أزمة كورونا: إجراءات حازمة دون هلع وتهويل!!
نيسان ـ نشر في 2020/03/05 الساعة 00:00
يسود الخوف والقلق العالم نتيجة تزايد انتشار فيروس كورونا بتسارع دون التمكن حتى الآن من إيجاد علاج شافٍ أو تطوير لقاح مناسب، ولكن مع ذلك هناك محاولات لبث الأمل بأن العلماء قد يتمكنون من تقديم شيء مناسب أواخر هذا العام على أبعد تقدير مع استمرار جهود مكافحة انتشاره وتوطنه.
منظمة الصحة العالمية بثت أيضا جرعة من الأمل عندما أعلنت مساء الثلاثاء أنها تراجعت عن اعتبارها الفيروس دخل مرحلة الوباء بالرغم من وفاة ثلاثة آلاف وإصابة حوالي تسعين ألفا، وهذا تطور إيجابي مهم مصدره تراجع الحالات المصابة في بلد المنشأ «الصين» وتراجع حالات الوفاة المرتبطة بضعيفي المناعة وبمن يعانون أمراضا مزمنة، يعزز من ذلك أن نسبة الوفاة لا تتجاوز 2 % من المصابين على خلاف وباء السارس الذي اجتاح العالم العام 2000 ووصلت نسبة الوفاة 10 %.
المشكلة في فيروس كورونا هي سرعة انتشاره وتأخر ظهور أعراضه وهذا ما يجعل عملية مكافحة انتشاره مسألة في غاية الصعوبة والتعقيد، المؤكد أن الفيروس ينتشر في معظم أرجاء الأرض، ولكن ضعف أنظمة الرعاية الصحية خاصة في الدول النامية والفقيرة تحول دون اكتشافه وبالتالي تزداد احتمالية أن يستوطن بشكل كبير والخطورة هنا ليست من الصين فقط بل من الدول التي انتشر فيها وتعتبر أوروبا هي الأخطر باعتبارها مدنا عالمية تتواجد فيها معظم الجنسيات وهو ما حصل في حالة إيطاليا التي انتشر منها لبقية دول أوروبا والشرق الأوسط، وإيران أيضا فمنها انتشر للعراق ولبقية دول الخليج وتكمن الخطورة في أن هذه الدول مقصد عالمي للتجارة والعمالة والسياحة الدينية، لذلك كان القرار السعودي بوقف العمرة مؤقتا مهماً، وإذا ما استمرت الأزمة فربما يكون موسم الحج موضع نقاش.
محلياً، الأردن تعامل بجدية كبيرة منذ ظهور الفيروس ومن الإنصاف تقدير الجهود الحكومية، حتى كتابة هذا المقال لا يوجد إلا حالة واحدة في العزل وهي تتماثل للشفاء، ولكن على وزارة الصحة وأخالها كذلك الاستعداد للسيناريو الأصعب من خلال تطوير عملية الرقابة الطبية على كل القادمين للأردن ومن كل المعابر الجوية والبرية والبحرية، فلم يعد مناسبا تصنيف البلدان على أنها بلاد يتواجد فيها أو لا يتواجد فيها مصابون، والأصل أن يتم التعامل مع كل من يدخل للأردن سواء كان مواطنين أو وافدين بأنهم حالات مشتبه فيها ويجب أن يمروا عبر ماسحات حرارية واضحة وظاهرة حتى لو اضطر القادم أن يتأخر في إجراءات الحدود فلا ضير في ذلك، القصة لا مجاملة فيها ولا داعي لأسلوب الكاميرا الخفية، تابعنا رؤساء دول كبرى ومسؤولين مهمين يخضعون للفحص في مطاراتهم، ولعل من المناسب التذكير أن العالم لن ينتهي لو تم تأجيل بعض الفعاليات الرياضية والمؤتمرات المقرر إقامتها هنا فالضرورات تتقدم على كل شيء.
هذا تحد كبير يواجهنا، ويجب أن نتحمل جميعا المسؤولية، فالوقت ليس وقت انتقاد وزارة الصحة، ولنتذكر أن دولاً امكانياتها أكبر من الأردن مئات المرات داهمها الفيروس بالرغم من اتخاذها كل الاحتياطات، المهم هو أن يتصرف الجميع بهدوء وبدون هلع وتضخيم، وأن تتصرف خلية الأزمة الحكومية التي تدير الملف بحزم سواء على صعيد ضبط فحص كل القادمين إلى معابرنا وتهيئة البيئة الصحية المناسبة للتعامل مع أي حالات قد تظهر لا سمح الله.
نحن جزء من هذا العالم المتشابك، لا نستطيع الانزواء وحيدين، ولكننا نملك التعامل مع هذا التحدي بحكمة وحزم ونتجاوزه بإذن الله.
(الغد)
منظمة الصحة العالمية بثت أيضا جرعة من الأمل عندما أعلنت مساء الثلاثاء أنها تراجعت عن اعتبارها الفيروس دخل مرحلة الوباء بالرغم من وفاة ثلاثة آلاف وإصابة حوالي تسعين ألفا، وهذا تطور إيجابي مهم مصدره تراجع الحالات المصابة في بلد المنشأ «الصين» وتراجع حالات الوفاة المرتبطة بضعيفي المناعة وبمن يعانون أمراضا مزمنة، يعزز من ذلك أن نسبة الوفاة لا تتجاوز 2 % من المصابين على خلاف وباء السارس الذي اجتاح العالم العام 2000 ووصلت نسبة الوفاة 10 %.
المشكلة في فيروس كورونا هي سرعة انتشاره وتأخر ظهور أعراضه وهذا ما يجعل عملية مكافحة انتشاره مسألة في غاية الصعوبة والتعقيد، المؤكد أن الفيروس ينتشر في معظم أرجاء الأرض، ولكن ضعف أنظمة الرعاية الصحية خاصة في الدول النامية والفقيرة تحول دون اكتشافه وبالتالي تزداد احتمالية أن يستوطن بشكل كبير والخطورة هنا ليست من الصين فقط بل من الدول التي انتشر فيها وتعتبر أوروبا هي الأخطر باعتبارها مدنا عالمية تتواجد فيها معظم الجنسيات وهو ما حصل في حالة إيطاليا التي انتشر منها لبقية دول أوروبا والشرق الأوسط، وإيران أيضا فمنها انتشر للعراق ولبقية دول الخليج وتكمن الخطورة في أن هذه الدول مقصد عالمي للتجارة والعمالة والسياحة الدينية، لذلك كان القرار السعودي بوقف العمرة مؤقتا مهماً، وإذا ما استمرت الأزمة فربما يكون موسم الحج موضع نقاش.
محلياً، الأردن تعامل بجدية كبيرة منذ ظهور الفيروس ومن الإنصاف تقدير الجهود الحكومية، حتى كتابة هذا المقال لا يوجد إلا حالة واحدة في العزل وهي تتماثل للشفاء، ولكن على وزارة الصحة وأخالها كذلك الاستعداد للسيناريو الأصعب من خلال تطوير عملية الرقابة الطبية على كل القادمين للأردن ومن كل المعابر الجوية والبرية والبحرية، فلم يعد مناسبا تصنيف البلدان على أنها بلاد يتواجد فيها أو لا يتواجد فيها مصابون، والأصل أن يتم التعامل مع كل من يدخل للأردن سواء كان مواطنين أو وافدين بأنهم حالات مشتبه فيها ويجب أن يمروا عبر ماسحات حرارية واضحة وظاهرة حتى لو اضطر القادم أن يتأخر في إجراءات الحدود فلا ضير في ذلك، القصة لا مجاملة فيها ولا داعي لأسلوب الكاميرا الخفية، تابعنا رؤساء دول كبرى ومسؤولين مهمين يخضعون للفحص في مطاراتهم، ولعل من المناسب التذكير أن العالم لن ينتهي لو تم تأجيل بعض الفعاليات الرياضية والمؤتمرات المقرر إقامتها هنا فالضرورات تتقدم على كل شيء.
هذا تحد كبير يواجهنا، ويجب أن نتحمل جميعا المسؤولية، فالوقت ليس وقت انتقاد وزارة الصحة، ولنتذكر أن دولاً امكانياتها أكبر من الأردن مئات المرات داهمها الفيروس بالرغم من اتخاذها كل الاحتياطات، المهم هو أن يتصرف الجميع بهدوء وبدون هلع وتضخيم، وأن تتصرف خلية الأزمة الحكومية التي تدير الملف بحزم سواء على صعيد ضبط فحص كل القادمين إلى معابرنا وتهيئة البيئة الصحية المناسبة للتعامل مع أي حالات قد تظهر لا سمح الله.
نحن جزء من هذا العالم المتشابك، لا نستطيع الانزواء وحيدين، ولكننا نملك التعامل مع هذا التحدي بحكمة وحزم ونتجاوزه بإذن الله.
(الغد)
نيسان ـ نشر في 2020/03/05 الساعة 00:00