حين يتحدث إسرائيليون عن نهاية محتومة
نيسان ـ نشر في 2015/07/29 الساعة 00:00
على الرغم من تفوّق إسرائيل العسكري على الدول العربيّة، وانتصار جيشها في الحروب التي خاضها، باستثناء حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، فإن الخوف من الهزيمة وزوال إسرائيل في النهاية كان هاجساً كبيراً لدى الإسرائيليين وقادتهم. وأول من تنبّأ بهذه الحقيقة مؤسس الحركة الصهيونية، تيودور هرتسل، فقد كتب في مذكّراته: إن إسرائيل ستقوم بعد خمسين سنة من انتهاء مؤتمر بال السويسري في عام 1897، وستزول بعد خمسين سنة من قيامها. كما أن الكاتب الصحافي، يوري أفنيري، كان من الإسرائيليين الذين أدركوا، منذ البداية، استحالة تحقيق الحلم الصهيوني، وحذّر من أن مصير الإسرائيليين سيكون مثل مصير ممالك الفرنجة في الحروب الصليبية التي لم يبق منها سوى بعض خرائب. وحديثاً نشر الشاعر الإسرائيلي، نتان زاخ، وهو من أبرز الأدباء الإسرائيليين، إعلاناً موقّعاً باسمه في صحيفة "هآرتس" يبارك فيه للرئيس الفلسطيني محمود عباس بانضمام السلطة الفلسطينية إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وتداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية نبأ الإعلان، وقال موقع القناة الفضائية الإسرائيلية الثانية، بعد نشره مضمون الإعلان، إن المُوقّع عليه ليس جهة عربية أو فلسطينية، بل الأديب المعروف نتان زاخ الذي قال لموقع القناة الثانية إن الإعلان يعني أن من حق كل إنسان التوجه إلى المحكمة الدولية، وهذه تقرر إذا ما كان محقّا أم لا، والحق ممنوح لكل إنسان، والقتل غير مبرر في كل الأحوال.
وفي أعقاب نشر الإعلان، تعرض زاخ لهجوم من أقطاب اليمين الإسرائيلي، وقالت عضوة الكنيست، أييليت شاكيد، من حزب (البيت اليهودي)، إن الكاتب المعروف يشجع الإرهاب الدبلوماسي ضد إسرائيل، وهذا ما يحصل، حينما يجلس في المعسكر الصهيوني أناس يؤيدون القوافل البحرية إلى غزّة. وهاجم نائب وزير المعارف، أفي فارتسمان، إعلان زاخ، وقال: قرأت ولم أصدّق، مدمّرك ومخرّبك يخرج من داخلك.
وأثار الشاعر زاخ عاصفة جديدة في إسرائيل، عندما أعلن من إذاعة الجيش، أنه ينوي الاشتراك في الأسطول البحري- 3 لكسر الحصار عن غزة. وصرح لصحيفة يديعوت أحرونوت أنه لا يفهم لماذا أثارت كلماته عاصفة من الاستنكار: "أريد أن أذكّر الناس بأن آرائي لم تتغير في العشرين عاما الأخيرة. عندما عدت من بريطانيا في عام 1978 أعلنت في التليفزيون أن قدميّ لن تطآ أرضاً محتلة". وأعرب زاخ عن خوفه من أن تتوقف هذه الدولة (إسرائيل) عن الوجود بعد خمسين عاماً، إن لم يكن قبل ذلك. وعن إقامته في إسرائيل، قال إنه لو كان يعرف أن إسرائيل ستكون ما هي عليه اليوم، فلم يكن ليعود إليها من بريطانيا: "يمكنني الكتابة بالعبرية من دون أن أعيش هنا. لا يجب أن أسمع يومياً عن تعذيب أو قتل فلسطينيين بالخطأ". واتهم زاخ الصهيونية بالفشل في تحقيق أهدافها، قائلا: إن "دولة الحليب والعسل" التي وعدت بها تحولت إلى كومة شرور وفساد. وفي حديث مطول لصحيفة يديعوت أحرونوت، اعتبر أن الاحتلال مصدر الفساد والإفساد والعنف والجريمة. ودعا زاخ الذي ولد في ألمانيا إلى مقاطعة المستوطنات اليهودية، وأعلن عن رغبته بعدم إنهاء حياته في دولة نظامها قائم على الفصل العنصري (أبارتهايْد)، مشيراً إلى أن أجمل سنوات عمره هي التي عاشها في بريطانيا قبل هجرته إلى فلسطين. كما فتح الشاعر النار على سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وقال إنه هرب من دولة نازية، ليجد نفسه في دولة فاشية، وإن صواريخ غزة المحاصرة تعبر عن مقاومة مشروعة.
يرى زاخ، الذي يغرّد بعيداً عن سرب المثقفين الإسرائيليين، أن الصهيونية هي منبع التطرف الأول، وأن الخراب والفساد ينعكسان اليوم على كل شيء داخل الكيان الإسرائيلي، وأن ثقافة الإسرائيليين باتت كارثية. وأضاف: "نحن اليوم كما كانت الإمبراطورية الرومانية في آخر أيامها، فهنا يعلمّون الكراهية وتحضير قنابل نووية بدلاً من محاولة التقرب إلى الجيران الذين سلبناهم أرضهم". وردا على هذه التصريحات المثيرة، طالبت وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغف، بإزالة قصائده من المناهج التعليمية في المدارس، وأضافت: لا نريد أن يتم اختبار التلاميذ في امتحانات التخرج في قصائد شاعر ذي ضمير مزدوج".
ويشاطر زاخ رأيه حول عدم قدرة إسرائيل على الصمود، مسؤولون ومفكرون وصحافيون وإسرائيليون عديدون، ففي عام 1954 قال موشي دايان، وزير الحرب والخارجية الإسرائيلي، في جنازة صديق له قتله فدائيون فلسطينيون: علينا أن نكون مستعدّين ومسلّحين وأقوياء وقساة القلب، حتى لا يسقط السيف من قبضتنا، وتنتهي حياتنا هنا. وفي اجتماع مُغلق في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في صحيفة الأهرام المصرية، نقل الدكتور عبدالوهاب المسيري عن الجنرال الفرنسي، أندريه بوفر، الذي قاد القوات الفرنسية في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، واقعة غريبة كان الشاهد الوحيد عليها، فقد ذهب بوفر لزيارة الجنرال إسحق رابين في منتصف يونيو/حزيران 1967، أي بعد الحرب التي شنّتها إسرائيل على مصر بأيام، وبينما كانا يحلّقان في سماء سيناء في طائرة حربيّة، فيما القوّات الإسرائيلية المنتصرة في تلك الحرب كانت في طريق عودتها، هنأ الجنرال بوفر رابين على انتصاره العسكري، لكنّه فوجئ برابين يقول: وماذا سيبقى من كل هذا؟ ففي ذروة الانتصار، أدرك الجنرال رابين حتميّة الكارثة والنهاية التي تنتظر إسرائيل في نهاية المطاف. وكان دايان قد طالب رئيسة الوزراء غولدا مائير، في أثناء حرب عام 1973، بأن تعلن للعرب عن استعداد إسرائيل للانسحاب إلى الحدود التي رسمها قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الأمم المتحدة عام 1947، لكنها أجهشت في البكاء، وقالت إنها تفضل الانتحار على إعلان من هذا القبيل.
وفي أعقاب نشر الإعلان، تعرض زاخ لهجوم من أقطاب اليمين الإسرائيلي، وقالت عضوة الكنيست، أييليت شاكيد، من حزب (البيت اليهودي)، إن الكاتب المعروف يشجع الإرهاب الدبلوماسي ضد إسرائيل، وهذا ما يحصل، حينما يجلس في المعسكر الصهيوني أناس يؤيدون القوافل البحرية إلى غزّة. وهاجم نائب وزير المعارف، أفي فارتسمان، إعلان زاخ، وقال: قرأت ولم أصدّق، مدمّرك ومخرّبك يخرج من داخلك.
وأثار الشاعر زاخ عاصفة جديدة في إسرائيل، عندما أعلن من إذاعة الجيش، أنه ينوي الاشتراك في الأسطول البحري- 3 لكسر الحصار عن غزة. وصرح لصحيفة يديعوت أحرونوت أنه لا يفهم لماذا أثارت كلماته عاصفة من الاستنكار: "أريد أن أذكّر الناس بأن آرائي لم تتغير في العشرين عاما الأخيرة. عندما عدت من بريطانيا في عام 1978 أعلنت في التليفزيون أن قدميّ لن تطآ أرضاً محتلة". وأعرب زاخ عن خوفه من أن تتوقف هذه الدولة (إسرائيل) عن الوجود بعد خمسين عاماً، إن لم يكن قبل ذلك. وعن إقامته في إسرائيل، قال إنه لو كان يعرف أن إسرائيل ستكون ما هي عليه اليوم، فلم يكن ليعود إليها من بريطانيا: "يمكنني الكتابة بالعبرية من دون أن أعيش هنا. لا يجب أن أسمع يومياً عن تعذيب أو قتل فلسطينيين بالخطأ". واتهم زاخ الصهيونية بالفشل في تحقيق أهدافها، قائلا: إن "دولة الحليب والعسل" التي وعدت بها تحولت إلى كومة شرور وفساد. وفي حديث مطول لصحيفة يديعوت أحرونوت، اعتبر أن الاحتلال مصدر الفساد والإفساد والعنف والجريمة. ودعا زاخ الذي ولد في ألمانيا إلى مقاطعة المستوطنات اليهودية، وأعلن عن رغبته بعدم إنهاء حياته في دولة نظامها قائم على الفصل العنصري (أبارتهايْد)، مشيراً إلى أن أجمل سنوات عمره هي التي عاشها في بريطانيا قبل هجرته إلى فلسطين. كما فتح الشاعر النار على سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وقال إنه هرب من دولة نازية، ليجد نفسه في دولة فاشية، وإن صواريخ غزة المحاصرة تعبر عن مقاومة مشروعة.
يرى زاخ، الذي يغرّد بعيداً عن سرب المثقفين الإسرائيليين، أن الصهيونية هي منبع التطرف الأول، وأن الخراب والفساد ينعكسان اليوم على كل شيء داخل الكيان الإسرائيلي، وأن ثقافة الإسرائيليين باتت كارثية. وأضاف: "نحن اليوم كما كانت الإمبراطورية الرومانية في آخر أيامها، فهنا يعلمّون الكراهية وتحضير قنابل نووية بدلاً من محاولة التقرب إلى الجيران الذين سلبناهم أرضهم". وردا على هذه التصريحات المثيرة، طالبت وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغف، بإزالة قصائده من المناهج التعليمية في المدارس، وأضافت: لا نريد أن يتم اختبار التلاميذ في امتحانات التخرج في قصائد شاعر ذي ضمير مزدوج".
ويشاطر زاخ رأيه حول عدم قدرة إسرائيل على الصمود، مسؤولون ومفكرون وصحافيون وإسرائيليون عديدون، ففي عام 1954 قال موشي دايان، وزير الحرب والخارجية الإسرائيلي، في جنازة صديق له قتله فدائيون فلسطينيون: علينا أن نكون مستعدّين ومسلّحين وأقوياء وقساة القلب، حتى لا يسقط السيف من قبضتنا، وتنتهي حياتنا هنا. وفي اجتماع مُغلق في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في صحيفة الأهرام المصرية، نقل الدكتور عبدالوهاب المسيري عن الجنرال الفرنسي، أندريه بوفر، الذي قاد القوات الفرنسية في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، واقعة غريبة كان الشاهد الوحيد عليها، فقد ذهب بوفر لزيارة الجنرال إسحق رابين في منتصف يونيو/حزيران 1967، أي بعد الحرب التي شنّتها إسرائيل على مصر بأيام، وبينما كانا يحلّقان في سماء سيناء في طائرة حربيّة، فيما القوّات الإسرائيلية المنتصرة في تلك الحرب كانت في طريق عودتها، هنأ الجنرال بوفر رابين على انتصاره العسكري، لكنّه فوجئ برابين يقول: وماذا سيبقى من كل هذا؟ ففي ذروة الانتصار، أدرك الجنرال رابين حتميّة الكارثة والنهاية التي تنتظر إسرائيل في نهاية المطاف. وكان دايان قد طالب رئيسة الوزراء غولدا مائير، في أثناء حرب عام 1973، بأن تعلن للعرب عن استعداد إسرائيل للانسحاب إلى الحدود التي رسمها قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الأمم المتحدة عام 1947، لكنها أجهشت في البكاء، وقالت إنها تفضل الانتحار على إعلان من هذا القبيل.
نيسان ـ نشر في 2015/07/29 الساعة 00:00