خيارات 'المغلوب'
نيسان ـ نشر في 2020/09/17 الساعة 00:00
يئس الشيخ المسن من مجادلة موظف مؤسسة حكومية تغولت عليه، وقف أمامه صامتاً بعينين تفيض قهراً ثم قال: (لحية "المغلوب" يا تهاود يا تقاود). وتولى أسيفاً يضرب كفا بكف ويتحسّب على الجوقة بأكملها من الصغير الى الكبير..
تبعته حتى خرج من المؤسسة "الظالمِ أهلُها" حتى انتحى الى ظل قريب.. قلت له: عذرا يا عم سمعت منك مثلا وأريد أن تعلمني مقصدك منه.. تفرّسَ في وجهي برهة كأنه يريد أن "يفلتر" كلماته تحوطا.. حتى لا يوقعه موروثه الثقافي في جريمة تنتهي به في براثن مؤسسة أكثر ظلما وكبتاً للحرية..
قلت: سمعت كل ما دار بينك وبين الموظف وأدركت ما وقع عليك من ظلم، لكن لم استطع مناصرتك..
تنهد الشيخ ثم قال: يا ابن أخي نحن مغلوبون وممسوكون من لحانا..!! فلا نستطيع أن نقاوم، وليس أمامنا إلا هذان الخياران، إذا رفضنا الإنقياد جرونا جراً بقوة الدولة وليس أمامك الا أن تهاودها وتسير معها خوفا من الالم الذي يعتريك لو حاولت التخلص.. واللحية يا ابن أخي نقطة ضعف كبيرة لمن يُقاد، حتى أن الله "جل جلاله" جهز بعض الحيوانات التي من طبيعتها الانقياد بلحية فطرية حتى يسهل على الانسان السيطرة عليها..
كتمت ضحكة غالبتني عندما قفزت الى مخيلتي لحى كثيرة، وقد أعطاني الشيخ سبب انقيادها، لكن الضحكة أبت إلا أن تجرني من لحيتي فانقدت لها، وقهقهت حتى دمعت عيناي.. مسحت دموعاً أخرجها الضحك وقلت للشيخ: ألهذا الحد نحن مسيطر علينا ولا نستطيع التفلت من القبضة الظالمة؟!
قال الشيخ: أنت يا ابن أخي ما زلت "أمرد"، وفي مقتبل العمر ولم تطل لحيتك حتى تتمكن هذه المؤسسات المختلفة من الإمساك بها لتجرك الى المسلخ، إما (مقاود) أو (مهاود) مثل عمك الشيخ ..
يا ابن أخي كل مؤسسات الخدمة تأخذ بلحيتك ورأسك فلا تستطيع الحركة، .. تبيعك خدمتها بأغلى الأسعار ولا تستطيع أن تقاوم.. أنت مجبر أن تشتري المحروقات بأسعار خيالية، وكذلك المياه، والكهرباء، وكل القرارات التي تمس حياتك ليس لك رأي فيها، وإذا أبديت رأياً فالقبضة أقرب الى لحيتك من حبل الوريد!! و"السلاخ" يعرف أنك لا تستطيع أن توازن بين دخلك وما تريده الحكومة منك، فأنت (مغلوب) وليس لك الخياران السابقان..
أما ملف الكورونا، فأنت مجبر على تطبيق الأوامر بدون نقاش، حتى دون مراعاة ظروفك، ولا تقبل لك الحكومة عذرا مهما كان، حتى لو "انمعطت" لحيتك من شدة الجهد والضيق الذي يسوقك الى المجهول..
قد لا تقبض راتبك وتطلب منك مؤسسات الخدمة "الأتاوات" ولا تستطيع النقاش...... ثم تمتم بكلام ملأ شدقيه بالهواء..
حل صمت شفيف علينا بضع دقائق وكنت أبحث في ذاكرتي عن مواضيع أبحثها مع الشيخ.. لكنه مسّد لحيته ومضى دون أن يتكلم معي، كأنه كان يغوص في عالم القبضات الأمنية واللحى المنقادة..
تبعته حتى خرج من المؤسسة "الظالمِ أهلُها" حتى انتحى الى ظل قريب.. قلت له: عذرا يا عم سمعت منك مثلا وأريد أن تعلمني مقصدك منه.. تفرّسَ في وجهي برهة كأنه يريد أن "يفلتر" كلماته تحوطا.. حتى لا يوقعه موروثه الثقافي في جريمة تنتهي به في براثن مؤسسة أكثر ظلما وكبتاً للحرية..
قلت: سمعت كل ما دار بينك وبين الموظف وأدركت ما وقع عليك من ظلم، لكن لم استطع مناصرتك..
تنهد الشيخ ثم قال: يا ابن أخي نحن مغلوبون وممسوكون من لحانا..!! فلا نستطيع أن نقاوم، وليس أمامنا إلا هذان الخياران، إذا رفضنا الإنقياد جرونا جراً بقوة الدولة وليس أمامك الا أن تهاودها وتسير معها خوفا من الالم الذي يعتريك لو حاولت التخلص.. واللحية يا ابن أخي نقطة ضعف كبيرة لمن يُقاد، حتى أن الله "جل جلاله" جهز بعض الحيوانات التي من طبيعتها الانقياد بلحية فطرية حتى يسهل على الانسان السيطرة عليها..
كتمت ضحكة غالبتني عندما قفزت الى مخيلتي لحى كثيرة، وقد أعطاني الشيخ سبب انقيادها، لكن الضحكة أبت إلا أن تجرني من لحيتي فانقدت لها، وقهقهت حتى دمعت عيناي.. مسحت دموعاً أخرجها الضحك وقلت للشيخ: ألهذا الحد نحن مسيطر علينا ولا نستطيع التفلت من القبضة الظالمة؟!
قال الشيخ: أنت يا ابن أخي ما زلت "أمرد"، وفي مقتبل العمر ولم تطل لحيتك حتى تتمكن هذه المؤسسات المختلفة من الإمساك بها لتجرك الى المسلخ، إما (مقاود) أو (مهاود) مثل عمك الشيخ ..
يا ابن أخي كل مؤسسات الخدمة تأخذ بلحيتك ورأسك فلا تستطيع الحركة، .. تبيعك خدمتها بأغلى الأسعار ولا تستطيع أن تقاوم.. أنت مجبر أن تشتري المحروقات بأسعار خيالية، وكذلك المياه، والكهرباء، وكل القرارات التي تمس حياتك ليس لك رأي فيها، وإذا أبديت رأياً فالقبضة أقرب الى لحيتك من حبل الوريد!! و"السلاخ" يعرف أنك لا تستطيع أن توازن بين دخلك وما تريده الحكومة منك، فأنت (مغلوب) وليس لك الخياران السابقان..
أما ملف الكورونا، فأنت مجبر على تطبيق الأوامر بدون نقاش، حتى دون مراعاة ظروفك، ولا تقبل لك الحكومة عذرا مهما كان، حتى لو "انمعطت" لحيتك من شدة الجهد والضيق الذي يسوقك الى المجهول..
قد لا تقبض راتبك وتطلب منك مؤسسات الخدمة "الأتاوات" ولا تستطيع النقاش...... ثم تمتم بكلام ملأ شدقيه بالهواء..
حل صمت شفيف علينا بضع دقائق وكنت أبحث في ذاكرتي عن مواضيع أبحثها مع الشيخ.. لكنه مسّد لحيته ومضى دون أن يتكلم معي، كأنه كان يغوص في عالم القبضات الأمنية واللحى المنقادة..
نيسان ـ نشر في 2020/09/17 الساعة 00:00