التطمينات التي قدمها كيري وحظيت بارتياح الوزراء الخليجيين
نيسان ـ نشر في 2015/08/04 الساعة 00:00
هل هدّأت “التطمينات” الامريكية التي قدمها كيري من روع وزراء خارجية الخليج اثناء اجتماع الدوحة؟ ولماذا الاستعداد لانفاق عشرات المليارات على الاسلحة؟ ولماذا تم استثناؤهم من الاجتماع الثلاثي السعودي الروسي الامريكي لبحث الملفات السورية اليمنية و”الدولة الاسلامية”؟
اعلن السيد خالد العطية وزير الخارجية القطري في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع نظيره الامريكي جون كيري ان “تجاوبا خليجيا” حصل مع التطمينات التي قدمها الوزير الامريكي لوزراء خارجية دول التعاون الذي التقاهم في الدوحة يوم امس.
ما هي التطمينات التي قدمها الوزير كيري وحظيت بارتياح الوزراء الخليجيين، وبددت مخاوفهم تجاه الاتفاق النووي الايراني الامريكي؟
يمكن تلخيص هذه التطمينات من خلال قراءة تفاصيل اقوال الوزير كيري في مؤتمره الصحافي المذكور، وبعض التسريبات الاخرى في الصحف الخليجية، والقطرية منها خصوصا، في النقاط التالية:
اولا: تعهد الوزير كيري بتقديم دولته الحماية الكاملة من اي تهديدات ايرانية محتملة في المستقبل تهدد امن الدول الخليجية واستقرارها.
ثانيا: ابلاغ الوزراء الخليجيين بنجاح الولايات المتحدة في تطوير نظام صاروخي قادر على ضرب المفاعل النووي الايراني “آراك” المبني وسط جبل محسن قرب مدينة “قم”، وتدميره بالكامل.
ثالثا: العودة لفرض العقوبات الاقتصادية على ايران في حالة ارتكابها اي مخالفة حتى لو كانت صغيرة للاتفاق النووي.
رابعا: تسريع بيع وتسليم بعض الاسلحة الامريكية المتقدمة التي جرى الاتفاق عليها، واستغرق هذا التسليم وقتا طويلا.
***
اللافت ان اجتماعا ثلاثيا جرى عقده على انفراد بين وزراء خارجية امريكا وروسيا والمملكة العربية السعودية، لمناقشة الملفات السورية واليمنية والايرانية، لم يدع اليه وزراء خارجية مجلس التعاون، كما انه غاب عنه ايضا وزير خارجية دولة قطر، الدولة المضيفة، والاكثر انخراطا في الملف السوري ماليا وعسكريا منذ بداية الازمة.
وهذا الاستبعاد ينطوي على الكثير من الابعاد والدلالات لا تحتاج الى شرح او تأويل.
نعود الى هذه التطمينات ونرى ان النقطة الابرز فيها هي تلك المتعلقة بالتسريع ببيع صفقات اسلحة جديدة ومتطورة لدول الخليج العربي، وهذا يعني ضخ عشرات المليارات من الدولارات في ميزانيات الشركات الامريكية المنتجة للاسلحة لانقاذها من حالة الكساد الذي تعيشه حاليا، وفي وقت تنخفض فيه اسعار النفط الى ما دون النصف، وتتفاقم فيه العجوزات في الموازنات الخليجية، وتصل الى ارقام فلكية انعكست سلبا على تقليص المنح الدراسية والانفاق العام، وخلق فرص عمل جدية للشباب العاطل عن العمل.
فاذا كان الوزير كيري تعهد بتوفير الحماية للدول الخليجية من اي هجوم ايراني، واكد وزير الخارجية القطري “ان الاتفاق النووي مع ايران كان افضل المتوفر”، وان وزراء خارجية دول مجلس التعاون مرتاحون للتطمينات الامريكية، فلماذا الاندفاع نحو انفاق عشرات المليارات من الدولارات على شراء صفقات اسلحة جديدة؟
ولماذا هذا الرعب من ايران التي جنحت للسلم ووقعت الاتفاق النووي، وجمدت طموحاتها النووية لعشر سنوات على الاقل، وقال وزير خارجيتها محمد جواد ظريف في رسالة موجهة اليهم “ان اتفاق فيينا لا يشكل اي ضرر لجيراننا، بل انه مكسب لانهاء حالة التوتر دامت 12 عاما، وحان الوقت لحوار اقليمي في منطقتنا حول جميع القضايا، ابتداء من اليمن ثم الانتقال الى الملف السوري”، واضاف “ان الفوضى والاضطرابات لا تعرف حدودا، وانه لا يمكن ضمان اي بلد في ظل بيئة مضطربة في هذا العالم الذي يتجه نحو العولمة”.
بعض المسؤولين في الدول الخليجية كانوا يعايروننا دائما بأنهم انفقوا المليارات على دعم القضية الفلسطينية، واقتطعوا هذه الاموال من قوت شعوبهم، لنكتشف ان كل ما جرى تقديمه لمنظمة التحرير الفلسطينية على مدى اربعين عاما لا يساوي قيمة منظمة صواريخ واحدة يتم شراؤها حاليا لمحاربة ايران، ناهيك عن مئات الطائرات الحديثة والرادارات وعقود التسليح والتدريب التي فاقت 130 مليار دولار في الاعوام الثلاثة الماضية فقط.
نحن مع شراء الاشقاء الخليجيين صفقات اسلحة حديثة لحماية نفسهم، ودعم امنهم، شريطة ان تستخدم هذه الاسلحة في الاتجاه الصحيح، والخطر المؤكد على الامن القومي العربي، باشكاله كافة وليس بطريقة انتقالية، وعندما تقتضي الحاجة، وفي ظرف مالي واقتصادي افضل من الظرف الحالي، ودون اخلال بخطط التنمية، والسحب من ارصدة الاجيال المقبلة، ولانقاذ صناعة السلاح الامريكية ايضا.
ايران لم تصب بحالة من الرعب والهلع عندما اقدمت الدول الخليجية على هذا الانفاق الضخم لشراء الطائرات والصواريخ في ذروة القرع الامريكي لطبول الحرب ضدها، رغم انها كانت تعيش تحت حصار اقتصادي خانق، وحظر للاسلحة استمر اكثر من ثلاثين عاما، كما انها لم ترتعد خوفا من امتلاك جارتها الباكستان لمفاعل نووي للاغراض العسكرية نجح في انتاج رؤوس نووية، بينما تواطأ العرب مع المخططات الامريكية لاحتلال العراق وتدمير طموحاته النووية والعسكرية التي كانت تهدف لتحقيق الردع مع ايران، وتحقيق التوازن العسكري مع اسرائيل نيابة عن الامة بأسرها.
***
الوزير كيري يستخدم “البعبع″ الايراني لابتزاز العرب، والاستيلاء على آخر دولار في صناديقهم السيادية، التي تقدر قيمتها بأكثر من الفي مليار دولار، حتى بعد تجميد الخطر النووي الايراني، من خلال اعادة تدويرها على شكل صفقات اسلحة غير متطورة بالمعايير الامريكية والاسرائيلية، وهذا يمثل قمة الاهانة والخداع.
نهنيء وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي “براحة بالهم” بعد الحصول على هذه “التطمينات” الامريكية التي نظروا اليها بطريقة ايجابية، ونتمى لهم اجازة صيفية ممتعة. رأي اليوم
ما هي التطمينات التي قدمها الوزير كيري وحظيت بارتياح الوزراء الخليجيين، وبددت مخاوفهم تجاه الاتفاق النووي الايراني الامريكي؟
يمكن تلخيص هذه التطمينات من خلال قراءة تفاصيل اقوال الوزير كيري في مؤتمره الصحافي المذكور، وبعض التسريبات الاخرى في الصحف الخليجية، والقطرية منها خصوصا، في النقاط التالية:
اولا: تعهد الوزير كيري بتقديم دولته الحماية الكاملة من اي تهديدات ايرانية محتملة في المستقبل تهدد امن الدول الخليجية واستقرارها.
ثانيا: ابلاغ الوزراء الخليجيين بنجاح الولايات المتحدة في تطوير نظام صاروخي قادر على ضرب المفاعل النووي الايراني “آراك” المبني وسط جبل محسن قرب مدينة “قم”، وتدميره بالكامل.
ثالثا: العودة لفرض العقوبات الاقتصادية على ايران في حالة ارتكابها اي مخالفة حتى لو كانت صغيرة للاتفاق النووي.
رابعا: تسريع بيع وتسليم بعض الاسلحة الامريكية المتقدمة التي جرى الاتفاق عليها، واستغرق هذا التسليم وقتا طويلا.
***
اللافت ان اجتماعا ثلاثيا جرى عقده على انفراد بين وزراء خارجية امريكا وروسيا والمملكة العربية السعودية، لمناقشة الملفات السورية واليمنية والايرانية، لم يدع اليه وزراء خارجية مجلس التعاون، كما انه غاب عنه ايضا وزير خارجية دولة قطر، الدولة المضيفة، والاكثر انخراطا في الملف السوري ماليا وعسكريا منذ بداية الازمة.
وهذا الاستبعاد ينطوي على الكثير من الابعاد والدلالات لا تحتاج الى شرح او تأويل.
نعود الى هذه التطمينات ونرى ان النقطة الابرز فيها هي تلك المتعلقة بالتسريع ببيع صفقات اسلحة جديدة ومتطورة لدول الخليج العربي، وهذا يعني ضخ عشرات المليارات من الدولارات في ميزانيات الشركات الامريكية المنتجة للاسلحة لانقاذها من حالة الكساد الذي تعيشه حاليا، وفي وقت تنخفض فيه اسعار النفط الى ما دون النصف، وتتفاقم فيه العجوزات في الموازنات الخليجية، وتصل الى ارقام فلكية انعكست سلبا على تقليص المنح الدراسية والانفاق العام، وخلق فرص عمل جدية للشباب العاطل عن العمل.
فاذا كان الوزير كيري تعهد بتوفير الحماية للدول الخليجية من اي هجوم ايراني، واكد وزير الخارجية القطري “ان الاتفاق النووي مع ايران كان افضل المتوفر”، وان وزراء خارجية دول مجلس التعاون مرتاحون للتطمينات الامريكية، فلماذا الاندفاع نحو انفاق عشرات المليارات من الدولارات على شراء صفقات اسلحة جديدة؟
ولماذا هذا الرعب من ايران التي جنحت للسلم ووقعت الاتفاق النووي، وجمدت طموحاتها النووية لعشر سنوات على الاقل، وقال وزير خارجيتها محمد جواد ظريف في رسالة موجهة اليهم “ان اتفاق فيينا لا يشكل اي ضرر لجيراننا، بل انه مكسب لانهاء حالة التوتر دامت 12 عاما، وحان الوقت لحوار اقليمي في منطقتنا حول جميع القضايا، ابتداء من اليمن ثم الانتقال الى الملف السوري”، واضاف “ان الفوضى والاضطرابات لا تعرف حدودا، وانه لا يمكن ضمان اي بلد في ظل بيئة مضطربة في هذا العالم الذي يتجه نحو العولمة”.
بعض المسؤولين في الدول الخليجية كانوا يعايروننا دائما بأنهم انفقوا المليارات على دعم القضية الفلسطينية، واقتطعوا هذه الاموال من قوت شعوبهم، لنكتشف ان كل ما جرى تقديمه لمنظمة التحرير الفلسطينية على مدى اربعين عاما لا يساوي قيمة منظمة صواريخ واحدة يتم شراؤها حاليا لمحاربة ايران، ناهيك عن مئات الطائرات الحديثة والرادارات وعقود التسليح والتدريب التي فاقت 130 مليار دولار في الاعوام الثلاثة الماضية فقط.
نحن مع شراء الاشقاء الخليجيين صفقات اسلحة حديثة لحماية نفسهم، ودعم امنهم، شريطة ان تستخدم هذه الاسلحة في الاتجاه الصحيح، والخطر المؤكد على الامن القومي العربي، باشكاله كافة وليس بطريقة انتقالية، وعندما تقتضي الحاجة، وفي ظرف مالي واقتصادي افضل من الظرف الحالي، ودون اخلال بخطط التنمية، والسحب من ارصدة الاجيال المقبلة، ولانقاذ صناعة السلاح الامريكية ايضا.
ايران لم تصب بحالة من الرعب والهلع عندما اقدمت الدول الخليجية على هذا الانفاق الضخم لشراء الطائرات والصواريخ في ذروة القرع الامريكي لطبول الحرب ضدها، رغم انها كانت تعيش تحت حصار اقتصادي خانق، وحظر للاسلحة استمر اكثر من ثلاثين عاما، كما انها لم ترتعد خوفا من امتلاك جارتها الباكستان لمفاعل نووي للاغراض العسكرية نجح في انتاج رؤوس نووية، بينما تواطأ العرب مع المخططات الامريكية لاحتلال العراق وتدمير طموحاته النووية والعسكرية التي كانت تهدف لتحقيق الردع مع ايران، وتحقيق التوازن العسكري مع اسرائيل نيابة عن الامة بأسرها.
***
الوزير كيري يستخدم “البعبع″ الايراني لابتزاز العرب، والاستيلاء على آخر دولار في صناديقهم السيادية، التي تقدر قيمتها بأكثر من الفي مليار دولار، حتى بعد تجميد الخطر النووي الايراني، من خلال اعادة تدويرها على شكل صفقات اسلحة غير متطورة بالمعايير الامريكية والاسرائيلية، وهذا يمثل قمة الاهانة والخداع.
نهنيء وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي “براحة بالهم” بعد الحصول على هذه “التطمينات” الامريكية التي نظروا اليها بطريقة ايجابية، ونتمى لهم اجازة صيفية ممتعة. رأي اليوم
نيسان ـ نشر في 2015/08/04 الساعة 00:00