هؤلاء أيضا قتلوا الطفل الرضيع علي دوابشة!
نيسان ـ نشر في 2015/08/08 الساعة 00:00
جريمة إحراق الطفل الفلسطيني علي دوابشة وأباه حرقا على يد مستوطنين يهود ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، طالما أن أنظمة عربية عدة تقتل وتعتقل وتنكل بمن يطالبون بحقوق هذا الطفل وملايين غيره في المنفى والشتات! ربما تندهش حين تعرف أن جارك أو زميلك في العمل أيضا قد قتل الدوابشة! ربما لا يدري هو أيضا كذلك!
***
-1-
لا أنسى يوم وفاة استشهاد المجاهد الشيخ الزعيم أحمد ياسين! اغتالته إسرائيل بصاروخين من طائرة مقاتلة وهو خارج من صلاة الفجر!
يومها حين سمعت الخبر صباحا خرجت من المدينة الجامعية أجري كالمجنون، وبالكاد سيطرت على أعصابي وجففت دموعي وذهبت إلى الجامعة!
قابلني زميل ليس مهتما بالشأن العام.. سألني ما بي؟؟ فقلت: قتلوا أحمد ياسين! فقال لي باستغراب: أحمد ياسين من؟؟ قلت له زعيم حماس! فقال لي: وما حماس؟؟ فقلت له حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين! (بصراحة لو سألني وما فلسطين لما تعجبت كثيرا!)
كان الإخوان وحدهم في الجامعة، وقطاع عريض من الطلاب والأستاذة كذلك، ممن اقتنعوا بأفكارهم في وجوب تحرير فلسطين وكاملة وتحرير المسجد الاٌقصى مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، هم من يقيمون الفعاليات لنصرة فلسطين والمسجد الأقصى، بينما كانت السلفية البرهامية ترفض المشاركة في أي فعالية في الجامعة لأن المظاهرات حرام!
وحين كان ينادي المنادي بالتبرع لفلسطين، كانت الفتيات يخلعن حليهن، وكان الشباب يجودون بما تيسر لهم من مال قليل، وهم يعانون في سنوات الجامعة! هكذا كان حال الجامعة وحال قطاع عريض من المصريين قبل أن يغير الإعلام المصري هذه النظرة!
***
-2-
المصريون حتى وقت قريب كانوا يخرجون في مظاهرات دعما للانتفاضة الفلسطينية ورفضا لحرب العراق! كان ذلك حتى انطلق الصهاينة العرب ينبحون على الفضائيات الحكومية والخاصة يشوهون المقاومين، ويصفونهم بالإرهاب!
الهجوم على المقاومة في الإعلام المصري وصل إلى الحد الذي طالبت فيه نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام الحكومية - التي نفقت مؤخرا - رئيس الوزراء الإسرائيلي السفاح بنيامين نتنياهو إلى أن يقضي على حماس! هذا غير مذيعين مقربين من الجيش والمخابرات طالبوا الطيران المصري بدك حصون المقاومة في غزة!
صار كثير من المصريين من مؤيدي السلطة لا يرون إسرائيل عدوا، ومقتنعين برواية الدولة العميقة أن حماس هي التي عبرت الحدود و اقتحمت السجون، وأن انتفاضة 25 يناير مؤامرة نفذها عناصر من حماس وحزب الله! حتى وصل الأمر لتهجير أهل سيناء وتدمير بيوتهم خدمة لأمن إسرائيل، واعتبار محكمة مصرية حركة حماس منظمة إرهابية، في الوقت الذي رفض فيه القضاء المصري دعوى تعتبر إسرائيل إرهابية! *** -3- وفي خضم هذا الإعلام المتصهين، ومحاولات غسل المخ وحملات الدعاية الممنهجة ونشر الدعايات الكاذبة، من المهم في رأيي العودة للتقسيم الذي اعتمدناه في مقال "لماذا يحاربون الإخوان"، وهو أن الناس بالنسبة لقضية فلسطين ينقسمون فريقين: 1- فريق يرى أن أصل الصراع في المنطقة هو زرع كيان صهيوني احتلالي استيطاني كولينالي غريب عن نسيج المنطقة "إسرائيل"، في فلسطين المحتلة بالقوة المسلحة! وأن تحرير فلسطين هو الحل للصراع الدائر في المنطقة.
2- و فريق يرى أن الصراع الدائر في المنطقة سببه رفض حركة حماس في غزة وجماعة الإخوان المسلمين في مصر للقبول بالأمر الواقع الجديد المتمثل في وجود كيان احتلال صهويني في فلسطين المحتلة "إسرائيل". وأنصار هذا الفريق يرون أن القضاء على المقاومة في غزة وعلى جماعة الإخوان في مصر سيزيل آخر العقبات في المشروع المقاوم في المنطقة، وسينتج عنه دولة فلسطينية ممزقة منزوعة السلاح وبلا حدود دائمة على ما تبقى من أراضي فلسطين، وهي دولة لا تشكل أي خطر، ولا تحمل أي عداء، لجارتها "إسرائيل". وفي هذا الفريق نجد المؤسسة العسكرية في مصر، التي افتخر السيسي في حوار سابق أنه يتحدث مع نتنياهو كثيرا، وأنهم في الجيش يحترمون اتفاقية كامب ديفيد منذ اليوم الأول الذي وقعت فيه، كما أكد في حوار آخر لقناة فرانس 24 أنه لن يسمح أن تستغل سيناء لتهديد أمن إسرائيل! بالنسبة للسيسي فإن الدوابشة وكل من يسعى للأخذ بحقه جزء من أمة من 1.6 مليار مسلم تسعى لتقتل العالم أجمع، كما صرح في قلب الأزهر الشريف! في هذا الفريق أيضا نجد محمود دحلان، ومحمود عباس والمخابرات الفلسطينية والأمن الوقائي وكل "المتعاونين أمنيا" والمعنيين "بالتنسيق الأمني" مع إسرائيل! و "التنسيق الأمني" لمن لا يعلم يعني التعاون مع أجهزة الأمن الإسرائيلية - ولاسيما جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" والمخابرات "الموساد" - للإبلاغ عن كل من يفكر في مقاومة الاحتلال، أو يدعو إلى ذلك، فضلا عن الإبلاغ عن المقاومين كي تغتالهم إسرائيل! وفي هذا المعسكر نجد أيضا حكام الإمارات، والأردن، ودول عربية عدة، رغب حكامها في البقاء في الحكم ودفعوا ثمن ذلك رضا واشنطن وتل أبيب! *** ختاما: قبل أن نبكي على الطفل الرضيع علي دوابشة الذي مات حرقا، علينا أن نتذكر القاتل الحقيقي الذي نفذ هذه الجريمة البشعة! الدوابشة لم يحترق فقط بفعل زجاجات حارقة ألقاها مستوطنون يهود، بل أحرقته سابقا كلمات الإعلام المتصهين المحرضة على المقاومة! الدوابشة أحرقته أيضا جواسيس المخابرات الفلسطينية والأمن الوقائي الذين يبلغون الاحتلال عن كل من يقاومون إسرائيل، ولو كان لهذا الطفل أخ أراد أن يأخذ بثأره لاعتقلته أجهزة الأمن المعنية "بالتنسيق الأمني" مع إسرائيل! إن تحرير مصر من الطاغية السيسي، والشام من الطاغية بشار، والأردن من الطاغية عبد الله الخطوات الأولى نحو تحرير فلسطين! فتكبيل دول الطوق بأنظمة عسكرية مستبدة موالية لإسرائيل هو ما يجعل إسرائيل تتمادى بارتياح في جرائمها، وتحرير شعوب هذه الدول الخطوة الأولى نحو تحرير فلسطين! موقع الكاتب على الفيسبوك
صار كثير من المصريين من مؤيدي السلطة لا يرون إسرائيل عدوا، ومقتنعين برواية الدولة العميقة أن حماس هي التي عبرت الحدود و اقتحمت السجون، وأن انتفاضة 25 يناير مؤامرة نفذها عناصر من حماس وحزب الله! حتى وصل الأمر لتهجير أهل سيناء وتدمير بيوتهم خدمة لأمن إسرائيل، واعتبار محكمة مصرية حركة حماس منظمة إرهابية، في الوقت الذي رفض فيه القضاء المصري دعوى تعتبر إسرائيل إرهابية! *** -3- وفي خضم هذا الإعلام المتصهين، ومحاولات غسل المخ وحملات الدعاية الممنهجة ونشر الدعايات الكاذبة، من المهم في رأيي العودة للتقسيم الذي اعتمدناه في مقال "لماذا يحاربون الإخوان"، وهو أن الناس بالنسبة لقضية فلسطين ينقسمون فريقين: 1- فريق يرى أن أصل الصراع في المنطقة هو زرع كيان صهيوني احتلالي استيطاني كولينالي غريب عن نسيج المنطقة "إسرائيل"، في فلسطين المحتلة بالقوة المسلحة! وأن تحرير فلسطين هو الحل للصراع الدائر في المنطقة.
2- و فريق يرى أن الصراع الدائر في المنطقة سببه رفض حركة حماس في غزة وجماعة الإخوان المسلمين في مصر للقبول بالأمر الواقع الجديد المتمثل في وجود كيان احتلال صهويني في فلسطين المحتلة "إسرائيل". وأنصار هذا الفريق يرون أن القضاء على المقاومة في غزة وعلى جماعة الإخوان في مصر سيزيل آخر العقبات في المشروع المقاوم في المنطقة، وسينتج عنه دولة فلسطينية ممزقة منزوعة السلاح وبلا حدود دائمة على ما تبقى من أراضي فلسطين، وهي دولة لا تشكل أي خطر، ولا تحمل أي عداء، لجارتها "إسرائيل". وفي هذا الفريق نجد المؤسسة العسكرية في مصر، التي افتخر السيسي في حوار سابق أنه يتحدث مع نتنياهو كثيرا، وأنهم في الجيش يحترمون اتفاقية كامب ديفيد منذ اليوم الأول الذي وقعت فيه، كما أكد في حوار آخر لقناة فرانس 24 أنه لن يسمح أن تستغل سيناء لتهديد أمن إسرائيل! بالنسبة للسيسي فإن الدوابشة وكل من يسعى للأخذ بحقه جزء من أمة من 1.6 مليار مسلم تسعى لتقتل العالم أجمع، كما صرح في قلب الأزهر الشريف! في هذا الفريق أيضا نجد محمود دحلان، ومحمود عباس والمخابرات الفلسطينية والأمن الوقائي وكل "المتعاونين أمنيا" والمعنيين "بالتنسيق الأمني" مع إسرائيل! و "التنسيق الأمني" لمن لا يعلم يعني التعاون مع أجهزة الأمن الإسرائيلية - ولاسيما جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" والمخابرات "الموساد" - للإبلاغ عن كل من يفكر في مقاومة الاحتلال، أو يدعو إلى ذلك، فضلا عن الإبلاغ عن المقاومين كي تغتالهم إسرائيل! وفي هذا المعسكر نجد أيضا حكام الإمارات، والأردن، ودول عربية عدة، رغب حكامها في البقاء في الحكم ودفعوا ثمن ذلك رضا واشنطن وتل أبيب! *** ختاما: قبل أن نبكي على الطفل الرضيع علي دوابشة الذي مات حرقا، علينا أن نتذكر القاتل الحقيقي الذي نفذ هذه الجريمة البشعة! الدوابشة لم يحترق فقط بفعل زجاجات حارقة ألقاها مستوطنون يهود، بل أحرقته سابقا كلمات الإعلام المتصهين المحرضة على المقاومة! الدوابشة أحرقته أيضا جواسيس المخابرات الفلسطينية والأمن الوقائي الذين يبلغون الاحتلال عن كل من يقاومون إسرائيل، ولو كان لهذا الطفل أخ أراد أن يأخذ بثأره لاعتقلته أجهزة الأمن المعنية "بالتنسيق الأمني" مع إسرائيل! إن تحرير مصر من الطاغية السيسي، والشام من الطاغية بشار، والأردن من الطاغية عبد الله الخطوات الأولى نحو تحرير فلسطين! فتكبيل دول الطوق بأنظمة عسكرية مستبدة موالية لإسرائيل هو ما يجعل إسرائيل تتمادى بارتياح في جرائمها، وتحرير شعوب هذه الدول الخطوة الأولى نحو تحرير فلسطين! موقع الكاتب على الفيسبوك
نيسان ـ نشر في 2015/08/08 الساعة 00:00