شعوب بلا كيان
نيسان ـ نشر في 2020/01/08 الساعة 00:00
الضربة الأميركية التي أودت بحياة الرجل المثير للجدل على الساحة العربية، قاسم سليماني، والرد الايراني عليها، حرك المياه الراكدة لتصفو الرؤية عند البعض، وتتعكر عند آخرين، ولأن الأغلبية لا تعلم حقيقة المخفي من صراعات الدول الاستعمارية، وتفاهماتها، تجدهم ينحازون الى الطرف الخفي ضد الطرف الظاهر..
أوروبا كونها المستعمرة الاولى للشرق الاوسط كونت بنية تحتية استعمارية مكونة من جماعات وشخصيات وأطياف، وأحزاب دينية، وتوغلت في كيان العشائر عن طريق الأنظمة، ما مكنها من تحريك أكثر من نصف المجتمع والمرجعيات الدينية ضد أي تحرك أميركي، يزاحم الاستعمار الغربي المتجذر في البلاد العربية، ما يجعلها خفية عن المتابع.
لكن كل ما يتداول من أحداث على الساحة الاعلامية لا تعطي جوابا واضحا للمتابع العربي لما يحصل، فلعبة الأمم تقوم على إخفاء الأهداف عن الإعلام، حتى المحللون الذين يظهرون على الفضائيات يتعاملون مع المعطيات التي توفرها الدول الكبرى، ولا يستطيعون ان يتحدثوا عن حقيقة الصراع وأطرافه..
أما شبح اسرائيل فما زال يظهر بين الفينة والأخرى ليعمّي على العرب ويشككهم بطريقهم، فهم حائرون، مرة يسيرون باتجاه الغرب ومرة باتجاه الشرق، وتخدعهم بُنيات الطريق، ولا يعرفون أهم معها أم ضدها، والناظر للسياسة الاسرائيلية يجد أن هناك تياران، تيار محافظ يؤمن باسرائيل الكبرى والتوسع، وتيار ليبرالي يريد ان يبني دولة مدنية قوية وتكون مميزة في ديمقراطيتها في وسط عربي متخلف سياسيا، وفاشل اقتصاديا..
والعالم أيضا ينقسم وفق مصالحه حسب التقسيمات في اسرائيل، وهذا لا يعني ان اسرائيل تحرك العالم، بل الدول الكبرى تدعم اسرائيل حسب رؤيتها لشكل اسرائيل الذي تراه يخدم مصالحها، بمعنى آخر أميركا تريد السيطرة على الشرق الأوسط وطرد المنافسين الاوروبيين منه فيما تسميه صفقة القرن، والجناح المحافظ التوسعي يخدم مصالحها، أما أوروبا وتمثلها الآن فرنسا وبريطانيا، فترى تحجيم اسرائيل وترفض منافستها في النفوذ والمصالح الاقتصادية في مستعمراتها..
والذين يباشرون الجهاد من العرب والمسلمين، لا يعلمون انهم يجاهدون تحت "راية عمية" لا تصب في صالحهم ولا تخدم شعوبهم أو وجهة نظرهم في الحياة لأنهم لا يملكون دولا مستقلة، وتحركاتهم تصب فعلاً في صالح أحد الطرفين الفاعلين، لأنه ببساطة انظمتهم إما تتبع للاوروبيين، كإيران وحلفائها وجزء من اسرائيل، أو لأميركا كأنداد ايران من العرب والجزء الآخر من اسرائيل الذي يمثله نتنياهو؛ لذلك الصراع على أشده بين القوتين للسيطرة على موارد الشرق الأوسط، وما يلاقيه نتنياهو في عراقيل، يبين مدى قوة التيار الاوروبي العميق في كيانات الشرق الاوسط، وأحزابها وجماعاتها الدينية، ونخبها، حتى تكاد تشكل رأيا عاما ضد الآلة الأميركية الشرسة..
ستبقى كل تحركاتنا بلا نتيجة لأننا ليس لنا كيان سياسي يدافع عن حقوقنا، وما نتوهم انها كيانات، وننحاز لها ونتصور انها تخوض معارك، تدعم وجودنا وعزتنا وقوتنا، هي كيانات وظيفية تنفذ ما تطلبه الدول الكبرى المشغلة لها، فليس لنا أن نتعصب لجهة أو نحنق على جهة، فنحن لا ناقة لنا ولا جمل في الموضوع، إلا أننا فريسة تتهارش عليها المفترسات، ومنها كياناتنا...!!
أوروبا كونها المستعمرة الاولى للشرق الاوسط كونت بنية تحتية استعمارية مكونة من جماعات وشخصيات وأطياف، وأحزاب دينية، وتوغلت في كيان العشائر عن طريق الأنظمة، ما مكنها من تحريك أكثر من نصف المجتمع والمرجعيات الدينية ضد أي تحرك أميركي، يزاحم الاستعمار الغربي المتجذر في البلاد العربية، ما يجعلها خفية عن المتابع.
لكن كل ما يتداول من أحداث على الساحة الاعلامية لا تعطي جوابا واضحا للمتابع العربي لما يحصل، فلعبة الأمم تقوم على إخفاء الأهداف عن الإعلام، حتى المحللون الذين يظهرون على الفضائيات يتعاملون مع المعطيات التي توفرها الدول الكبرى، ولا يستطيعون ان يتحدثوا عن حقيقة الصراع وأطرافه..
أما شبح اسرائيل فما زال يظهر بين الفينة والأخرى ليعمّي على العرب ويشككهم بطريقهم، فهم حائرون، مرة يسيرون باتجاه الغرب ومرة باتجاه الشرق، وتخدعهم بُنيات الطريق، ولا يعرفون أهم معها أم ضدها، والناظر للسياسة الاسرائيلية يجد أن هناك تياران، تيار محافظ يؤمن باسرائيل الكبرى والتوسع، وتيار ليبرالي يريد ان يبني دولة مدنية قوية وتكون مميزة في ديمقراطيتها في وسط عربي متخلف سياسيا، وفاشل اقتصاديا..
والعالم أيضا ينقسم وفق مصالحه حسب التقسيمات في اسرائيل، وهذا لا يعني ان اسرائيل تحرك العالم، بل الدول الكبرى تدعم اسرائيل حسب رؤيتها لشكل اسرائيل الذي تراه يخدم مصالحها، بمعنى آخر أميركا تريد السيطرة على الشرق الأوسط وطرد المنافسين الاوروبيين منه فيما تسميه صفقة القرن، والجناح المحافظ التوسعي يخدم مصالحها، أما أوروبا وتمثلها الآن فرنسا وبريطانيا، فترى تحجيم اسرائيل وترفض منافستها في النفوذ والمصالح الاقتصادية في مستعمراتها..
والذين يباشرون الجهاد من العرب والمسلمين، لا يعلمون انهم يجاهدون تحت "راية عمية" لا تصب في صالحهم ولا تخدم شعوبهم أو وجهة نظرهم في الحياة لأنهم لا يملكون دولا مستقلة، وتحركاتهم تصب فعلاً في صالح أحد الطرفين الفاعلين، لأنه ببساطة انظمتهم إما تتبع للاوروبيين، كإيران وحلفائها وجزء من اسرائيل، أو لأميركا كأنداد ايران من العرب والجزء الآخر من اسرائيل الذي يمثله نتنياهو؛ لذلك الصراع على أشده بين القوتين للسيطرة على موارد الشرق الأوسط، وما يلاقيه نتنياهو في عراقيل، يبين مدى قوة التيار الاوروبي العميق في كيانات الشرق الاوسط، وأحزابها وجماعاتها الدينية، ونخبها، حتى تكاد تشكل رأيا عاما ضد الآلة الأميركية الشرسة..
ستبقى كل تحركاتنا بلا نتيجة لأننا ليس لنا كيان سياسي يدافع عن حقوقنا، وما نتوهم انها كيانات، وننحاز لها ونتصور انها تخوض معارك، تدعم وجودنا وعزتنا وقوتنا، هي كيانات وظيفية تنفذ ما تطلبه الدول الكبرى المشغلة لها، فليس لنا أن نتعصب لجهة أو نحنق على جهة، فنحن لا ناقة لنا ولا جمل في الموضوع، إلا أننا فريسة تتهارش عليها المفترسات، ومنها كياناتنا...!!
نيسان ـ نشر في 2020/01/08 الساعة 00:00