'سمعّني صوت الردنيّة'
نيسان ـ نشر في 2020/11/13 الساعة 00:00
لنعترف نحن الأردنيين أننّا من جيل يطرب لصوت الرصاص، وهو فعل فرح ولا يقصد به الإيذاء عندما كانت الناس تفرح في فضاءات مفتوحة، حيث بيوت الشعر وفي ساحات القرى ، والسماء بلا أسلاك كهرباء، ولا بنايات شاهقة مكدسة لا مساحات للتنفس غير البلكونات والشرفات .
الأردني يعشق السلاح وهو جزء من ثقافة الفروسية ، ومطلوب للدفاع عن النفس وعن العرض والأرض ، وهو لردّ الغزو والطلب عندما كانت القبيلة والعشيرة هي الملاذ وقبل أن ظهور فكرة الدولة، وأن السلاح يجب أن يكون منضبطا ومنظما ، وبيد السلطة فقط ولا حاجة لنا به في ظل سيادة القانون .
لنعترف أننا عشنا مرحلة المباهاة بالسلاح ، وأن الشباب عندما يسمع الصبايا في الأعراس والدّحية والهجيني يزغردن وينادن على فروسيته ، " يا محمد يا محبوبي وسمعّني صوت الردنيّة " ، لا مجال إلا أن يردّ عليهنّ بصوت الرصاص إظهارا لفعله البطولي .
في مرحلة من تاريخ الأردن عندما أوشكت سلطة الدولة على الإنهيار ، خاف الناس وخافت العشائر وأصبح الدفاع عن النفس مطلوب شخصيًا، فلجأ الناس للسلاح وربما سهّلت الدولة إقتناء الأسلحة ، إنتهت هذه المرحلة وإنتصرت سلطة الدولة ، ولكن لم تنته الثقافة وترسخّت كلمّا شعر الناس أن الدولة لا تفتح قنوات للحوار ،وأصبح وسيلة للاحتجاج ، ووقفت ضدهم سواء في نقص الخدمات أو في خسائر الإنتخابات، ووصلت ذات مرة بأن نائبا في البرلمان سحب كلاشنكوف ضد زميله.
ظاهرة إطلاق الرصاص هناك من يربطها بالعشائر وهو ربط غير حقيقي وربط خبيث من مدعي االآيدلوجيات التي تحارب الناس على الهوية، وهي ثقافة منتشرة في كل القرى والمخيمات ومسؤول عنها من يقترفها وليس عشيرته أو عائلته، العشائرية قيم عالية وطيبة ، ووحدة إجتماعية منضبطة..
ثقافة "سمعّني صوت الردنيّة" تحتاج من الدولة اليوم السير في خطين موازيين بأن تجمع السلاح من يد الناس ، وتقنعهم أنها هي المسؤولة الوحيدة عن حمايتهم، والتأكيد على سيادة القانون فوق الجميع، وهذا يحتاج لتعميق وإعادة الثقة بالحكومة وأجهزتها ، والمسار الآخر وهو ثقافي توعوي بأن الإحتفال والإحتجاج بالسلاح والرصاص هو نوع من الجاهلية، وهو ليس من الدين والتحضّر ومضرّ وقاتل للبلاد والعباد.
الأردني يعشق السلاح وهو جزء من ثقافة الفروسية ، ومطلوب للدفاع عن النفس وعن العرض والأرض ، وهو لردّ الغزو والطلب عندما كانت القبيلة والعشيرة هي الملاذ وقبل أن ظهور فكرة الدولة، وأن السلاح يجب أن يكون منضبطا ومنظما ، وبيد السلطة فقط ولا حاجة لنا به في ظل سيادة القانون .
لنعترف أننا عشنا مرحلة المباهاة بالسلاح ، وأن الشباب عندما يسمع الصبايا في الأعراس والدّحية والهجيني يزغردن وينادن على فروسيته ، " يا محمد يا محبوبي وسمعّني صوت الردنيّة " ، لا مجال إلا أن يردّ عليهنّ بصوت الرصاص إظهارا لفعله البطولي .
في مرحلة من تاريخ الأردن عندما أوشكت سلطة الدولة على الإنهيار ، خاف الناس وخافت العشائر وأصبح الدفاع عن النفس مطلوب شخصيًا، فلجأ الناس للسلاح وربما سهّلت الدولة إقتناء الأسلحة ، إنتهت هذه المرحلة وإنتصرت سلطة الدولة ، ولكن لم تنته الثقافة وترسخّت كلمّا شعر الناس أن الدولة لا تفتح قنوات للحوار ،وأصبح وسيلة للاحتجاج ، ووقفت ضدهم سواء في نقص الخدمات أو في خسائر الإنتخابات، ووصلت ذات مرة بأن نائبا في البرلمان سحب كلاشنكوف ضد زميله.
ظاهرة إطلاق الرصاص هناك من يربطها بالعشائر وهو ربط غير حقيقي وربط خبيث من مدعي االآيدلوجيات التي تحارب الناس على الهوية، وهي ثقافة منتشرة في كل القرى والمخيمات ومسؤول عنها من يقترفها وليس عشيرته أو عائلته، العشائرية قيم عالية وطيبة ، ووحدة إجتماعية منضبطة..
ثقافة "سمعّني صوت الردنيّة" تحتاج من الدولة اليوم السير في خطين موازيين بأن تجمع السلاح من يد الناس ، وتقنعهم أنها هي المسؤولة الوحيدة عن حمايتهم، والتأكيد على سيادة القانون فوق الجميع، وهذا يحتاج لتعميق وإعادة الثقة بالحكومة وأجهزتها ، والمسار الآخر وهو ثقافي توعوي بأن الإحتفال والإحتجاج بالسلاح والرصاص هو نوع من الجاهلية، وهو ليس من الدين والتحضّر ومضرّ وقاتل للبلاد والعباد.
نيسان ـ نشر في 2020/11/13 الساعة 00:00