مدن المضارب
نيسان ـ نشر في 2020/01/15 الساعة 00:00
المضارب هي تجمعات بيوت الشعر، من ضرب الخيمة أو بيت الشعر أي بناها، وهذا النمط يسمى بالحياة البدوية، والبدو جاءت من كلمة بدأ أو بداية، أي أن الانسان يعيش ببساطة ولا يستخدم مظاهر الحضارة في حياته، وهذا يمثل بداية الانسانية في عيشها.
والانسان البدوي المتنقل لا يأبه للبنية التحتية ولا وسائل الراحة غير الضرورية، ولا يشغله إلا استواء المكان لنصب خيمته، ومكان لأغنامه، ومصدر لماء الشرب، والكلأ لاغنامه، أما مظاهر الرفاهية والمدنية فلا تشغله ابداً، فهو متنقل وغير ثابت، ولا يمكث في المكان أكثر من بضعة أشهر، فلا حاجة لتأسيس بنية تحتية تجعله يمكث في المكان، لذلك لا يهتم ببناء القصور ولا بطرق معبدة وجسور أو أنفاق، ولا بشبكة مجاري كبيرة، ولا يهمه ان كان هناك شبكة مواصلات أم لا، فحصانه هو أداة التنقل، والحمير تنقل أمتعته، وبيته من الشعر، فهو من البيئة وإليها، فإذا رحل تنمحي آثاره بأقل من أشهر..
الغريب أن هذا النمط البدائي ما زالت تستخدمه بعض المدن العربية التى مضى على تأسيسها ما يزيد عن مئة عام، وما زال يتصرف مسؤولوها على أنهم، شيوخ كل يوم يغيرون (الديرة)، وفوق ذلك صارت تتوسع المدن في البناء دون أن يواكب البناء بنية تحتية سليمة، فترى أحياء راقية بلا شبكة صرف صحي، ولا شوارع تليق بها، اما الأماكن الشعبية، فقد لا يصدق عليها تشبية مضارب، بل تناكيات متراصة بلا تخطيط تتزاحف وتتدافع لتهجم على الشوارع الضيقة، وهذا كله يحصل على عين أمانة المدن ومباركتها، فقط ادفع غرامة...
العاصمة ٧٠% من مناطقها بلا صرف صحي، تشتري شقة ثم تتفاجأ انك ستنشغل بالجورة الامتصاصية، الشارع الضيق، ومشاكله... وغيرها من المنغصات...
قد لا يعرف الفاسدون أن المدينة لها تخطيط خاص، ليست كبيوت الشعر تهدمها متى شئت، وتبنيها متى شئت، أما الذي ينظر الى المدينة الحديثة، بعقلية المضارب، لا يصلح أن يكون مسؤولا، أو يتقدم ليستلم منصباً عن طريق انتخابات يوصله اليه أهل (الفريج*) لتبقى عقلية المضارب سائدة لتغذي التخلف المدني والفساد...
* (الفريج) باللهجة البدوية، هو مجموعة من بيوت الشعر القريبة من بعضها البعض لتشكل وحدة واحدة كالحارة مثلا.
والانسان البدوي المتنقل لا يأبه للبنية التحتية ولا وسائل الراحة غير الضرورية، ولا يشغله إلا استواء المكان لنصب خيمته، ومكان لأغنامه، ومصدر لماء الشرب، والكلأ لاغنامه، أما مظاهر الرفاهية والمدنية فلا تشغله ابداً، فهو متنقل وغير ثابت، ولا يمكث في المكان أكثر من بضعة أشهر، فلا حاجة لتأسيس بنية تحتية تجعله يمكث في المكان، لذلك لا يهتم ببناء القصور ولا بطرق معبدة وجسور أو أنفاق، ولا بشبكة مجاري كبيرة، ولا يهمه ان كان هناك شبكة مواصلات أم لا، فحصانه هو أداة التنقل، والحمير تنقل أمتعته، وبيته من الشعر، فهو من البيئة وإليها، فإذا رحل تنمحي آثاره بأقل من أشهر..
الغريب أن هذا النمط البدائي ما زالت تستخدمه بعض المدن العربية التى مضى على تأسيسها ما يزيد عن مئة عام، وما زال يتصرف مسؤولوها على أنهم، شيوخ كل يوم يغيرون (الديرة)، وفوق ذلك صارت تتوسع المدن في البناء دون أن يواكب البناء بنية تحتية سليمة، فترى أحياء راقية بلا شبكة صرف صحي، ولا شوارع تليق بها، اما الأماكن الشعبية، فقد لا يصدق عليها تشبية مضارب، بل تناكيات متراصة بلا تخطيط تتزاحف وتتدافع لتهجم على الشوارع الضيقة، وهذا كله يحصل على عين أمانة المدن ومباركتها، فقط ادفع غرامة...
العاصمة ٧٠% من مناطقها بلا صرف صحي، تشتري شقة ثم تتفاجأ انك ستنشغل بالجورة الامتصاصية، الشارع الضيق، ومشاكله... وغيرها من المنغصات...
قد لا يعرف الفاسدون أن المدينة لها تخطيط خاص، ليست كبيوت الشعر تهدمها متى شئت، وتبنيها متى شئت، أما الذي ينظر الى المدينة الحديثة، بعقلية المضارب، لا يصلح أن يكون مسؤولا، أو يتقدم ليستلم منصباً عن طريق انتخابات يوصله اليه أهل (الفريج*) لتبقى عقلية المضارب سائدة لتغذي التخلف المدني والفساد...
* (الفريج) باللهجة البدوية، هو مجموعة من بيوت الشعر القريبة من بعضها البعض لتشكل وحدة واحدة كالحارة مثلا.
نيسان ـ نشر في 2020/01/15 الساعة 00:00