مرحبا بكم في الأردن...حيث حارة كل مين إيده إله

نيسان ـ نشر في 2020/09/26 الساعة 00:00
صحيفة نيسان_خاص
أن تتعرض لحادث وأنت على رأس عملك فتلك مصيبة ترتقي لمستوى الكارثة..
أن تنكسر يدك وأنت مجرد "أردني"، فهذا يعني التالي: فقرا فوق فقرك، وألما فوق ألم الحادث.
لن يعني لإدارة عملك أن لديك أسرة، ولن يعني لهم على الاطلاق أنك عامل لديهم.
رأس المال في مناخ اسمه الأردن وسيكون عليك ان تموت مرات، من دون أن تشعر أنك إنسان.
دعك من التصريحات التي تسمعها، ودعك من اللوحة التي يرسمها رأس المال لنفسه.
في الخبر أن أردنيا موظفا تعرض لكسور أثر حادث وقع له، في بلاد الله سيعني ذلك ان الرجل سيذهب إلى لجان طبية تقرر وضعه.
وهذا ما فعله الأردني، و اللجان منحته إجازة عمل، وهذا ما يحدث في العادة عند الشركات في أرض الله الواسعة الا بعض الشركات لها فلسفتها الخاصة.
ما يحدث لموظفي شركة تعمل في الجنوب لا يحدث في بلاد الله على اتساعها.
اذا كسرت يدك وانت موظف في الشركة التي نحجم عن ذكر اسمها مرحليا، جهز نفسك لورطة تبدأ بعد فترة قليلة من انقطاعك عن العمل.
لا قيمة لقرار اللجان أمام إدارة لا ترى بك الا صيدا ثمينا..ستبدأ الشركة باقتاطع جزء من راتبك، وهذا متبع في أغلب الشركات لكن غير المتبع ان تلتهم راتبك كله بعد أن تعود لعملك، ثم ينصبون لك الفخ اذا شكوتهم لاحد .
عليك ان تحتمل كسرك وفقرك وحاجتك وعليك ان تسلم إدارة شركته راتبك كله، ثم عليك ان تشكرهم وقد منحوك راتبا يوازي صفرا.
هنا انت تعاقب مرتين، الكسور التي في جسدك، وعوزك وقلة حيلتك.
كأن الشركة تقول لك: انت المسؤول عما وقع لك. فلم وافقت أن تكون أردني.
الرجل حصل على إجازة رسمية. وكانت شركته تقتطع خلالها بعضا من راتبه، ولما عاد الى عمله، صارت تبتلع راتبه كله.
قال لهم: وأسرتي؟
ردوا: لا علاقة لنا.
قال: وكيف أعيش انا وابنائي.
ردوا عليه: لا علاقة لنا.
مرحبا بكم في الأردن. حيث حارة كل مين إيده اله.
    نيسان ـ نشر في 2020/09/26 الساعة 00:00