انزعوا قمصان غيفارا والبسوا قمصان عبد الكريم الخطابي
نيسان ـ نشر في 2015/08/13 الساعة 00:00
قال عنه المناضل اليساري تشى غيفارا سنة 1960 : " أيها الأمير ... لقد جئت خصّيصا الى القاهرة لأتعلّم منك " .
قال عنه الزعيم الصّينيّ ماو تسينونغ :"إن أول درس تعلّمته فى حرب التّحرير الشعبيّة هو من تجربة النضال والكفاح الذى قاده عبد الكريم الخطابى فى الرّيف المغربى "
قال عنه الجنرال الفيتنامى هوشيه منه : "لولا عبد الكريم الخطابى لما استطعنا ان نهزم الفرنسيين فى الهند الصينيّة " .
أنه الاميرالمغربيّ المناضل عبد الكريم الخطابي ..
يقول عبد الكريم الخطابي : "انتصار الاستعمار ولو فى اقصى الارض هزيمة لنا ... وانتصار الحريّة فى أيّ مكان انتصار لنا ".
ويقول أيضا فى اجتماع مع مناضلى الرّيف المغربي :لا اريدها سلطنة ولا إمارة ولا جمهوريّة ولا محميّه وانّما أريدها عدالة اجتماعيّة ونظاما عادلا يستمدّ روحه من تراثنا ".
من هو الرّجل الذى هزم 14 جنرالا إسبانيّا وفرنسيّا ؟
ولد المناضل عبد الكريم الخطّابى سنة 1883 م بأغادير بالمغرب وتوفّي سنة 1963م بمصر ... حفظ القرآن الكريم وتعلّم اللّغة العربيّة وهو صغيرا ... أتمّ دراسته بمليلية وبجامعة القرويين بفاس إنتقل بعدها الى اسبانيا حيث درس القانون مدّة ثلاث سنوات بجامعة "شلمنقة" ... شغل خطّة قاضي القضاة وعمره 33 سنة .
يعتبر الأمير عبد الكريم الخطابى من أهم قادة حركات التّحرّر العالميّة فى النّصف الأوّل من القرن العشرين ... سيرته مرجعا لعديد القادة والحكّام والزّعماء والتّنظيمات السّياسيّة والشّبه العسكريّة .
قاد المناضل معركة "أنوال" الشهيرة سنة 1921 وانتصر فيها بجيش قوامه ألف مجاهد مقابل خمسة وعشرون ألف جنديّ إسبانيّ فى حرب دامت خمسة أيّام ... "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن اللّه واللّه مع الصّابرين" ... صدق اللّه العظيم.
فى معركة "أنوال" خسر الإسبان 15 ألف قتيل و570 أسير واستولى أسود الأطلس على 130 موقعا إسبانيّا كانت محتلّة وعلى 30 ألف بندقيّة و129 مدفع ميدان و392 مدفعا رشّاشا .
اعتمد القائد عبد الكريم الخطابى فى معركة "أزوال" على تكتيك الاستدراج ثمّ الكمائن التى تلاها هجوم معاكس سريع تمّ فيه الإنقضاض على العدوّ .
لقّبته أوروبا ب"نابليون"العرب ولقّبته أمريكا اللاتينيّة ب"أوليفارا" العرب.
حاربته فرنسا وإسبانيا بالغازات السامّة فى اوّل قصف جوّى كيميائي فى التّاريخ ... الريفيون المغاربة يتعرّضون الى حملة إبادة جماعيّة وجرائم حرب غير مسبوقة ... حمل المجاهد البطل السّلاح وانضمّ الى ثورة الرّيف مقرّرا الاستشهاد ... منعه رفاقه من مواصلة القتال لإنقاذ الريف سكّانا وحيوانات ونبات ... إستسلم تكتيكيّا لفرنسا بشروطه ... امتطى جواده فى مشهد مهيب ومأثّر وشقّ صفوف القوّات الفرنسيّة إيذانا بوقف الغارات الكيميائيّة السّامة التى أتت على الأخضر واليابس بريف البلاد ... كان هذا المشهد الدّرامى آخر مشهد له بالمغرب .
نفي المجاهد البطل الى جزيرة "لارينيون" بالمحيط الهندى حيث قضّى هناك عشرة سنوات أرادوا بعدها نقله الى فرنسا ... فى الطريق وفى استراحة السفينة التى تقلّه باليمن تمكّن عدد من السّياسيين والطّلاب العرب من تهريبه بعد حيلة انطلت على قائد السفينة ... انتقل بعدها الأمير الى مصر التى احتضنته ملكا وشعبا وكذا رئيسا ... ترائس بالقاهرة جيش التّحرير للمغرب العربى وفلسطين .
بشهادتهم تعلّم من المناضل الكبير الرّئيس جمال عبد الناصر والشّيخ حسن البنّا والملك عبد العزيز آل سعود والرئيس فيدال كاسترو والمناضل تشى غيفارا والجنرال هوشى منه والزّعيم ماو تسيتونغ .
الغرب ألّف عن المجاهد عبد الكريم الخطابي عشرات الكتب ومعاركه تدرّس هناك كمرجع لأوّل حرب عصابات منظّمة يشهدها العالم بجبال الاطلس فى ريف المغرب .
هل يستحقّ المناضل البطل فيلما ضخما فى حجم فيلم "عمر المختار" ؟
فيا شباب العرب : إنزعوا قمصان "غيفارا" والبسوا قمصان "عبد الكريم الخطابى" .
نيسان ـ نشر في 2015/08/13 الساعة 00:00