تعال أحكي لك القصة منذ البداية
نيسان ـ نشر في 2020/07/15 الساعة 00:00
يقف البطل "الأب" بجانب ابنته "البطلة" على الشاطئ في انتظار موجات عملاقة من المد لتسونامي البحر التي ستضرب المدينة بعد دقيقة.
موجة عملاقة قادمة مع هديرها. يحضن الأب ابنته التي تغطي وجهها رعبا في صدره. ترتطم الموجة المخيفة جسديهما الضعيفين، فيختفيان.
مشهد مرعب قدمته هوليود في أحد أفلامها عن نهاية العالم، أو عن نهاية عالمهم هم. على أية حال هم يرون أنفسهم العالم، والعالم هم. وهذه قصة أخرى.
لكن ماذا عنا؟ هل نقف الآن على شاطئ منطقتنا اليوم في انتظار ارتطام الأمواج التي نكاد نحس بها؟ ومن غطّت وجهها بصدر أبيها؟
حقا. ما نفعل أمام القادم إلينا؟ موجات من البطالة العملاقة. تسونامي من الفقر المرعب. أمواج سياسية عملاقة كجبل أحد توشك أن تفتك فينا فتكا. فيما على بعد أمتار من هذا كله شوارع تلهو. وأناس تسيح.
تعال أحكي لك القصة منذ البداية.
في الحقيقة ليس هناك أية حكاية، فجميعنا يدرك أن ما يجري في حياتنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا هو حَلْب للثور. والثور لا يحلب يا سادة. ينطح فقط.
وكأننا كلنا اتفقنا مبكرا على نقل "كوم" الحجارة من مكان إلى آخر، حتى إذا ما انتهينا، اقترح بعضنا إعادة نقلها مجددا إلى زاوية أخرى. أما الهدف فهو نقل الحجارة، لا شيء أكثر من ذلك.
هي حجارة لننشغل بها، أو نتعثّر. وهكذا كل ملفاتنا، طوال الوقت يُشغلنا نقلها من زاوية لأخرى. رغم أن الحياة خارج الأسواق التي بنيناها حولنا.
موالاة ومعارضة. حكومة وحراك. سائلون ومسؤولون. أزواج وربات بيوت. أصحاب عمل وعمّال. كلنا ننشغل اليوم بنقل الحجارة، في انتظار مقترح آخر لنقلها إلى مكان مختلف. فلا الزاوية الأولى نريد، ولا الثانية نبغي ولا الثالثة ولا الرابعة... كل ما هناك أن علينا فعل شيء ما. فاتفقنا على نقل الحجارة، في عملية خداع لأنفسنا، نشترك فيها جميعنا.
هذا عن معظمنا. لكن هناك فئة تجرأت وارتقت السور ورأت ما في خارجه. هؤلاء مطاردون مثل فأر.
موجة عملاقة قادمة مع هديرها. يحضن الأب ابنته التي تغطي وجهها رعبا في صدره. ترتطم الموجة المخيفة جسديهما الضعيفين، فيختفيان.
مشهد مرعب قدمته هوليود في أحد أفلامها عن نهاية العالم، أو عن نهاية عالمهم هم. على أية حال هم يرون أنفسهم العالم، والعالم هم. وهذه قصة أخرى.
لكن ماذا عنا؟ هل نقف الآن على شاطئ منطقتنا اليوم في انتظار ارتطام الأمواج التي نكاد نحس بها؟ ومن غطّت وجهها بصدر أبيها؟
حقا. ما نفعل أمام القادم إلينا؟ موجات من البطالة العملاقة. تسونامي من الفقر المرعب. أمواج سياسية عملاقة كجبل أحد توشك أن تفتك فينا فتكا. فيما على بعد أمتار من هذا كله شوارع تلهو. وأناس تسيح.
تعال أحكي لك القصة منذ البداية.
في الحقيقة ليس هناك أية حكاية، فجميعنا يدرك أن ما يجري في حياتنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا هو حَلْب للثور. والثور لا يحلب يا سادة. ينطح فقط.
وكأننا كلنا اتفقنا مبكرا على نقل "كوم" الحجارة من مكان إلى آخر، حتى إذا ما انتهينا، اقترح بعضنا إعادة نقلها مجددا إلى زاوية أخرى. أما الهدف فهو نقل الحجارة، لا شيء أكثر من ذلك.
هي حجارة لننشغل بها، أو نتعثّر. وهكذا كل ملفاتنا، طوال الوقت يُشغلنا نقلها من زاوية لأخرى. رغم أن الحياة خارج الأسواق التي بنيناها حولنا.
موالاة ومعارضة. حكومة وحراك. سائلون ومسؤولون. أزواج وربات بيوت. أصحاب عمل وعمّال. كلنا ننشغل اليوم بنقل الحجارة، في انتظار مقترح آخر لنقلها إلى مكان مختلف. فلا الزاوية الأولى نريد، ولا الثانية نبغي ولا الثالثة ولا الرابعة... كل ما هناك أن علينا فعل شيء ما. فاتفقنا على نقل الحجارة، في عملية خداع لأنفسنا، نشترك فيها جميعنا.
هذا عن معظمنا. لكن هناك فئة تجرأت وارتقت السور ورأت ما في خارجه. هؤلاء مطاردون مثل فأر.
نيسان ـ نشر في 2020/07/15 الساعة 00:00