طالب جامعي يضرم النار بنفسه ..الرجل لا يريد العيش بين رحى رأس المال والفاقة
نيسان ـ نشر في 2020/09/14 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات...في بلاد ما، ربما الواق واق .. لا مكان للطلبة الفقراء في جامعاتهم. هناك يقف الطلبة الفقراء على أسوار الجامعة حراسا لا أكثر.
هناك .. أعني في تلك البلاد .. هناك جامعات ببرامج تعليمية من "الكاش".. ادفع تحصل على العلوم والسطور والفصول وحتى الابتسامة العريضة.. فإن عجزت أمامك خياران.. الأول ان تحرق نفسك والثاني عليك بتسليع نفسك، وبما يكفي أقساطهم الجامعية ومن دون أن تحتج أو تصرخ.
مرحبا بكم في حكومة النهضة وفي زمن تسليع العلم، كيلو الفيزياء بخمسين دينارا، ورطل الرياضيات بأربعين، وغرام الطب، بمئة.
مرحبا بكم في مرحلة تسليع العلم والعلماء، تعال إلى السوق الشعبي الجامعي، واحصل على نصف كيلو هندسة بثمانين دينارا.
في بلاد الواق واق حيث الشهادات تزن في ميزان السوق، بالكاش أو الشيكات، لكن ماذا عن البلاد الأخرى.
تخيلوا التالي:
- دكتور في طالب يرغب بالدخول إليك..
- ماذا يريد؟
- يبدو انه من المتعثرين في دفع الرسوم الجامعية.
- حسنا.. دعه يدخل
يدخل الطالب بخجل.. ويبدأ بشرح قصته.
- هل استنزفت جميع الحلول؟
- اقسم يا دكتور أني فعلت كل ما يمكن فعله.. من دون جدوى؟
- لكني لا استطيع اعفاءك من المبلغ المتبقي عليك
- لا اريد إعفائي.. فقط خطة ما استطيع فيها دفع ما علي من أموال.
- حسنا.. ما رأيك أن تعمل في الجامعة؟.
- ماذا؟.
- دعك من العمل داخل الجامعة.. نحن على علاقة شراكة مع عدد من الشركات والمؤسسات .. يمكن العمل فيها والاتفاق معها على ان تدفع المطلوب منك.
- أنا مستعد لكل ما تريده دكتور.
- حسنا سنمنحك شهادتك اذن لكن بشروط والتزامات مكتوبة من قبلك.
- هذا اكثر من رائع.
ينادي رئيس الجامعة على مدير مكتبه ويعطيه التعليمات..
نحن نفخر ببلادنا، ونريد أن نفخر بجامعات بلادنا. نريد ان لا يدفع الطلبة الى احراق انفسهم.في بلاد الواق واق ما يجرى أن طالبا ما، وبعد أن استنزف كل محاولات إيجاد حلول، أو حتى لقاء رئيس الجامعة، اضطر إلى حرق نفسه، ببساطة دفعه رأس المال وسلوكه إلى إضرام النار في نفسه، ففعل بعد أن تملكه الغضب.
وكأن الطالب يقول لنا بعفويته الصادقة: لا أريد العيش في مجتمع يكون به سدنة العلم وبواباته "الكاش" ولا شيء غيره.
ما الذي يمنعهم من مساعدة طالب وقع في ورطة مالية ما؟ ما الذي يمنعهم من وضع الحلول المناسبة لوضعه المالي.في بلاد الواق واق تعجز الجامعات عن صناعة حلول ليس لطلابها فقط، إنما لنا كلنا نحن المجتمع، ثم هي تفشل في حل مشكلة صغيرة بحجم رسوم طالب جامعي.
أن تعجز أي جامعة، سواء خاصة أو في حكومة الواق واق، عن إيجاد حلول لمشكلة تعثر الطلبة عن دفع ما عليهم من رسوم، فهذا لا يعني إلا أن الجامعة أخفقت في مبرر وجودها أصلا.
ندرك جيدا أن من مسؤولية الجامعة الاخلاقية والمجتمعية والانسانية إيجاد الحلول للتعثر المالي لطلبتها لا أن تدفع بهم الى الهاوية، ثم تتنصل من مسؤوليتها الأخلاقية بحجج واهية .
كان بإمكان الجامعة أن تبحث مع طالبها عن حلول، هذا ما تفعله الجامعات الحقيقية، أما مؤسسات المال والأعمال فلا شأن لها في ذلك، هي فقط تريد "الكاش".
ربما لا تهتم كثير من جامعاتنا ورئاستها في إيجاد حلول، هي تعلم جيدا لِمَ أسست؟.
لكن تعالوا معا نسأل: هل نام ليله الطويل من دفع ابننا إلى إضرام النار بنفسه؟ هل حقا يستطيع أن ينام الليل؟ أم تهاجمه الكوابيس؟ هل يستطيع ان ينظر في وجه من حوله؟.
هناك .. أعني في تلك البلاد .. هناك جامعات ببرامج تعليمية من "الكاش".. ادفع تحصل على العلوم والسطور والفصول وحتى الابتسامة العريضة.. فإن عجزت أمامك خياران.. الأول ان تحرق نفسك والثاني عليك بتسليع نفسك، وبما يكفي أقساطهم الجامعية ومن دون أن تحتج أو تصرخ.
مرحبا بكم في حكومة النهضة وفي زمن تسليع العلم، كيلو الفيزياء بخمسين دينارا، ورطل الرياضيات بأربعين، وغرام الطب، بمئة.
مرحبا بكم في مرحلة تسليع العلم والعلماء، تعال إلى السوق الشعبي الجامعي، واحصل على نصف كيلو هندسة بثمانين دينارا.
في بلاد الواق واق حيث الشهادات تزن في ميزان السوق، بالكاش أو الشيكات، لكن ماذا عن البلاد الأخرى.
تخيلوا التالي:
- دكتور في طالب يرغب بالدخول إليك..
- ماذا يريد؟
- يبدو انه من المتعثرين في دفع الرسوم الجامعية.
- حسنا.. دعه يدخل
يدخل الطالب بخجل.. ويبدأ بشرح قصته.
- هل استنزفت جميع الحلول؟
- اقسم يا دكتور أني فعلت كل ما يمكن فعله.. من دون جدوى؟
- لكني لا استطيع اعفاءك من المبلغ المتبقي عليك
- لا اريد إعفائي.. فقط خطة ما استطيع فيها دفع ما علي من أموال.
- حسنا.. ما رأيك أن تعمل في الجامعة؟.
- ماذا؟.
- دعك من العمل داخل الجامعة.. نحن على علاقة شراكة مع عدد من الشركات والمؤسسات .. يمكن العمل فيها والاتفاق معها على ان تدفع المطلوب منك.
- أنا مستعد لكل ما تريده دكتور.
- حسنا سنمنحك شهادتك اذن لكن بشروط والتزامات مكتوبة من قبلك.
- هذا اكثر من رائع.
ينادي رئيس الجامعة على مدير مكتبه ويعطيه التعليمات..
نحن نفخر ببلادنا، ونريد أن نفخر بجامعات بلادنا. نريد ان لا يدفع الطلبة الى احراق انفسهم.في بلاد الواق واق ما يجرى أن طالبا ما، وبعد أن استنزف كل محاولات إيجاد حلول، أو حتى لقاء رئيس الجامعة، اضطر إلى حرق نفسه، ببساطة دفعه رأس المال وسلوكه إلى إضرام النار في نفسه، ففعل بعد أن تملكه الغضب.
وكأن الطالب يقول لنا بعفويته الصادقة: لا أريد العيش في مجتمع يكون به سدنة العلم وبواباته "الكاش" ولا شيء غيره.
ما الذي يمنعهم من مساعدة طالب وقع في ورطة مالية ما؟ ما الذي يمنعهم من وضع الحلول المناسبة لوضعه المالي.في بلاد الواق واق تعجز الجامعات عن صناعة حلول ليس لطلابها فقط، إنما لنا كلنا نحن المجتمع، ثم هي تفشل في حل مشكلة صغيرة بحجم رسوم طالب جامعي.
أن تعجز أي جامعة، سواء خاصة أو في حكومة الواق واق، عن إيجاد حلول لمشكلة تعثر الطلبة عن دفع ما عليهم من رسوم، فهذا لا يعني إلا أن الجامعة أخفقت في مبرر وجودها أصلا.
ندرك جيدا أن من مسؤولية الجامعة الاخلاقية والمجتمعية والانسانية إيجاد الحلول للتعثر المالي لطلبتها لا أن تدفع بهم الى الهاوية، ثم تتنصل من مسؤوليتها الأخلاقية بحجج واهية .
كان بإمكان الجامعة أن تبحث مع طالبها عن حلول، هذا ما تفعله الجامعات الحقيقية، أما مؤسسات المال والأعمال فلا شأن لها في ذلك، هي فقط تريد "الكاش".
ربما لا تهتم كثير من جامعاتنا ورئاستها في إيجاد حلول، هي تعلم جيدا لِمَ أسست؟.
لكن تعالوا معا نسأل: هل نام ليله الطويل من دفع ابننا إلى إضرام النار بنفسه؟ هل حقا يستطيع أن ينام الليل؟ أم تهاجمه الكوابيس؟ هل يستطيع ان ينظر في وجه من حوله؟.
نيسان ـ نشر في 2020/09/14 الساعة 00:00