عن إيران وتحديات التاريخ والجغرافيا أمام العقل العربي
نيسان ـ نشر في 2015/08/03 الساعة 00:00
كتب محمد قبيلات
في الوقت الذي تُقدم الجمهورية الاسلامية نفسها بحزم كزعيمة للطائفة الشيعية، وتكرّس ذلك من خلال حكم الولي الفقيه والدولة الدينية، فإنه ليس من مقابل لها من الدول العربية. بمعنى أنه ليس من دولة بنفس الوزن تقدم نفسها كزعيمة للسنة والجماعة، بل أن معظم أنظمة الحكم في الدول العربية تقدم نفسها، وإن بشكل متفاوت، كأنظمة تسير باتجاه حرية التفكير وفصل الدين عن الدولة.
ولقطع الطريق على السؤال القنبلة، والسعودية؟ فإن الجواب- حسبما أعتقد- أنه صحيح أن النظام في السعودية ثيوقراطي، لكن غرفة القيادة تنزع لصيغة سعودية متوازنة،غير أن هناك الكثير من المؤسسات ومراكز القوى المتشددة في الدولة، ما يجعل الحكم- وهو غير النظام- يميل الى جانب النخب التقدمية ويصارع معها بلطف ضد المراكز التقليدية، من أجل تجاوز المرحلة الصعبة من دون أن يحدث صدام، لأنه إن وقع، فسيكون صراعا عنيفا وسيأكل الأخضر قبل اليابس.
ويدور الان نقاش حاد في المجتمع السعودي بكافة مستوياته، حول العديد من القضايا، بين أطراف تقدمية وأخرى تقليدية مدعومة بالقضاء والقانون والمؤسسات الدينية، لكن غالبا ما تنتهي بأن يسحب راعي السلطة السياسية فتيل الأزمة، لتنتهي تلك الصراعات بلا غالب ولا مغلوب، كما يحصل عادة في قضايا الجلد ورخص قيادة السيارات للمرأة وبعض الفتاوى.
في ايران نفس الأجواء تقريبا، مع فارق أن نظام الحكم ليس عائليا، ويتمتع بقوانين انتخاب وبتلاوين سياسية – اصلاحيين ومحافظين - ومبني على فكرة ايدولجية صلبة نوعا ما، إضافة الى تحرر أكبر للمجتمع، والاطراف التقدمية هناك تتحلى بقوة وثقل أكبر، لكنها داخلة في صراعات مستمرة مع التقليديين المدعومين بمؤسسات دينية وهيئات وميّزات قانونية، حيث تنهج ايران نفس طريقة العقوبات والموقف من المرأة في السعودية.
واذا اعتمدنا على القاعدة القائلة إن السياسة الخارجية امتداد للسياسة الداخلية، فسنجد أن الموقف الايراني أقوى، حيث يعتمد على فكرة أيدولجية واضحة، هدفها تحقيق مصلحة النظام، بينما هناك ارتباك واضح في موقف الحكومات التي تمثل الطرف الآخر.
وليس أدلّ على ذلك من أحداث اليمن، والى حد ما في سوريا، بينما يختلف الوضع في لبنان بسبب التوازنات الداخلية. ففي اليمن دعمت ايران الحوثيين بثبات منذ بداية الأزمة، وربما من قبلها، بينما عانى الصف الآخر من ارتباك شديد، وتنقّل في اختياره حليفاً بين أكثر من طرف يمني؛ ما اضطره في آخر المطاف للدخول في حرب غير مضمونة النتائج، وحولها الكثير من الشبهات، من حيث شرعيتها وإن كانت قد أضرت بالمدنيين وبمؤسسات الدولة اليمنية وبنيتها التحتية.
أما إيران فلها ذراع واضحة هناك وتتمثل بالحوثي، بينما لا ذراع للسعودية والدول العربية في اليمن، فليس من المعقول أن تستخدم هذه الدول القاعدة- كونها نظيراً للحوثي- كذراع لها في اليمن، وهي تهدد الأمن السعودي الداخلي.
طبعا يضاف الى ذلك، الرغبة القوية لدى القومي الايراني بأن يكون، بينما ما زال العقل العربي يفكر في الأمر، ويواجه تحديات التاريخ والجغرافيا والمستقبل بخمول.
في الوقت الذي تُقدم الجمهورية الاسلامية نفسها بحزم كزعيمة للطائفة الشيعية، وتكرّس ذلك من خلال حكم الولي الفقيه والدولة الدينية، فإنه ليس من مقابل لها من الدول العربية. بمعنى أنه ليس من دولة بنفس الوزن تقدم نفسها كزعيمة للسنة والجماعة، بل أن معظم أنظمة الحكم في الدول العربية تقدم نفسها، وإن بشكل متفاوت، كأنظمة تسير باتجاه حرية التفكير وفصل الدين عن الدولة.
ولقطع الطريق على السؤال القنبلة، والسعودية؟ فإن الجواب- حسبما أعتقد- أنه صحيح أن النظام في السعودية ثيوقراطي، لكن غرفة القيادة تنزع لصيغة سعودية متوازنة،غير أن هناك الكثير من المؤسسات ومراكز القوى المتشددة في الدولة، ما يجعل الحكم- وهو غير النظام- يميل الى جانب النخب التقدمية ويصارع معها بلطف ضد المراكز التقليدية، من أجل تجاوز المرحلة الصعبة من دون أن يحدث صدام، لأنه إن وقع، فسيكون صراعا عنيفا وسيأكل الأخضر قبل اليابس.
ويدور الان نقاش حاد في المجتمع السعودي بكافة مستوياته، حول العديد من القضايا، بين أطراف تقدمية وأخرى تقليدية مدعومة بالقضاء والقانون والمؤسسات الدينية، لكن غالبا ما تنتهي بأن يسحب راعي السلطة السياسية فتيل الأزمة، لتنتهي تلك الصراعات بلا غالب ولا مغلوب، كما يحصل عادة في قضايا الجلد ورخص قيادة السيارات للمرأة وبعض الفتاوى.
في ايران نفس الأجواء تقريبا، مع فارق أن نظام الحكم ليس عائليا، ويتمتع بقوانين انتخاب وبتلاوين سياسية – اصلاحيين ومحافظين - ومبني على فكرة ايدولجية صلبة نوعا ما، إضافة الى تحرر أكبر للمجتمع، والاطراف التقدمية هناك تتحلى بقوة وثقل أكبر، لكنها داخلة في صراعات مستمرة مع التقليديين المدعومين بمؤسسات دينية وهيئات وميّزات قانونية، حيث تنهج ايران نفس طريقة العقوبات والموقف من المرأة في السعودية.
واذا اعتمدنا على القاعدة القائلة إن السياسة الخارجية امتداد للسياسة الداخلية، فسنجد أن الموقف الايراني أقوى، حيث يعتمد على فكرة أيدولجية واضحة، هدفها تحقيق مصلحة النظام، بينما هناك ارتباك واضح في موقف الحكومات التي تمثل الطرف الآخر.
وليس أدلّ على ذلك من أحداث اليمن، والى حد ما في سوريا، بينما يختلف الوضع في لبنان بسبب التوازنات الداخلية. ففي اليمن دعمت ايران الحوثيين بثبات منذ بداية الأزمة، وربما من قبلها، بينما عانى الصف الآخر من ارتباك شديد، وتنقّل في اختياره حليفاً بين أكثر من طرف يمني؛ ما اضطره في آخر المطاف للدخول في حرب غير مضمونة النتائج، وحولها الكثير من الشبهات، من حيث شرعيتها وإن كانت قد أضرت بالمدنيين وبمؤسسات الدولة اليمنية وبنيتها التحتية.
أما إيران فلها ذراع واضحة هناك وتتمثل بالحوثي، بينما لا ذراع للسعودية والدول العربية في اليمن، فليس من المعقول أن تستخدم هذه الدول القاعدة- كونها نظيراً للحوثي- كذراع لها في اليمن، وهي تهدد الأمن السعودي الداخلي.
طبعا يضاف الى ذلك، الرغبة القوية لدى القومي الايراني بأن يكون، بينما ما زال العقل العربي يفكر في الأمر، ويواجه تحديات التاريخ والجغرافيا والمستقبل بخمول.
نيسان ـ نشر في 2015/08/03 الساعة 00:00