ناشط اجتماعي
نيسان ـ نشر في 2020/02/19 الساعة 00:00
قال لي بلهجة الناصح الأمين: أنت رجل محترم وتستاهل كل خير، وعندك مقومات تجعلك تتقدم وتشتهر في المجتمع ويقدّرك الناس، وحتى تصل الى الشهرة يجب عليك أن تستمع اليّ وتنفذ كل ما أقوله لك.
وجرياً على عادتي في اكتشاف والإحاطة بكل ما يدور في رأس مقابلي.. قلت له تفضل كلّي آذان صاغية..
..بعد أن تنحنح وفرك يديه، أرسل نظرة حادة للافق البعيد، ليصف المشهد الذي يتخيله.. وقال: أول خطوة هي أن تختار مجموعة من الرجال: مسؤولين ومخاتير وشيوخ عشائر و "قواصيد" وضباط جيش، والمتصرف طبعاً، وتعزمهم على وليمة تليق بهم وتكون سخياً عليهم فوق العادة..
_ ثم ماذا؟
بعد عزيمتك، عليك أن تجهز مجموعة أطقم انيقة وغالية، وتلاحق المناسبات، الأفراح والأتراح، والمحاضرات التوعوية... لتتعرف على الناس وسيتسع أفقك الاجتماعي وحتماً سترى جميع من عزمتهم هناك.. سيهتمون بك ويتعرفون عليك أكثر ويقدرونك.. ويعرفونك على اصدقائهم، وسيشيع بينهم أنك رجل كريم واجتماعي، ولا بأس لو كررت العزيمة بوجوه جديدة.. ثم إياك أن تخلع البدلة واجعلها لك كدرع السلحفاة لا يفارقها حتى في موتها.
_.. "أيوه" تابع.. أنا أستمع..
وكل واحد من الذين عزمتهم سيعزمك اذا عزم أصدقاءه، ولن تمضي سنة حتى تصبح نارا على علم.. يعرفك كل المسؤولين في البلد..
_ طيب؟!
بعدها سيأتيك المنصب على طبق من ذهب، وإذا فكرت في النزول الى الانتخابات ستنجح بسهولة، أو أقلها ستنتخب رئيس فخري لجمعية خيرية!!
_ ضحكت حتى دمعت عيناي التي تعاني من الجفاف الشديد، ولما أفقت من نوبة الضحك، قلت له: ومن قال لك إني أبحث عن منصب، أو أهتم بالتجمعات الاستعراضية، أو أفكر في الانتخابات، أو أقبل أن أكون مسؤولا؟
قاطعني مستغربا موقفي.. لازم تفكر!.
_ أنا أفكر .. ولأني أفكر.. أرى أن كل ما تقوله غير صحيح، ولأني أفكر أعرف أن احترام الناس وتقديرهم لك هو لاحترامك لشخصك وللناس ولحبك لهم وليس لانتهازيتك وشراء الناس بلقمة أو شربة، الصداقة التي تصنعها عزيمة ستنتهي عند العزيمة التي تليها ورجال العزائم ذاكرتهم كذاكرة الذبابة لا تخزن العازمين.
القيمة الاجتماعية يا صديقي بنفع الناس والذي ينفع الناس هو المقدر عند الناس، أما المناصب فأنا لا أطلبها ولا أسعى لها لأنني لا أحب المسؤولية ولا أحب أن يسألني ربي وأكون مقصرا أو يسألني أحد من الناس وقعت مني مظلمة وأصابته.. هذه البهرجة التي تراها على هذه الفئة ماهي الا قشور سرعان ما تسقط إذا خبرت أخلاق الرجال.. يا صديقي من يبحث عن هذه الترهات في هذا الزمن، هو واحد من اثنين، إما فارغ يبحث عن قتل وقته، أو غائب عن وعي الواقع الذي نعيشه، وغارق في بركة النشاط الاجتماعي التي تحجب عنه الفضاء الصافي وتشوهه..
وجرياً على عادتي في اكتشاف والإحاطة بكل ما يدور في رأس مقابلي.. قلت له تفضل كلّي آذان صاغية..
..بعد أن تنحنح وفرك يديه، أرسل نظرة حادة للافق البعيد، ليصف المشهد الذي يتخيله.. وقال: أول خطوة هي أن تختار مجموعة من الرجال: مسؤولين ومخاتير وشيوخ عشائر و "قواصيد" وضباط جيش، والمتصرف طبعاً، وتعزمهم على وليمة تليق بهم وتكون سخياً عليهم فوق العادة..
_ ثم ماذا؟
بعد عزيمتك، عليك أن تجهز مجموعة أطقم انيقة وغالية، وتلاحق المناسبات، الأفراح والأتراح، والمحاضرات التوعوية... لتتعرف على الناس وسيتسع أفقك الاجتماعي وحتماً سترى جميع من عزمتهم هناك.. سيهتمون بك ويتعرفون عليك أكثر ويقدرونك.. ويعرفونك على اصدقائهم، وسيشيع بينهم أنك رجل كريم واجتماعي، ولا بأس لو كررت العزيمة بوجوه جديدة.. ثم إياك أن تخلع البدلة واجعلها لك كدرع السلحفاة لا يفارقها حتى في موتها.
_.. "أيوه" تابع.. أنا أستمع..
وكل واحد من الذين عزمتهم سيعزمك اذا عزم أصدقاءه، ولن تمضي سنة حتى تصبح نارا على علم.. يعرفك كل المسؤولين في البلد..
_ طيب؟!
بعدها سيأتيك المنصب على طبق من ذهب، وإذا فكرت في النزول الى الانتخابات ستنجح بسهولة، أو أقلها ستنتخب رئيس فخري لجمعية خيرية!!
_ ضحكت حتى دمعت عيناي التي تعاني من الجفاف الشديد، ولما أفقت من نوبة الضحك، قلت له: ومن قال لك إني أبحث عن منصب، أو أهتم بالتجمعات الاستعراضية، أو أفكر في الانتخابات، أو أقبل أن أكون مسؤولا؟
قاطعني مستغربا موقفي.. لازم تفكر!.
_ أنا أفكر .. ولأني أفكر.. أرى أن كل ما تقوله غير صحيح، ولأني أفكر أعرف أن احترام الناس وتقديرهم لك هو لاحترامك لشخصك وللناس ولحبك لهم وليس لانتهازيتك وشراء الناس بلقمة أو شربة، الصداقة التي تصنعها عزيمة ستنتهي عند العزيمة التي تليها ورجال العزائم ذاكرتهم كذاكرة الذبابة لا تخزن العازمين.
القيمة الاجتماعية يا صديقي بنفع الناس والذي ينفع الناس هو المقدر عند الناس، أما المناصب فأنا لا أطلبها ولا أسعى لها لأنني لا أحب المسؤولية ولا أحب أن يسألني ربي وأكون مقصرا أو يسألني أحد من الناس وقعت مني مظلمة وأصابته.. هذه البهرجة التي تراها على هذه الفئة ماهي الا قشور سرعان ما تسقط إذا خبرت أخلاق الرجال.. يا صديقي من يبحث عن هذه الترهات في هذا الزمن، هو واحد من اثنين، إما فارغ يبحث عن قتل وقته، أو غائب عن وعي الواقع الذي نعيشه، وغارق في بركة النشاط الاجتماعي التي تحجب عنه الفضاء الصافي وتشوهه..
نيسان ـ نشر في 2020/02/19 الساعة 00:00