علاقة هشة..
نيسان ـ نشر في 2020/04/18 الساعة 00:00
حكي السرايا غير حكي القرايا، هذا المثل قاله أجدادنا في العهد العثماني، وهو يصور حال الفلاح دافع الضريبة، والحكومة التي تحصلها، فالفلاح يحسب القليل للضريبة حيث يقدر حاجته وما يدخره وما يبلغه الموسم القادم والباقي للدولة، والدولة تريد الكثير وتترك له القليل متجاهلة حاجاته وديونه ومصاريفة للموسم القادم، وهاتان الحسبتان لا تتطابقان أبداً.
دعونا من هذا، وسنذهب الى البحث في بعض المناكفات التي تحصل بين طرفي مهنة ما، كنقابة المعلمين مثلا، وأعضاء النقابة، أو بين شركة وموظفيها، أو ما يحدث في بعض المؤسسات الخاصة وموظفيها، فالأولى تشكو التدهور الاقتصادي والثاني يريد حقوقه ليستطيع العيش، المؤسسة تريد أن تتجنب الخسائر الكبيرة وبعضها لا يملك رواتب موظفيه الذين تعطلوا عن العمل جراء الحجر.. والموظف أيضاً له حاجاته وعليه مصاريف لا يستطيع تجاهلها..
في هذه الحسبة الطرفان واقعان تحت الضغط، ولا يستطيع أي طرف أن يحل مشاكله مع الطرف الآخر، ولابد من طرف آخر يحل المشكلة، بمسؤولية تامة، وهو الحكومة، بأي شكل تريده، فالمؤسسات الخاصة كانت ترفد الحكومة قبل أن تتعطل والموظف أيضا كانت الحكومة وبعض مؤسساتها الجبائية ترهقه بالضرائب، وكلاهما الموظف ومؤسسته المتعثرة دعمت تلك المؤسسات المتغولة حتى تبقى صامدة وتسدد ديونها، والآن جاء دورها لتدعم المؤسسات الخاصة، لتستطيع دفع رواتب موظفيها الذين كانوا يأخذون اللقمة من أفواه أبنائهم ليدفعوا لشركة الكهرباء والمياه والأمانة وشركات التنفيع وغيرها، وعلى الحكومة أن تتوجه، لهذه الشركات او الافراد الذين تنفعوا من الطاقة، وأرهقوا المواطن والوطن، وتجعل اوامر الدفاع لصالح الشعب، لا أن تلجأ الى جيبه الخاوية مرة أخرى...
في الختام على الموظف أن لا يجرّم مؤسسته، وعلى المؤسسة أن تجاهد لنشل موظفها من الانزلاق الى الفقر والبطالة، وعليهما أن يكونا يدا واحدة لجعل السرايا تقر بحاجاتهما، وعلى الحكومة أن تكون معهما في الضراء، مثلما أكلتهما في السراء..
المؤسسات في النظام الرأسمالي صروح من قطع الدمينو تنهار عند أقل هزة، وحياة موظفيها هي من تدفع الثمن، وعلى هذه المؤسسات ان تنشئ صناديق للمخاطر، تجعلها تواجه أي هزة وتصمد لأكبر وقت ممكن
دعونا من هذا، وسنذهب الى البحث في بعض المناكفات التي تحصل بين طرفي مهنة ما، كنقابة المعلمين مثلا، وأعضاء النقابة، أو بين شركة وموظفيها، أو ما يحدث في بعض المؤسسات الخاصة وموظفيها، فالأولى تشكو التدهور الاقتصادي والثاني يريد حقوقه ليستطيع العيش، المؤسسة تريد أن تتجنب الخسائر الكبيرة وبعضها لا يملك رواتب موظفيه الذين تعطلوا عن العمل جراء الحجر.. والموظف أيضاً له حاجاته وعليه مصاريف لا يستطيع تجاهلها..
في هذه الحسبة الطرفان واقعان تحت الضغط، ولا يستطيع أي طرف أن يحل مشاكله مع الطرف الآخر، ولابد من طرف آخر يحل المشكلة، بمسؤولية تامة، وهو الحكومة، بأي شكل تريده، فالمؤسسات الخاصة كانت ترفد الحكومة قبل أن تتعطل والموظف أيضا كانت الحكومة وبعض مؤسساتها الجبائية ترهقه بالضرائب، وكلاهما الموظف ومؤسسته المتعثرة دعمت تلك المؤسسات المتغولة حتى تبقى صامدة وتسدد ديونها، والآن جاء دورها لتدعم المؤسسات الخاصة، لتستطيع دفع رواتب موظفيها الذين كانوا يأخذون اللقمة من أفواه أبنائهم ليدفعوا لشركة الكهرباء والمياه والأمانة وشركات التنفيع وغيرها، وعلى الحكومة أن تتوجه، لهذه الشركات او الافراد الذين تنفعوا من الطاقة، وأرهقوا المواطن والوطن، وتجعل اوامر الدفاع لصالح الشعب، لا أن تلجأ الى جيبه الخاوية مرة أخرى...
في الختام على الموظف أن لا يجرّم مؤسسته، وعلى المؤسسة أن تجاهد لنشل موظفها من الانزلاق الى الفقر والبطالة، وعليهما أن يكونا يدا واحدة لجعل السرايا تقر بحاجاتهما، وعلى الحكومة أن تكون معهما في الضراء، مثلما أكلتهما في السراء..
المؤسسات في النظام الرأسمالي صروح من قطع الدمينو تنهار عند أقل هزة، وحياة موظفيها هي من تدفع الثمن، وعلى هذه المؤسسات ان تنشئ صناديق للمخاطر، تجعلها تواجه أي هزة وتصمد لأكبر وقت ممكن
نيسان ـ نشر في 2020/04/18 الساعة 00:00