من هُم...
نيسان ـ نشر في 2020/05/01 الساعة 00:00
ما أحوجنا للتريث قليلاً في المصائب، هل تدرون لمَ؟ لأنه وبكل بساطة نُعطي قيمة لبعض الأحداث أو الأشخاص في زمن لا مجال فيه للشك. هل يُعقل مسلسل يُغير مصير أمة! هل يستحق فلان أو فلانة الضجة الإعلامية والمزيد من المشاهدات والتعليقات؛ وخاصة أن المردود المالي يعود لجيوبهم وللإعلام الأصفر المروج لهم، هم بالنهاية أخذوا مستحقاتهم من المسلسل وفوقه حبة مسك من الضجة الإعلامية المشاركين نحن فيها...
قضية فلسطين هي شعب وتاريخ، وإذا كان الخوف على عقول أجيال المستقبل من هذه الترهات فهذا غير صحيح وبعيد عن الواقع، حاول أن تجعل طفل لا يتجاوز الخامسة من العمر يُشاهد المقطع المتعارك عليه، أول رد فعل للمشاهد الصغير: " هههههه هاظا أهبل صح يابا؟"... وحاول عرض المشهد على شاب، رد الفعل المباشر وبدن تفكير: "أخوووو... شو بحكي هالعاهة...!". وكرر المشهد على كهل تجاوز عمره الستين، بدايةً سينظر لوجهك ويخطط "للخمك كف خمساوي يجيبك الحيط" وبنبرة لا تُعبر عن أي قيمة لك لا بالتصنيف الإنساني ولا الحيواني قائلاً: " إنت كيف بتفرجيني هالزفت يا زفت! ؟".
لا تُصدق أن هذه السلوكيات فقط، لفلسطيني يحمل قضيته بين ضلوعه، معظم الشعوب العربية وغير العربية تتقاسم مع الشعب الفلسطيني مأساته، وما حصل خلال اليومين الماضيين هي تصرفات فردية لا تنم عن شخص عاقل، هم بالمجمل موظفين تحت مظلة ما يسمى بالتمثيل، لكن الإشكالية تكمن في ثقافة وأصالة من يحمل السيناريو ويوافق على أدائه، بكل بساطة لم يُعجبك ما يقولون، تغيير القناة أو حذفها وعدم متابعة أي جديد يتعلق بفلان حتى لا يستفيد مادياً ومعنوياً من المتابعة، وحينها تحرق أوراقه بكافة الوسائل الإعلامية، يا سيدي نحن من نصنعهم، كم من مبدع ومتألق لم يحظى بالشهرة التي يستحقها؟ لأنه وبكل بساطة لم يجد الصدى المناسب من الإعلام، والإعلام يعتمد على المعلوم، والمعلوم هو أنت، إذن أنت من يصنع السفيه والفقيه.
ومن يتطاول على جنسيات هؤلاء يضرب النخوة العربية بعرض الحائط، هم يمثلون أنفسهم وليس شعوبهم، لا داعي للأحكام والألفاظ غير اللائقة، لماذا يتم تداول تلك الفيديوهات بشكل هستيري بين الناس! كل ما هنالك، أشطب، أحذف، وأحظر أي شيء لا يعجبك أنت سيد الموقف، وللعلم الخبر الذي يتناسب أو لا يتناسب ومبادئك وأخلاقك مجرد دخولك للقراءة يُحسب مشاهدة مالية فما بالك لو عملت LIKE أو مشاركة.
الفيس بوك ومجموعته من واتس أب وانستغرام حصدوا الملايين خلال الأيام الماضية، ونحن لم ننم الليل حسرة وقهر على ما قدمت الفضائيات، من هم ليضعونا في مخاض المدافع عن حقنا في الوجود وإثبات الهوية، هم مجرد مرحلة وقتية لا تتعدى الشهر ولن يتركوا إلا الأثر الذي وضعوه لأنفسهم، ولن يُنسى عبر الشهور والسنين وأعتقد بأنهم انتهوا جماهيرياً وهذا يكفي.
قضية فلسطين هي شعب وتاريخ، وإذا كان الخوف على عقول أجيال المستقبل من هذه الترهات فهذا غير صحيح وبعيد عن الواقع، حاول أن تجعل طفل لا يتجاوز الخامسة من العمر يُشاهد المقطع المتعارك عليه، أول رد فعل للمشاهد الصغير: " هههههه هاظا أهبل صح يابا؟"... وحاول عرض المشهد على شاب، رد الفعل المباشر وبدن تفكير: "أخوووو... شو بحكي هالعاهة...!". وكرر المشهد على كهل تجاوز عمره الستين، بدايةً سينظر لوجهك ويخطط "للخمك كف خمساوي يجيبك الحيط" وبنبرة لا تُعبر عن أي قيمة لك لا بالتصنيف الإنساني ولا الحيواني قائلاً: " إنت كيف بتفرجيني هالزفت يا زفت! ؟".
لا تُصدق أن هذه السلوكيات فقط، لفلسطيني يحمل قضيته بين ضلوعه، معظم الشعوب العربية وغير العربية تتقاسم مع الشعب الفلسطيني مأساته، وما حصل خلال اليومين الماضيين هي تصرفات فردية لا تنم عن شخص عاقل، هم بالمجمل موظفين تحت مظلة ما يسمى بالتمثيل، لكن الإشكالية تكمن في ثقافة وأصالة من يحمل السيناريو ويوافق على أدائه، بكل بساطة لم يُعجبك ما يقولون، تغيير القناة أو حذفها وعدم متابعة أي جديد يتعلق بفلان حتى لا يستفيد مادياً ومعنوياً من المتابعة، وحينها تحرق أوراقه بكافة الوسائل الإعلامية، يا سيدي نحن من نصنعهم، كم من مبدع ومتألق لم يحظى بالشهرة التي يستحقها؟ لأنه وبكل بساطة لم يجد الصدى المناسب من الإعلام، والإعلام يعتمد على المعلوم، والمعلوم هو أنت، إذن أنت من يصنع السفيه والفقيه.
ومن يتطاول على جنسيات هؤلاء يضرب النخوة العربية بعرض الحائط، هم يمثلون أنفسهم وليس شعوبهم، لا داعي للأحكام والألفاظ غير اللائقة، لماذا يتم تداول تلك الفيديوهات بشكل هستيري بين الناس! كل ما هنالك، أشطب، أحذف، وأحظر أي شيء لا يعجبك أنت سيد الموقف، وللعلم الخبر الذي يتناسب أو لا يتناسب ومبادئك وأخلاقك مجرد دخولك للقراءة يُحسب مشاهدة مالية فما بالك لو عملت LIKE أو مشاركة.
الفيس بوك ومجموعته من واتس أب وانستغرام حصدوا الملايين خلال الأيام الماضية، ونحن لم ننم الليل حسرة وقهر على ما قدمت الفضائيات، من هم ليضعونا في مخاض المدافع عن حقنا في الوجود وإثبات الهوية، هم مجرد مرحلة وقتية لا تتعدى الشهر ولن يتركوا إلا الأثر الذي وضعوه لأنفسهم، ولن يُنسى عبر الشهور والسنين وأعتقد بأنهم انتهوا جماهيرياً وهذا يكفي.
نيسان ـ نشر في 2020/05/01 الساعة 00:00