ساركوزى والتّبوّل اللّإرادي ... والسبب الجزائر
نيسان ـ نشر في 2015/07/31 الساعة 00:00
فى زيارته الأخيرة لتونس وفى اجتماع بضواحى العاصمة صرّح الرئيس الفرنسيّ السّابق نيكولاي ساركوزى : من سوء حظّ تونس ان موقعها الجغرافيّ بين الجزائر وليبيا .
لم يمرّ التصريح الاستفزازى دون تعاليق وردود فعل مندّدة من السّاسة والاعلاميين والعامّة فى الدول الثلاث بشكل أجبر السيّد محسن مرزوق مستشار الرئيس السّبسي على الكذب علنا بأن الضيف قدم الى تونس دون استدعاء !.
يبدو أن سعادة المستشار متعوّد على استقبال الرجال دون استدعاء !!!
بدل الكذب كان على مرزوق الردّ لحظتها على ساركو : من سوء حظّ ايطاليا واسبانيا والمانيا وبريطانيا وبلجيكا بأن لهم حدود مشتركة مع فرنسا .
سياسيونا أسود على الشعوب ونعام على اعداءها .
السيّد مرزوق مغرم هذه الاشهر بلقاء "الكبار" كي يوحى للشعب بأنّه "كبير" ... لقاء بالرئيس الامريكى اوباما مقابل تطوّع للامضاء الغير القانوني على وثيقة حلف تمسّ من السّيادة الوطنية لتونس ... لقاء مع وزير الخارجيّة الروسى بمطعم تونسيّ بموسكو ووعود بإستثمارات صناعىّة مقابل التّغطية على فضيحة تجسّسية ادّت الى إقالة السفير الروسى وعدد من طاقمه ... لقاء بالرّئيس السابق الفرنسى ساركوزى لمواصلة التخطيط لفوضى خلاّقة ارادها الغرب لتقسيم العرب والمسلمين وتمزيقهم حفاظا على امن "اسرائيل" وعلى تدفّق النفط .
العلاقات التونسية الجزائريّة لم تشهد ريبة وفتورا وشكّا كالذى تشهده هذه الايّام ... الرّئيس السابق بورقيبة رغم علاقته المتوتّرة بالرئيس بومدين فإنه كان دائم الرفض لإنتصاب قواعد عسكرية اجنبية بتونس رغم انه غربيّ الهوى ومحاط بدولتين علاقتهما متميّزة بالمعسكر الشّرقيّ( الجزائر وليبيا) ... الرئيس بورقيبة كان يضع فى مكتبه صورة لبومدين وكان حريص على الاشارة لها عند زيارة ايّ مسؤول جزائريّ له .
للتاريخ : بورقيبة كان يعلم جيّدا ان "أحداث قفصة" سنة 1980 من تخطيط بومدين بعد رفض تونس التنديد بالغارات الجويّة الفرنسيّة بطائرات الجاغوار على مخيمات "البوليزاريو" بتندوف ... حينها هدّد بومدين الهادى نويرة وهو يودّعه بمطار تونس قرطاج بردّ جزائريّ قاس على رفض تونس التّنديد بالغارات الفرنسيّة ... اثناء وبعد عمليّة قفصة قاد الاعلام التونسى جملة شعواء على العقيد القذافى متهما ايّاه بالتورّط والتخطيط لاحداث ... العقيد كان يرسل الرجال والعتاد للبوليزاريو دعما لها فى حربها ضدّ المغرب... ومن الجزائر دخل السلاح الليبى الى تونس .
كان بورقيبة يتجنّب دائما الدخول فى اي مواجهة مع الجزائر رغم المشاكل الحدودية التى تظهر من حين لآخر بين البلدين ورغم سعي الغرب الدائم لتوتير العلاقات بين الجارتين خدمة لمصالحه .
الرئيس السابق زين العابدين بن علي يكتب فى مذكّراته التى ستنشر قريبا بأنه من أسباب الإطاحة به رفضه بأن تكون تونس نقطة انطلاق لتدمير الجزائر وليبيا .
الرّئيس ساركوزى جاء الى تونس فى حملة انتخابيّة مبكّرة لترشّحه للرّئاسيات القادمة مستغلاّ ضعفا سياسيّا فادحا لمرزوق واعوانه نتيجة عدم الخبرة فى التّعامل مع مثل هذه الملفّات الدّوليّة الشائكة التى يجب فيها مراعاة مصلحة الشعوب قبل الطموحات الشخصيّة والمغامرات الغير محسوبة العواقب .
سلوك مرزوق شهد استنكارا وتنديدا حتى من داخل حزبه الحاكم .
ساركوزى الذى موّل حملته الانتخابيّة القبل الاخيرة بأموال العقيد معمّر القذافى هو نفسه الذى يصدر الأوامر بقتله بعد أسره ... والخطأ خطأ القذافى قبل ان يكون خطأ ساركوزى .
ساركوزى يريد بكلّ وسيلة قتل سيف الاسلام القذافى والبغدادى المحمودى باعتبارهما حاملين لأكثر من سرّ كفيل بالاطاحة بساركوزى فى الانتخابات القادمة .
سارعت حكومة طرابلس بالحكم بالاعدام على رجال القذّافى وذلك لسببين :
1 ــ مقايضة اعدام الرئيس السابق محمد مرسي بإعدام رجال العقيد معمر القذافى وذلك للضغط على الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لكي لا يعدم مرسي .
2 ــ محاولة التّأثير والضغط فى الانتخابات الفرنسيّة القادمة عبر خدمة ساركوزى أو سحب البساط من تحت قدميه .
الزّنتان هم من سيحسمون مصير الانتخابات الفرنسية القادمة !!!
ساركوزى يخطّط لفعل دولى خارجى يدخل به المنافسة بقوّة فى الانتخابات الفرنسية القادمة على حساب مبتدئين سياسيين يجهلون التّكتيك والخبث السّياسى .
عودة الى التصريح المستفز لهذا "الفرخ الصهيونيّ" ... تصريح يحمل الكثير من الحقد على شعب كذّب ديغول حين أقسم والجنود الفرنسيون يغادرون الجزائر بأنّهم سيعودون بعد ثلاثين سنة لحكم هذا البلد .
الجزائر فى حاجة الى مصالحة شاملة واصلاحات جذريّة لقطع الطريق امام عودة فرنسا واخواتها .
العلاقة بين تونس والجزائر اقوى من ان تهزّها شطحات "فروخ" .
ساقية سيدى يوسف سياسيّة يخطّط لها الفرنسيون لضرب الوحدة المغاربيّة .
المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيدر امّها تونسية واغلب قادة الجزائر هم خريجوا جامع الزيتونة المعمور وتلامذة الابتدائى التونسيون على الحدود يدرسون فى اقرب مدرسة جزائريّة تماما كما أن تلامذة الابتدائى الجزائريون يدرسون فى اقرب مدرسة تونسية دون ذكر لأشكال التعاون الاخرى التى تتجاوز الحكومات البيروقراطيّة الراكدة والقصيرة المدى والرّؤية .
كان الشريف مساعدية رئيس جبهة التحرير الجزائرية يمازح سياسيّا تونسيا مشهورا قائلا له : خذوا على بلحاج فهو تونسيّ ابا عن جدّ .
بين ليبيا وتونس كما بين تونس والجزائر كما بين الجزائر والمغرب كما بين المغرب وموريطانيا أكثر من رابط وجامع .
.......................................
يبدو ان ساركوزى لم يقرأ هذه الابيات من نشيد قسما ... النشيد الذى زلزل جبال الاوراس :
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب
وطويناه كــما يطوى الكـــتاب
يا فرنسا إن ذا يوم الـحــساب
فاستعدي وخذي منــا الجواب
إن في ثــورتنا فصل الـخطاب
وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
.......................................
ختاما : هل سيطلق ساركوزى النّار على محسن مرزوق كما أطلقها على العقيد معمر القذافى ؟
لم يمرّ التصريح الاستفزازى دون تعاليق وردود فعل مندّدة من السّاسة والاعلاميين والعامّة فى الدول الثلاث بشكل أجبر السيّد محسن مرزوق مستشار الرئيس السّبسي على الكذب علنا بأن الضيف قدم الى تونس دون استدعاء !.
يبدو أن سعادة المستشار متعوّد على استقبال الرجال دون استدعاء !!!
بدل الكذب كان على مرزوق الردّ لحظتها على ساركو : من سوء حظّ ايطاليا واسبانيا والمانيا وبريطانيا وبلجيكا بأن لهم حدود مشتركة مع فرنسا .
سياسيونا أسود على الشعوب ونعام على اعداءها .
السيّد مرزوق مغرم هذه الاشهر بلقاء "الكبار" كي يوحى للشعب بأنّه "كبير" ... لقاء بالرئيس الامريكى اوباما مقابل تطوّع للامضاء الغير القانوني على وثيقة حلف تمسّ من السّيادة الوطنية لتونس ... لقاء مع وزير الخارجيّة الروسى بمطعم تونسيّ بموسكو ووعود بإستثمارات صناعىّة مقابل التّغطية على فضيحة تجسّسية ادّت الى إقالة السفير الروسى وعدد من طاقمه ... لقاء بالرّئيس السابق الفرنسى ساركوزى لمواصلة التخطيط لفوضى خلاّقة ارادها الغرب لتقسيم العرب والمسلمين وتمزيقهم حفاظا على امن "اسرائيل" وعلى تدفّق النفط .
العلاقات التونسية الجزائريّة لم تشهد ريبة وفتورا وشكّا كالذى تشهده هذه الايّام ... الرّئيس السابق بورقيبة رغم علاقته المتوتّرة بالرئيس بومدين فإنه كان دائم الرفض لإنتصاب قواعد عسكرية اجنبية بتونس رغم انه غربيّ الهوى ومحاط بدولتين علاقتهما متميّزة بالمعسكر الشّرقيّ( الجزائر وليبيا) ... الرئيس بورقيبة كان يضع فى مكتبه صورة لبومدين وكان حريص على الاشارة لها عند زيارة ايّ مسؤول جزائريّ له .
للتاريخ : بورقيبة كان يعلم جيّدا ان "أحداث قفصة" سنة 1980 من تخطيط بومدين بعد رفض تونس التنديد بالغارات الجويّة الفرنسيّة بطائرات الجاغوار على مخيمات "البوليزاريو" بتندوف ... حينها هدّد بومدين الهادى نويرة وهو يودّعه بمطار تونس قرطاج بردّ جزائريّ قاس على رفض تونس التّنديد بالغارات الفرنسيّة ... اثناء وبعد عمليّة قفصة قاد الاعلام التونسى جملة شعواء على العقيد القذافى متهما ايّاه بالتورّط والتخطيط لاحداث ... العقيد كان يرسل الرجال والعتاد للبوليزاريو دعما لها فى حربها ضدّ المغرب... ومن الجزائر دخل السلاح الليبى الى تونس .
كان بورقيبة يتجنّب دائما الدخول فى اي مواجهة مع الجزائر رغم المشاكل الحدودية التى تظهر من حين لآخر بين البلدين ورغم سعي الغرب الدائم لتوتير العلاقات بين الجارتين خدمة لمصالحه .
الرئيس السابق زين العابدين بن علي يكتب فى مذكّراته التى ستنشر قريبا بأنه من أسباب الإطاحة به رفضه بأن تكون تونس نقطة انطلاق لتدمير الجزائر وليبيا .
الرّئيس ساركوزى جاء الى تونس فى حملة انتخابيّة مبكّرة لترشّحه للرّئاسيات القادمة مستغلاّ ضعفا سياسيّا فادحا لمرزوق واعوانه نتيجة عدم الخبرة فى التّعامل مع مثل هذه الملفّات الدّوليّة الشائكة التى يجب فيها مراعاة مصلحة الشعوب قبل الطموحات الشخصيّة والمغامرات الغير محسوبة العواقب .
سلوك مرزوق شهد استنكارا وتنديدا حتى من داخل حزبه الحاكم .
ساركوزى الذى موّل حملته الانتخابيّة القبل الاخيرة بأموال العقيد معمّر القذافى هو نفسه الذى يصدر الأوامر بقتله بعد أسره ... والخطأ خطأ القذافى قبل ان يكون خطأ ساركوزى .
ساركوزى يريد بكلّ وسيلة قتل سيف الاسلام القذافى والبغدادى المحمودى باعتبارهما حاملين لأكثر من سرّ كفيل بالاطاحة بساركوزى فى الانتخابات القادمة .
سارعت حكومة طرابلس بالحكم بالاعدام على رجال القذّافى وذلك لسببين :
1 ــ مقايضة اعدام الرئيس السابق محمد مرسي بإعدام رجال العقيد معمر القذافى وذلك للضغط على الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لكي لا يعدم مرسي .
2 ــ محاولة التّأثير والضغط فى الانتخابات الفرنسيّة القادمة عبر خدمة ساركوزى أو سحب البساط من تحت قدميه .
الزّنتان هم من سيحسمون مصير الانتخابات الفرنسية القادمة !!!
ساركوزى يخطّط لفعل دولى خارجى يدخل به المنافسة بقوّة فى الانتخابات الفرنسية القادمة على حساب مبتدئين سياسيين يجهلون التّكتيك والخبث السّياسى .
عودة الى التصريح المستفز لهذا "الفرخ الصهيونيّ" ... تصريح يحمل الكثير من الحقد على شعب كذّب ديغول حين أقسم والجنود الفرنسيون يغادرون الجزائر بأنّهم سيعودون بعد ثلاثين سنة لحكم هذا البلد .
الجزائر فى حاجة الى مصالحة شاملة واصلاحات جذريّة لقطع الطريق امام عودة فرنسا واخواتها .
العلاقة بين تونس والجزائر اقوى من ان تهزّها شطحات "فروخ" .
ساقية سيدى يوسف سياسيّة يخطّط لها الفرنسيون لضرب الوحدة المغاربيّة .
المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيدر امّها تونسية واغلب قادة الجزائر هم خريجوا جامع الزيتونة المعمور وتلامذة الابتدائى التونسيون على الحدود يدرسون فى اقرب مدرسة جزائريّة تماما كما أن تلامذة الابتدائى الجزائريون يدرسون فى اقرب مدرسة تونسية دون ذكر لأشكال التعاون الاخرى التى تتجاوز الحكومات البيروقراطيّة الراكدة والقصيرة المدى والرّؤية .
كان الشريف مساعدية رئيس جبهة التحرير الجزائرية يمازح سياسيّا تونسيا مشهورا قائلا له : خذوا على بلحاج فهو تونسيّ ابا عن جدّ .
بين ليبيا وتونس كما بين تونس والجزائر كما بين الجزائر والمغرب كما بين المغرب وموريطانيا أكثر من رابط وجامع .
.......................................
يبدو ان ساركوزى لم يقرأ هذه الابيات من نشيد قسما ... النشيد الذى زلزل جبال الاوراس :
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب
وطويناه كــما يطوى الكـــتاب
يا فرنسا إن ذا يوم الـحــساب
فاستعدي وخذي منــا الجواب
إن في ثــورتنا فصل الـخطاب
وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
.......................................
ختاما : هل سيطلق ساركوزى النّار على محسن مرزوق كما أطلقها على العقيد معمر القذافى ؟
نيسان ـ نشر في 2015/07/31 الساعة 00:00