هل ستكسر زيارة الامير محمد بن سلمان حالة الفتور؟
نيسان ـ نشر في 2015/07/30 الساعة 00:00
كثرة زيارة المسؤولين السعوديين الى القاهرة هذه الايام لا توحي بأن العلاقات السعودية المصرية جيدة، وانما محاولة لتحسينها، وازالة ما علق بها من ادران، بسبب الخلافات الاستراتيجية المتنامية بين البلدين في ملفات اقليمية عديدة ابرزها الملفان السوري واليمني، ويمكن اضافة الملف الايراني اليهما ايضا.
الزيارة المفاجئة التي قوم بها الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد السعودي الى القاهرة يمكن النظر اليها من هذه الزاوية، فالامير محمد بن سلمان هو نجل الملك، وهو الرجل الاقوى بعد والده في المملكة، وبات صاحب الكلمة العليا في الامور العسكرية والاقتصادية معا، بحكم كونه وزيرا للدفاع ورئيسا للمجلس الاقتصادي الاعلى الذي يدير شؤون النفط والتجارة والاستثمارات.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تتسم علاقاته مع السعودية بالفتور منذ وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز حليفه وداعمه الابرز في كانون الثاني (يناير) الماضي وتولي شقيقه الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم، يحاول بقدر الامكان اصلاح هذه العلاقة، ولكن دون التخلي عن المعايير والشروط المصرية، وابرزها استمرار السعودية لدعمه في مواجهة حركة “الاخوان المسلمين” وضخ المزيد من المساعدات المالية في شرايين الاقتصاد المصري المتصلبة.
المصريون، شعبا كانوا او مسؤولين، يميلون دائما الى المجاملة لضيوفهم، ويبذلون جهدا كبيرا لاخفاء خلافاتهم مع ضيوفهم، خاصة اذا كانوا من الخليجيين، ولهذا لم يكن مفاجئا ان يحرص الرئيس السيسي على حضور الامير محمد بن سلمان حفل تخريج دفعات الكليات الحربية الخميس، وان يؤكد في كلمته التي القاها في المناسبة “ان مصر والسعودية هما جناحا الامن القومي العربي ومعا نستطيع ان نجابه التحديات التي تواجهها المنطقة”.
الرئيس السيسي استاء من انضمام السعودية في عهد الملك سلمان الى الحلف القطري التركي الذي يرعى حركة “الاخوان المسلمين” ويقدم لها الدعم المالي والسياسي والاعلامي، وعبر عن هذا الاستياء بمظاهر عدة، ابرزها النأي بمصر عن المغامرة العسكرية السعودية في اليمن، واستقبال وفود يمنية تمثل التحالف “الحوثي الصالحي” المناويء للسعودية.
السلطات السعودية ردت باستضافة وفد رفيع المستوى من حركة “حماس″ بزعامة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي القادم اليها من الدوحة، وحظي الوفد بلقاء مع العاهل السعودي وولي عهده وولي ولي العهد، وزادت باستقبال الشيخ عبد المجيد الزنداني احد ابرز قادة حزب الاصلاح اليمني الاخواني.
هذا “التلاكم” تحت الحزام بالزيارات والوفود تطور الى لجوء الرئيس السيسي الى المدفعية الاعلامية الاضخم في ترسانته، اي الكاتب الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل لتوجيه قذائف من العيار الثقيل الى الممكلة العربية السعودية واسرتها الحاكمة مثل القول في مقابلة مع صحيفة “السفير” اللبنانية “ان النظام السعودي غير قابل للبقاء” واسهب في الحديث عن “المأزق السعودي في اليمن موحيا بأن الخروج منه سيكون غير سهل على الاطلاق وباهظ التكاليف ماديا وبشريا، والمح الى ضرورة تقارب مصر مع ايران بعد توقيع الاتفاق النووي، ويبدو ان هذا “التقارب” كان كلمة السر.
من الواضح ان المملكة العربية السعودية استوعبت الرسالة المصرية “السيسية” بكل مفرداتها، وباتت تعمل على تطويق الخلاف، وما زيارة الامير محمد بن سلمان الا ابرز المؤشرات في هذا الصدد، خاصة ان زيارة سابقة (قبل شهرين) للسيد عادل الجبير وزير الخارجية الى مصر لم تحقق اي تقدم في هذا المضمار.
ربما يكون من المبكر اصدار احكام على نتائج زيارة الضيف السعودي ولقاءاته في القاهرة، ولكن من الواضح ان نجاح هذه الزيارات يمكن ان يرتبط بموقف السعودية من حركة “الاخوان المسلمين” سلبا او ايجابا، فاستمرار الانفتاح على هذه الحركة قد يقابل بانتقال العلاقة مع مصر من “الفتور” الى “التوتر”، والعودة الى مرحلة الملك عبد الله، اي وضع الحركة على قائمة “الارهاب” مجددا قد ينقلها “اي العلاقة السعودية المصرية، الى خانة التحالف مجددا.
هناك كلمتان تصيبان السلطات المصرية بحالة من الهيستيريا في الوقت الراهن، وهما “قطر” و”تركيا” بسبب دعم الدوليتن لحركة “الاخوان”.. وطالما بقيت السعودية في محور يضمها الى جانب هاتين الدولتين فان العلاقات ستنتقل من سيء الى اسوأ.
بعض المؤشرات تفيد بان القيادة السعودية مستعدة لبعض المرونة في هذا الصدد، فقد امتنعت كليا عن نشر اي خبر، او صورة، عن لقاء العاهل السعودي مع السيد خالد مشعل والوفد المرافق له، وحرصت على التأكيد بان الزيارة كانت من اجل اداء “العمرة” وليس لها اي طابع سياسي، ولكن هذه التوضيحات لم تهبط بردا وسلاما على قلب الرئيس المصري في حينها.
العلاقة السعودية مع “الاخوان المسلمين” هي “مربط الفرس″ والقيادة السعودية تدرك هذه الحقيقة، واي جديد يحمله الامير محمد بن سلمان بشأنها قد يغير من الكثير سلبا او ايجابا، ونرجح الاخيرة، لان المملكة العربية السعودية التي تخوض حروبا على عدة جبهات هذه الايام ضد ايران في اليمن وسورية ولبنان والبحرين قد تكون بحاجة اكبر الى مصر، ووقوفها في خندقها، خاصة ان حليفها التركي الجديد يعيش مأزقا متفاقما داخليا وفي سورية، وبدأ يغرق في حربين شرستين ومكلفتين ضد الاكراد و”الدولة الاسلامية” معا.
وصف الرئيس السيسي مصر والسعودية بانهما جناحا الامن القومي العربي قد يوحي بحدوث استعداد سعودي للتغيير ربما يكون قد سمعه من ضيفه الامير الشاب، والايام القليلة القادمة قد تكشف عن الكثير في هذا الصدد.
الزيارة المفاجئة التي قوم بها الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد السعودي الى القاهرة يمكن النظر اليها من هذه الزاوية، فالامير محمد بن سلمان هو نجل الملك، وهو الرجل الاقوى بعد والده في المملكة، وبات صاحب الكلمة العليا في الامور العسكرية والاقتصادية معا، بحكم كونه وزيرا للدفاع ورئيسا للمجلس الاقتصادي الاعلى الذي يدير شؤون النفط والتجارة والاستثمارات.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تتسم علاقاته مع السعودية بالفتور منذ وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز حليفه وداعمه الابرز في كانون الثاني (يناير) الماضي وتولي شقيقه الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم، يحاول بقدر الامكان اصلاح هذه العلاقة، ولكن دون التخلي عن المعايير والشروط المصرية، وابرزها استمرار السعودية لدعمه في مواجهة حركة “الاخوان المسلمين” وضخ المزيد من المساعدات المالية في شرايين الاقتصاد المصري المتصلبة.
المصريون، شعبا كانوا او مسؤولين، يميلون دائما الى المجاملة لضيوفهم، ويبذلون جهدا كبيرا لاخفاء خلافاتهم مع ضيوفهم، خاصة اذا كانوا من الخليجيين، ولهذا لم يكن مفاجئا ان يحرص الرئيس السيسي على حضور الامير محمد بن سلمان حفل تخريج دفعات الكليات الحربية الخميس، وان يؤكد في كلمته التي القاها في المناسبة “ان مصر والسعودية هما جناحا الامن القومي العربي ومعا نستطيع ان نجابه التحديات التي تواجهها المنطقة”.
الرئيس السيسي استاء من انضمام السعودية في عهد الملك سلمان الى الحلف القطري التركي الذي يرعى حركة “الاخوان المسلمين” ويقدم لها الدعم المالي والسياسي والاعلامي، وعبر عن هذا الاستياء بمظاهر عدة، ابرزها النأي بمصر عن المغامرة العسكرية السعودية في اليمن، واستقبال وفود يمنية تمثل التحالف “الحوثي الصالحي” المناويء للسعودية.
السلطات السعودية ردت باستضافة وفد رفيع المستوى من حركة “حماس″ بزعامة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي القادم اليها من الدوحة، وحظي الوفد بلقاء مع العاهل السعودي وولي عهده وولي ولي العهد، وزادت باستقبال الشيخ عبد المجيد الزنداني احد ابرز قادة حزب الاصلاح اليمني الاخواني.
هذا “التلاكم” تحت الحزام بالزيارات والوفود تطور الى لجوء الرئيس السيسي الى المدفعية الاعلامية الاضخم في ترسانته، اي الكاتب الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل لتوجيه قذائف من العيار الثقيل الى الممكلة العربية السعودية واسرتها الحاكمة مثل القول في مقابلة مع صحيفة “السفير” اللبنانية “ان النظام السعودي غير قابل للبقاء” واسهب في الحديث عن “المأزق السعودي في اليمن موحيا بأن الخروج منه سيكون غير سهل على الاطلاق وباهظ التكاليف ماديا وبشريا، والمح الى ضرورة تقارب مصر مع ايران بعد توقيع الاتفاق النووي، ويبدو ان هذا “التقارب” كان كلمة السر.
من الواضح ان المملكة العربية السعودية استوعبت الرسالة المصرية “السيسية” بكل مفرداتها، وباتت تعمل على تطويق الخلاف، وما زيارة الامير محمد بن سلمان الا ابرز المؤشرات في هذا الصدد، خاصة ان زيارة سابقة (قبل شهرين) للسيد عادل الجبير وزير الخارجية الى مصر لم تحقق اي تقدم في هذا المضمار.
ربما يكون من المبكر اصدار احكام على نتائج زيارة الضيف السعودي ولقاءاته في القاهرة، ولكن من الواضح ان نجاح هذه الزيارات يمكن ان يرتبط بموقف السعودية من حركة “الاخوان المسلمين” سلبا او ايجابا، فاستمرار الانفتاح على هذه الحركة قد يقابل بانتقال العلاقة مع مصر من “الفتور” الى “التوتر”، والعودة الى مرحلة الملك عبد الله، اي وضع الحركة على قائمة “الارهاب” مجددا قد ينقلها “اي العلاقة السعودية المصرية، الى خانة التحالف مجددا.
هناك كلمتان تصيبان السلطات المصرية بحالة من الهيستيريا في الوقت الراهن، وهما “قطر” و”تركيا” بسبب دعم الدوليتن لحركة “الاخوان”.. وطالما بقيت السعودية في محور يضمها الى جانب هاتين الدولتين فان العلاقات ستنتقل من سيء الى اسوأ.
بعض المؤشرات تفيد بان القيادة السعودية مستعدة لبعض المرونة في هذا الصدد، فقد امتنعت كليا عن نشر اي خبر، او صورة، عن لقاء العاهل السعودي مع السيد خالد مشعل والوفد المرافق له، وحرصت على التأكيد بان الزيارة كانت من اجل اداء “العمرة” وليس لها اي طابع سياسي، ولكن هذه التوضيحات لم تهبط بردا وسلاما على قلب الرئيس المصري في حينها.
العلاقة السعودية مع “الاخوان المسلمين” هي “مربط الفرس″ والقيادة السعودية تدرك هذه الحقيقة، واي جديد يحمله الامير محمد بن سلمان بشأنها قد يغير من الكثير سلبا او ايجابا، ونرجح الاخيرة، لان المملكة العربية السعودية التي تخوض حروبا على عدة جبهات هذه الايام ضد ايران في اليمن وسورية ولبنان والبحرين قد تكون بحاجة اكبر الى مصر، ووقوفها في خندقها، خاصة ان حليفها التركي الجديد يعيش مأزقا متفاقما داخليا وفي سورية، وبدأ يغرق في حربين شرستين ومكلفتين ضد الاكراد و”الدولة الاسلامية” معا.
وصف الرئيس السيسي مصر والسعودية بانهما جناحا الامن القومي العربي قد يوحي بحدوث استعداد سعودي للتغيير ربما يكون قد سمعه من ضيفه الامير الشاب، والايام القليلة القادمة قد تكشف عن الكثير في هذا الصدد.
نيسان ـ نشر في 2015/07/30 الساعة 00:00