الانتخابات البرلمانية...صراع 'الحشوات' ينزع بركة قوائم المرشحين

ابراهيم قبيلات
نيسان ـ نشر في 2020/02/26 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات...."يا خوك أبرك الساعات اللي ما مددوا للمجلس الحالي سنة.. ودنا نحرك المياه الراكدة وياتزبط ونصير نواب أو بالحد الأدنى حشوة بقائمة".
بهذه الجملة افتتح الخمسيني ابو سالم حديثه الانتخابي مع جاره، عقب أن أشّر بيمناه الى الفضاء الغربي من منزله في إحدى ضواحي عمان، حاسماً مكان مقره الانتخابي في الصيف القادم .
يأتي حديث الجيران وضجيجهم في أعقاب حديث ملكي حاسم عن إجراء انتخابات برلمانية في الصيف القادم، "حديث" قطع الطريق على الطامحين بتمديد عمر المجلس الحالي لعام آخر.
كانت فكرة التمديد مقلقة لأبي سالم وآخرين طامحين بمزايا "العبدلي" أو على الأقل تجريب مذاق "الحشوات"، ممن يتحفزون للقيام بأدوار هامشية، ومدفوعة الكلف، لصالح تعظيم منجز "بطل القائمة" وسيدها المتحزم بـ "كهنة" الانتخابات وسدنتها.
يدرك أبو سالم كل ذلك، ويدرك أيضاً أنه لن يدخل قبة العبدلي إلا زائراً، لكنه يعيش وهم "الجاه" المؤقت، ويغريه كثيراً الحراك الإجتماعي المحموم لشهور ساخنة، يكون فيها حاضراً ومحط أنظار أقاربه وجيرانه. ذلك يكفيه.
في كل ليلة يبقى ساهماً مخطوفاً يفكر في إجابة للسؤال التالي: ما الذي يحول بيني وبين حلمي في راتب "مبروك" وجاه "مستلب" ونمرة حمراء أعلقها على مركبتي المرهونة للأقراض الزراعي؟ ما الذي يميّز "عميد القائمة وحادي ركبها عني سوى قروشه؟.
هي كذلك، الدنانير متوفرة، والقائمة موجودة والحشوات تنتظر، و"الغانمين" مأخوذين بسحر الأنا "المتورمة" والهويات الضيقة ودمائها الحامية، فيما الغائب الوحيد هي الارادة السياسية في إنتاج مجلس برلماني جديد وفق قانون انتخابي حقيقي قادر على تمثيل الناس لا اختطاف رغباتهم وتشويه إرادتهم بانتخاب أعضاء برلمانيين مؤهلين للقيام بدورهم الرقابي والتشريعي بكفاءة وبعيدا عن سطوة مراكز القرار.
ينحني ابو سالم قليلا حتى يصل أسفل "إرادة" جاره الحكيم؛ متودداً وطالبا ثقته، قبل أن يستفزه بهذا الطرح : يا خوي خِلفة أسامة وفضية ويحيى بشو أحسن مني؟.
سؤال ابي سالم استفز جاره الحكيم، فعدّل من جلسته شيئا قليلا ثم أجاب : في الحقيقة لا شيء يميزهما وغيرهم عنك سوى أصوات الناخبين في صناديق الدكتور خالد كلالدة الكريمة حد السخاء.
    نيسان ـ نشر في 2020/02/26 الساعة 00:00