رفقاً بالرئيس المستباح...الناس تنقل حراكها الشعبي من 'الدواوير' العامة إلى حساب الرزاز على 'تويتر'
نيسان ـ نشر في 2020/01/02 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات..."مشان ألله يا دولة الرئيس بدي اشتغل واتزوج واسكن لحالي عشان أقدر أفرّق كلاسيني عن كلاسين اخواني"..تلك كانت تغريدة أردنية حفرها أحد الغاضبين من المتعطلين عن العمل على صفحة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز في "تويتر"؛ ليختصر بها حديث الناس.
في الحقيقة، ينفرد متابعو صفحة عمر الرزاز "بوجبة ضحك"هستيرية" كلما أدرج الرئيس تعليقاً على صفحته.."ضحكات" تعكس حجم السخط الشعبي على حكومة تصر على إدارة شؤون الناس من نافذة "تويترية"؛ فخلقت ضجيجياً إلكتورنياً طوال فترة وجودها في "الرابع".
هو نمط احتجاجي جديد، ومريح للناس، فلا يتطلب "بنزيناً" لنقل المحتجين من قراهم ومحافظاتهم إلى عمان، ولا يعطّل مصالحهم وحياتهم، ولا يحدد ساحة النخيل ولا مسجد الحسيني ولا دوار ذيبان، كشرط أساسي للمة حراكية غاضبة على الحكومة.
اليوم، المشهد مختلف ويتناسب طردياً مع أدوات حكومة النهضة، التي تصر على نقلنا من مربع الاستهلاك إلى الإنتاج، فلا شك أن الحكومة التي تحاور الناس وتصافحهم وتعايدهم عبر "تويتر" أنها حكومة نهضوية بامتياز، ولا يليق بها الأنماط والفقه الشعبي القديم.
اليوم، نحن في حل من أمرنا، والوقت كله في صالحنا، وحتى الاماكن ستمنحنا فرصة الحوار أو الانقضاض على الحكومة بمجرد الضغط على أزرار هواتفنا النقالة؛ لإلقاء التحية أو لإبداء رأي أو للتعليق على "بوست" أو "تغريدة" "رزازية" مستفزة.
قبل أيام أدرج الرئيس الرزاز تغريدة على "تويتر" يقول فيها " مع وداع عام، تشرّفت فيه وزملائي بخدمة الأردن الغالي وشعبه المعطاء، نطلُّ على عام جديد، نرسم معالمه برؤية قيادتنا الهاشمية الحكيمة، وسواعد أبناء الوطن، نحو المئوية الثانية لوطننا الحبيب"؛ فاشتعلت صفحة الرجل ولم تطفأ نيرانها حتى اللحظة.
أزيد من 6 آلاف تعليق ردّ بها أردنيون "المعايدة" الحكومية بأحسن منها، في تطور جديد بأدوات الناس الاحتجاجية، تماشياً وتطلعات الرزاز لمجتمع يراد له ان يكون مرتَعاً ومستهلكاً للغاز الإسرائيلي بلا احتجاجات.
سنقفز عن التعليقات المسيئة جميعها لنتوقف قليلاً عند تساؤل أحدهم على صفحة رئيس وزرائه، "يا أخي إنت بس تشوف هالتعليقات على صفحتك ما يحز في بالك رحمة أبوك؟"...ليرد آخر مستنكراً " 2 مليار نسّنه حاله..شو سويت بيهن؟؟الله لا يعطيك العافية انت وحكومتك..غرّقتوا البلد بعشرة أشهر"..فيما اكتفى آخر بجملة "كنت احبك وبطلت".
ماذا سيكون موقف الرزاز وشعوره وهو يقرأ هذه الدعوة الصادقة من أحد المعلقين " الله لا يسامحك بمستقبلنا..ولا يسامحك بتآمرك علينا مع سلطة رأس المال والتبعية وصندوق النقد الدولي..ولا يسامحك بمؤامرة كولينز على اطفالنا اللي مرت في عهدك..ولا يسامحك على خط الغاز الاسرائيلي الذي الحق العار بنا"؟.
الرزاز ومنذ جلوسه في حزيران 2018، أخذ معه الحراك الشعبي من الدوار الرابع في عمان، وفي دواوير المحافظات إلى الفضاء الإلكترونية، فصارت الناس تمارس أقسى الانتقادات وأوجعها من دون كلف الانتقال من بيوتها إلى العاصمة عمان، عقب أن ذوّب الحراك الشعبي، الخوف من السلطات في صدور الناس، وأخرجهم من حيّز القهر والضغط الاجتماعي إلى فضاء إلكتروني لا يغلق أبوابه بوجوه قاصديه.
كل ما يتطلبه المشهد الجديد أن "تتزنقح" على ظهرك، ثم تسند رأسك بما يتيسر من مخدات بعد ان تضع قدماً على أخرى؛ فتكون حينها جاهزاً لأن تتصفح جمل الرزاز المتناثرة على "تويتر"؛ فتمطره توبيخاً ونقداً في لمح البصر.
في الحقيقة، ينفرد متابعو صفحة عمر الرزاز "بوجبة ضحك"هستيرية" كلما أدرج الرئيس تعليقاً على صفحته.."ضحكات" تعكس حجم السخط الشعبي على حكومة تصر على إدارة شؤون الناس من نافذة "تويترية"؛ فخلقت ضجيجياً إلكتورنياً طوال فترة وجودها في "الرابع".
هو نمط احتجاجي جديد، ومريح للناس، فلا يتطلب "بنزيناً" لنقل المحتجين من قراهم ومحافظاتهم إلى عمان، ولا يعطّل مصالحهم وحياتهم، ولا يحدد ساحة النخيل ولا مسجد الحسيني ولا دوار ذيبان، كشرط أساسي للمة حراكية غاضبة على الحكومة.
اليوم، المشهد مختلف ويتناسب طردياً مع أدوات حكومة النهضة، التي تصر على نقلنا من مربع الاستهلاك إلى الإنتاج، فلا شك أن الحكومة التي تحاور الناس وتصافحهم وتعايدهم عبر "تويتر" أنها حكومة نهضوية بامتياز، ولا يليق بها الأنماط والفقه الشعبي القديم.
اليوم، نحن في حل من أمرنا، والوقت كله في صالحنا، وحتى الاماكن ستمنحنا فرصة الحوار أو الانقضاض على الحكومة بمجرد الضغط على أزرار هواتفنا النقالة؛ لإلقاء التحية أو لإبداء رأي أو للتعليق على "بوست" أو "تغريدة" "رزازية" مستفزة.
قبل أيام أدرج الرئيس الرزاز تغريدة على "تويتر" يقول فيها " مع وداع عام، تشرّفت فيه وزملائي بخدمة الأردن الغالي وشعبه المعطاء، نطلُّ على عام جديد، نرسم معالمه برؤية قيادتنا الهاشمية الحكيمة، وسواعد أبناء الوطن، نحو المئوية الثانية لوطننا الحبيب"؛ فاشتعلت صفحة الرجل ولم تطفأ نيرانها حتى اللحظة.
أزيد من 6 آلاف تعليق ردّ بها أردنيون "المعايدة" الحكومية بأحسن منها، في تطور جديد بأدوات الناس الاحتجاجية، تماشياً وتطلعات الرزاز لمجتمع يراد له ان يكون مرتَعاً ومستهلكاً للغاز الإسرائيلي بلا احتجاجات.
سنقفز عن التعليقات المسيئة جميعها لنتوقف قليلاً عند تساؤل أحدهم على صفحة رئيس وزرائه، "يا أخي إنت بس تشوف هالتعليقات على صفحتك ما يحز في بالك رحمة أبوك؟"...ليرد آخر مستنكراً " 2 مليار نسّنه حاله..شو سويت بيهن؟؟الله لا يعطيك العافية انت وحكومتك..غرّقتوا البلد بعشرة أشهر"..فيما اكتفى آخر بجملة "كنت احبك وبطلت".
ماذا سيكون موقف الرزاز وشعوره وهو يقرأ هذه الدعوة الصادقة من أحد المعلقين " الله لا يسامحك بمستقبلنا..ولا يسامحك بتآمرك علينا مع سلطة رأس المال والتبعية وصندوق النقد الدولي..ولا يسامحك بمؤامرة كولينز على اطفالنا اللي مرت في عهدك..ولا يسامحك على خط الغاز الاسرائيلي الذي الحق العار بنا"؟.
الرزاز ومنذ جلوسه في حزيران 2018، أخذ معه الحراك الشعبي من الدوار الرابع في عمان، وفي دواوير المحافظات إلى الفضاء الإلكترونية، فصارت الناس تمارس أقسى الانتقادات وأوجعها من دون كلف الانتقال من بيوتها إلى العاصمة عمان، عقب أن ذوّب الحراك الشعبي، الخوف من السلطات في صدور الناس، وأخرجهم من حيّز القهر والضغط الاجتماعي إلى فضاء إلكتروني لا يغلق أبوابه بوجوه قاصديه.
كل ما يتطلبه المشهد الجديد أن "تتزنقح" على ظهرك، ثم تسند رأسك بما يتيسر من مخدات بعد ان تضع قدماً على أخرى؛ فتكون حينها جاهزاً لأن تتصفح جمل الرزاز المتناثرة على "تويتر"؛ فتمطره توبيخاً ونقداً في لمح البصر.
نيسان ـ نشر في 2020/01/02 الساعة 00:00