الفتاك.. التاسع عشر

صابر العبادي
نيسان ـ نشر في 2020/09/24 الساعة 00:00
موروثنا الاجتماعي يحاول أن يجد أوجه شبه في السلوك والأخلاق إذا اشترك شخصان أو شيئان في اسم واحد، ويرجحون أن تشابه الشيئين في الاسم فإنه حتما سيكون بينهما رابط ما، علمه من علمه وجهله من جهله، فسوء الخلق أو الطاقة السلبية في أحد المسميين قد يعدي المسمى الآخر، والاسم قد يكون له تأثير أو ايحاءات خفية على المسمى، ثم على الاسم المشابه ومسماه..
الباعث على هذا الحديث، هو أن هناك اسمين يترددان في الاخبار وينشغل بهما الناس، أحدهما وباء وبدأ منذ عام ٢٠١٩ ولذلك سمي كوفيد ١٩، والآخر قادم جديد سينشأ بعد الانتخابات الوشيكة، وهو مجلس النواب التاسع عشر.
الرابط بين هذين المسميين، هو وصفهما بالتاسع عشر، ولأن هذه الظروف التي يمر بها الناس عصيبة من كل النواحي، فهم متشائمون أولا من الوباء، ولأن الوضع السياسي أيضا لا يسر عدوا ولا صديقا والمطلوب من المجلس القادم أن يتعامل معها، فالناس لا يحملون له أي شوق ولا ينتظرون منه الا الوباء السياسي.. وأصبح الكثير يصفهما بأقذع الصفات، وبعضهم يقدم الوباء على البرلمان في مضرة الشعب، والبعض الآخر يقدم البرلمان، فالوباء عمره سنة وضرره صحي، أما المجلس وأسلافة، فهي التي أضعفت البلاد والعباد وجعلتهم فرائس سهلة أمام الوباء..
يشعر الناس أنه لم يفعل بهم أحد الأفاعيل مثلما فعل "كوفيد التاسع عشر" ولذلك يسود قلق مشوب بالحذر في الأوساط السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعند الناشطين، من التشابه العجيب بين اسم الوباء واسم مجلس النواب "البرلمان التاسع عشر"..
لان المجلس القادم يتطابق عمليا مع كورونا الى حد كبير ، فكلاهما ينتظر منه أن يحقق أهدافا سياسية واقتصادية كبيرة ليست في مصلحة الشعب، وتصب في رسم مستقبل المنطقة بأيدي أعدائها ولمصلحتهم، وكلا المسميين "كوفيد، والبرلمان التاسع عشر" سيكون فتكهما بالشعب كبيرا..
    نيسان ـ نشر في 2020/09/24 الساعة 00:00