ماذا لو تحالفت مع شاب افغاني عاطل عن العمل في بلاده.. ثم صار قائد فصيل مقاتل في الغوطة؟

نيسان ـ نشر في 2020/05/01 الساعة 00:00
لقمان إسكندر


ماذا لو كنت قائد فصيل إرهابي في سوريا متحالف مع قوى الظلام. لنقل ايران مثلا، او ربما الاستعمار الروسي؟
ماذا لو كنت متحالفا مع شاب افغاني عاطل عن العمل في بلاده، ثم صار قائد فصيل مقاتل في الغوطة، يريد أن يحقق اهداف طهران في الشام؟
ماذا لو فتتني انثى لا تكف عن بكاء اهلها وشعبها؟ أليست تلك ورطة حقيقية؟
هل سأكشف لها اني قاتل متسلسل يشرب من دماء الاطفال الذين تبكيهم؟ هل سافشي لها عن رقم انتهاكي لاعراض النساء على الحواجز الأمنية؟
انا الان في ورطة. فسيدتي استبدلت فنجان قهوتها الصباحي بدمع تسكبه على ما تراه ولا تراه من فظائع.
هل سأقول لها أن من تحبين، هو نفسه، من تدعين عليه صباح مساء؟
هل ترين ذاك الرجل الخفي الذي ينتهك عرض مراهقة؟ هو نفسه يا حبيبتي انا.
هل أقول لها ذلك؟ المعضلة التي تنتابني جوهرية، أحاول فكفكة عقدها من دون ان انجح.
سألني صاحبي الافغاني مرة، فيما اذا كنت أشعر بأني اخونها؟ أجبته، "أحيانا".
ساعترف: اتمنى لو حولتني الثورة السورية الى لاجئ، رأى حبيبته ذات مخيم، فساعدها على طين الطريق، ثم تزوجها، وهاجرا معا الى احدى قرى تركيا، فعملت بالفلاحة، وانشغلت هي بتربية اطفالي.
اتمنى لو لم تتلطخ يدي بدماء شعبي، ورقاب شعبي، وصيحات شعبي.
لم أقل لصاحبي الافغاني ذلك. وبالطبع لم اقل لصاحبتي هذا. فقط تركتها تبكي في الغرفة، وخرجت الى الساحة لادخن.
    نيسان ـ نشر في 2020/05/01 الساعة 00:00