطلاق ما سبق واختبرناه.
هذا ما نواجهه اليوم: كل الخيارات القادمة صعبة. وأصعب منها أننا نظن أننا نستعد لها. ويا مصيبتنا يومها ونحن نسمع بعضنا بعضا مقولة: الم نكن نقول لكم ذلك؟
نيسان ـ نشر في 2015/07/26 الساعة 00:00