من الكتاتيب إلى الحواسيب!!
نيسان ـ نشر في 2020/09/02 الساعة 00:00
كنّا طلبة في المدارس ،نرتاد المساجد ونتلقّى فيها تعليما موازيا لايخضع لرقابة وزارة التربية والتعليم ، وكان رواد هذه المساجد من مشارب شتّى باتجاهاتهم الفكرية وانتماءاتهم الحزبية ،فمن السلفي إلى الدعوي إلى الإخواني إلى التحريري والتكفيري ،وبين هذه التيارات مابينها ،فمنهم من ينكر عمل بعضعهم بعضا فهذا يتهم هذا بالبدع وذلك يتهمه بالتفريط وثالث يعيب على زميله في الصف الأول خلف الإمام اشتغاله بالسياسة ،ورابع يعيب عليه عدم اشتغاله بالسياسة ،في فسيفساء مرهقة للعقل والقلب لاسيما لمن هم في مثل أعمارنا ،لم تنضج لهم تجربة ،وعندما تضيق بنا السبل و ترتبك المسالك ، نلجأ إلى معلم "الدين" الذي يمهّد لنا سبيلا وسطيا ويبتعد بنا عن كل هذه المتناقضات ويهدينا سواء السبيل في فهم متوازن للدين رسّخته "مناهج التربية الإسلامية" التي ألفت وفق منهج وسطي منسجم واعٍٍٍ قائم على الفهم السليم للدين .
أسوق هذه المقدمة لأقول إن إغفال التربية الدينية وتركها لأهواء الأهل وعدم وجود منهج محكم وترك الناشئة لأصحاب الأهواء سيكون ذا عواقب مدمرة ، فقي ظل التعليم عن بعد واتجاه الحكومة لترك بعض المواد التعليمية للتعلّم الذاتي ومن بينها التربية الاسلامية ،سييضع أبناءنا بين يدي الأهل الذين تتفاوت ثقافتهم الدينية وتتنوع أهواؤهم بين مفرِط ومفرّط ،وبين مؤمن وملحد وبين تقدّمي ومحافظ مما سيدفع المجتمع ثمنه غاليا في مدّة لن تكون طويلة .
لم تكتف الحكومات المتعاقبة بتسطيح مناهج التربية الإسلامية وتفريغها وتعشيبها من الكثير من المفاهيم والقيم ، والسيرة والتاريخ الإسلامي ،فهل تريد حكومة "النهضة" أن تجعل التعليم الديني شأنا خاصا لينسجم مع رؤية الحكومة المدنية "العلمانية" أم تريد ترك الأبناء للأهواء فثمة فرق شاسع بين الاهواء والاراء.
لن يجرؤ الآباء على تعليم الرياضيات أو اللغة أو العلوم أو الجغرافيا لأنهم يعتقدون انها تحتاج معلما ،لكنهم سيعلمونهم الدين وفق ثقافتهم أو اهوائهم أو يتركونهم ليتعلموا "بالكتاتيب" بين أيدي رجال لانعلم بماذا يفكرون؟ وكيف يفهمون الدين ،وماهي نظرتهم للمجتمع؟
إننا بانشغالنا بتوزيع الحواسيب على الطلبة وضبط الكمامات على الأنوف ، وتنفيع "منصات" تجار الكوارث نسينا أو تناسينا أن الأبناء يكبرون ويبحثون عما يسدّ الفراغات الكثيرة والفجوات الواسعة التي تركتها وزارة التربية وسيجدونها في الكتاتيب يا تجار الحواسيب.
أسوق هذه المقدمة لأقول إن إغفال التربية الدينية وتركها لأهواء الأهل وعدم وجود منهج محكم وترك الناشئة لأصحاب الأهواء سيكون ذا عواقب مدمرة ، فقي ظل التعليم عن بعد واتجاه الحكومة لترك بعض المواد التعليمية للتعلّم الذاتي ومن بينها التربية الاسلامية ،سييضع أبناءنا بين يدي الأهل الذين تتفاوت ثقافتهم الدينية وتتنوع أهواؤهم بين مفرِط ومفرّط ،وبين مؤمن وملحد وبين تقدّمي ومحافظ مما سيدفع المجتمع ثمنه غاليا في مدّة لن تكون طويلة .
لم تكتف الحكومات المتعاقبة بتسطيح مناهج التربية الإسلامية وتفريغها وتعشيبها من الكثير من المفاهيم والقيم ، والسيرة والتاريخ الإسلامي ،فهل تريد حكومة "النهضة" أن تجعل التعليم الديني شأنا خاصا لينسجم مع رؤية الحكومة المدنية "العلمانية" أم تريد ترك الأبناء للأهواء فثمة فرق شاسع بين الاهواء والاراء.
لن يجرؤ الآباء على تعليم الرياضيات أو اللغة أو العلوم أو الجغرافيا لأنهم يعتقدون انها تحتاج معلما ،لكنهم سيعلمونهم الدين وفق ثقافتهم أو اهوائهم أو يتركونهم ليتعلموا "بالكتاتيب" بين أيدي رجال لانعلم بماذا يفكرون؟ وكيف يفهمون الدين ،وماهي نظرتهم للمجتمع؟
إننا بانشغالنا بتوزيع الحواسيب على الطلبة وضبط الكمامات على الأنوف ، وتنفيع "منصات" تجار الكوارث نسينا أو تناسينا أن الأبناء يكبرون ويبحثون عما يسدّ الفراغات الكثيرة والفجوات الواسعة التي تركتها وزارة التربية وسيجدونها في الكتاتيب يا تجار الحواسيب.
نيسان ـ نشر في 2020/09/02 الساعة 00:00