الداعية والطاغية

نيسان ـ نشر في 2015/07/31 الساعة 00:00
((لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد. متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد. لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار.)) ويـــســرت لــلـيـسـرى ويــســر لـلـعـسـرى ... وذلـــ ك حـــكــم الله تـحـمـلـه الــبـشـرى
لـــ ك الــوثــبـة الـــغــراء بــالـحـق صــولــة ... تـدلـت إلـيـها فــي الـعلى صـولة أخـرى
وأنـــ ـت مـــ ـن الآيـــ ـات أنـــ ـت مـــؤيــد ... وحـــظــك بـــالآيــات وجــهــتـك الــزهــرا
وأنـــت بــمـا تُـجـري مــن الـهـدي حـكـمة ... تـرى مـن عـيون الـحق ما لم تُحط خبرا
فـــلا نــهـج إلا مـــا تـقـيـم مـــن الـعـلـى ... ولا وهـــ ــج إلا مـــ ــا تُـــخــلــده حَــــبـــرا
ولا جـــهــر إلا مــــا تــســر مــــن الــــرؤى ... ولا ســـ ـــر إلا مـــ ـــا تـــ ــردده جــــهـــرا
ولا فــتــح إلا مــــا تُــعــد مــــن الــهــدى ... ولا حـــ ـــق إلا مـــ ـــا تـــرتـــلــه ذكـــ ـــرا
ولا أمـــ ر إلا مـــ ا تــريــد مــــن الــنـهـى ... ولا نـــهـــي إلا مـــ ـا أردت بـــ ـه أمـــ ـرا
ومـــا الأمـــر إلا الــهـدي هـــدي مـحـمـد ... ومـا الـهدي إلا الـوحي فـاستبق الـخيرا
وأنـــ ت عــلــى هــــدي الـمـحـجـة ســائــر ... وحـــولـــك أحـــ رار وتــذكــرهـم فـــخــرا
وحـــ ولــــك أبـــ ــــرار تـــجـــلــوا أهــــلــــة ... ويـــرجــون بــالآيــات مــــن ربــهــم أجــــرا
أولائــــك قــومــي قــد تـواصـوا بـشـرعـة ... مـــن الله فـحـواهـا وقــد عـمـلوا شـكـرا
ومــــا كــــان مــــن رام الــغـوايـة بــالـذي ... يــخــاف مــقــام الله أو تــنـفـع الــذكـرى
لــقـد ضـــل مــن ظـلـم وكــذب بـالـهدى ... وكـــان جــزاء الـظـلم مــن ظـلـمه خـسـرا
وأنـــ ت بـــمــا صـــدقــت فـــ زت بــنـعـمـة ... فـلـست تــرى يــا حــر مـن دونـها سـترا
وأنـــ ـت بــفــضــل الله عـــهــدك قـــائــم ... مــــن الــحــق لا تــرتــد عــنــه ولا تُــغـرى
وأنـــ ـت مـــ ـن الــجــنـات أنـــ ت مـــقــرّب ... وحــظــك فــــي الـجـنـات سـيـرتُـك الــغـرا
ظُــلـمـت وإن الــسـجـن قــيــدا وظــلـمـة ... أحــــب مـــن الـدنـيـا إلــيـك فــعـش حـــرا
وذر مــــن تــولـى فـــي الـقـتـامة إمـــرة ... يـخض هـل رأى مـا كان من أمره عسرا؟
وذرهــم يـخـوضوا فـي الـضلال ويـلعبوا ... ولا تــك فــي غـيـظ وقــد مـكـروا مـكـرا
ألا إن وعـــ ـد الله حـــ ـق كـــمـــا تـــ رى ... فـصـبرا عـلـى الـشـدات فـيـما تـرى صـبرا
لــــحـــا الله أفــــاكـــا إذا قـــ ـال قـــولـــة ... مـن الإفـك ظـن الإفـك صـدقا بـما أجرى
وظـــ ــن بـــ ــلاد الله مـــلــكــا لــقــيـصـر ... إذا هــام مــن ذل عـلـى وجـهـه كـسرى
وقـــ ال وقـــ د ظـــ ن الأمـــانــة فــتــنـة ... وصــــدق بـالـطـغـيان واســتـبـق الــشــرا
لـــ ي الأرض ســلـطـانـا ألــســت بــربـكـم ... أقــول بـمـا أهــوى أنــا ولــي الـشـعرى؟
فــــقـــال أنـــ ــاس بــالــمـديـنـة جـــهـــرة ... بـلـى ومـلـكت الـشـمس يــا رب والـبـدرا
سـيـلقون غـيـا هــل لـهـم مــن شـفـاعة ... جـــزاء بــمـا خــانـوا وقـــد فـعـلـوا نــكـرا؟
وأنـــ ـت بـــمـــا وفّـــيــت أمـــ رك قـــ ادم ... وأنـــ ـت بـــمــا لــبــيـت تــعــتـزم الــنــصـرا
ووعــــدك وعـــد لــيـس يـفـنـى وعــيـده ... تـمـلك مــن وهــج لــه الـسـهل والـوعـرا
ومــن لـم يـجد فـي شـرعة الـحق نـهجه ... فــقـد غـــره الـشـيـطان بــالإفـك فـاغـترا
ومــن لــم يـجـد مـن جـهله فـيك قـدوة ... فـقـد لـج فـي نـهج الـغواية واسـتشرى
تـــجــبّــر حــــتـــى ظـــ ــن أنـــ ـه مُــخْــلَــد ... فـــلا مـــوت يـــردي لا مــعـاد ولا حــشـرا
ومـن لـم يـجد في الوهج وهجك سعيه ... مـــن الـحـكـمة الــغـراء فـلـينطح الـصـخرا
وكــيـف يــروم الـحـق مــن كــان مـجـرما ... ومـــن كـــان بــالإجـرام يـقـتـرف الـقـهـرا
تــولـى عـــن الــحـق الـــذي ضـــاء نـهـجه ... وأســرف فــي الـطـغيان واحـتمل الـوزرا
يــقـول بــمـا قــالـت مــن الـسـوء نـفـسه ... ويـمـعن فــي الـعـدوان مـن ظـلمه كـبرا
وقـــد بـــدت الـبـغضاء مــن فـيـه جـهـرة ... وفي الصدر ما يُخفي من النقمة الحرى
يـــريــد مــــن الــطـغـوى لـيـشـعـل نــــاره ... ويــطـفـئ نــــور الله بــالـغـدرة الــحـمـرا
فــهـيـهـات هــيــهـات الـــمــراد مــــراده ... وبــئـس مــن الأفـعـال مــا سـنـه قـسـرا
وتــلـك عــيـون الــحـق لـــم يـــر وهـجـهـا ... وعــاقــبـة الــضـلّـيـل أن يـــشــرب الـــحَــرّا
وتــلـك عــيـون الــصـدق لــم يــرَ وعـدهـا ... وعــاقـبـة الـجـهـيـل أن يــعـلـك الـعـفـرا
ومــا لـه فـي الأخـرى نـصيب وقـد غـوى ... وقــد نــال فــي الـدنـيا نـصيبا بـما أثـرى
سـيـقـمع فــي قـعـر مــن الأرض مـظـلم ... ويــقــعـد مـــ ن حَــــرّ أعِــــدّ لــــه، قــعــرا
ويـحـشر يــوم الـديـن أعـمى وقـد هـوى ... ويـسـحـب فـــي الأصـفـاد يــا ويـلـه جــرا
ويـــدخــل مـــ ن كـــفــر جــهــنـم داخــــرا ... ويـصـلى عــذاب الـهون مـن نـارها ذخـرا
كــــذلـــك جــــاءتـــه الـــهــدايــة رحـــمـــة ... فـــكــذب بــالآيــات مــــن جــهـلـه كــفــرا
سـعـى فــي خـراب الأرض ظـلما ونـقمة ... ومــــلأهــــا جـــ ـــورا ومــــلأهـــا ذعـــ ــرا
ألـــ م يــقــتـل الآلاف يـــ وم أن انــتــوى ... مــن الإثــم عـدوانـا وقــد ركــب الـغدرا؟
بــــلـــى وأراد الــحــكــم غـــ ـلا وفــتــنــة ... ومــا تــاب عــن ذنــب ومــا أيـقـن الـقـبرا
وذلــك حـكـم الـظفر والـناب فـي الـورى ... ويــألــفـه بـالـظـلـم مــــن ألــــف الــقـفـرا
ومـــن فـــي زمــان الـظـلم حـصـل إمــرة ... ومـن فـي زمـان الحسم لم يركب الغمرا
ومـــ ن كـــ ان يــغــتـال الــكــرام جــنـايـة ... ويـنطق فـي الـساحات مـن جَهره جُهرا
ويـسـعى الــى الـلـذات فـي كـل لـحظة ... ويــنــقــر كـــأســا مـــ ن غــوايــتـه نـــقــرا
ويـنـكـص حــيـن الــبـأس نِـكـسا مُـنـكسا ... ويـرقص فـي الـنسوان رقـصته السكرى
ومــن حـولـه فــي حـومـة اللهو طـغـمة ... يـــحـــل لـــهـــا أمـــ را ويـنـفـحـهـا تـــبــرا
تـــ راه يـــســب الأســـ د وهـــ و مــزمّــل ... فـــ إن لــقــي الآســــاد ولاهــــم الــدبــرا
وتـحـسـبـه لــيــث الــوغــى وهــــو زمّـــل ... وتــحــسـبـه مـــ ـدا ويــســتـبـق الـــجـــزرا
وتـــلــك مـــ ن الــعــلات ســيــرة مــتــرف ... تــســربـل بـــالــزلات مـــ ن ســعــيـه غــــرا
تـــلــوى مـــ ن الــــذلات وهــــو مــركَّــس ... وفــــر مـــن الــويـلات مـــن خــوفـه فـــأرا
وأيــــقـــن لأيـــ ــا أن ســـعــيــه مــقــمــح ... وأنــــه فــــي الأصــفــاد مـنـتـعـل جــمــرا
لــقـد خــسـر الـفـرعـون مـــا كــان يـدعـي ... وولــــت مــــن الــبـلـوى أمـانـيـه حــسـرى
وهــــل يــفـلـح الــفـرعـون جــنـدا وعـــدة ... وقـــد دحـــر الـفـرعـون مــن كـفـره دحــرا
وقـــد نـــال فـــي الأمــصـار ذلا ونـكـسة ... وقــد نـال فـي الأعـصار مـن أمـره صـفرا
وهـــل يـنـفع الـفـرعون أن كــان مـوسـرا ... وهـــل تـنـفع الـبـيضاء أو تـنـفع الـصـفرا
فـــيـــا أيـــهــا الــفــرعـون إنـــ ك هـــالــك ... وأنــت مــن الـغـرقى إذن فـاشرب الـبحرا
خــزيـت ومــا فــي الـمـوت مـوتـك سـاحـر ... يـنـجـيك مـــن مـــوت سـعـيـت لـــه دهــرا
وهـنـت فـأين الـصحب صـحبك هـل تـرى ... مـن الـصحب زيـدا حـاضرا هـل ترى عمرا؟
فـهـيـهـات مــــا تــرجــوه نــصــرا مــــؤزرا ... وهــيـهـات مــــن داء الــغـوايـة أن تــبــرا
ســــلام عــلـى مـــن كـــان لــلـه مـسـلـما ... وويــــل لــمــن بـالـحـق مـــن غــيـه أزرى
وما يستوي الأشقى ومن كان بالهدى ... يـــصــدق بـالـحـسـنـى ويــســر لـلـيـسـرى
تــبـلـج مــــن وهــــج الــهـدايـة شــاهــدا ... ومـات شـهيدا فـي العلى فله البشرى
    نيسان ـ نشر في 2015/07/31 الساعة 00:00