الحل في سوريا
نيسان ـ نشر في 2015/04/20 الساعة 00:00
ببساطة، الحل السحري في سوريا، يكون في إخراج كل الأجانب، والتوافق بين السوريين على صيغة جديدة للحكم. لكن كيف يمكن الوصول إلى ذلك، ولا صوت يعلو الآن على قرقعة السلاح؟؟
بدأت الانتفاضة في سوريا منتصف آذار 2011 كامتداد للربيع العربي، وكان سلاحها بالبداية لا يتجاوز التظاهرات وأشكالاً من العصيان المدنيّ في بعض أحياء دمشق وفي المحافظات والبلدات السورية، ولم تخرج الشعارات عموما عن هذا الإطار.
كان على رأس هذه الانتفاضة شباب من الجنسين، ومن مختلف الطوائف، ولم يطفُ على سطح تلك الاحتجاجات السلمية أية دعوات للتطرّف، أو لتسييد طائفة ما.
لكن النظام بطبيعته الشيفونيّة القائمة على الفساد، وهو غير المؤهل للقيام بالاصلاحات التي تلبي ولو بعض المطالبات، اختار الجواب الامنيّ، فصارت الانتفاضة، ومع كل قطرة دم تتجه أكثر للتسلح والعسكرة، حتى صارت سوريا طاردة لكل أصحاب التوجهات المعتدلة، سواء كانوا يؤيدون النظام أو ضده، وجاذبة فقط للأطماع الاقليميّة والدوليّة، عن طريق المتطرفين، تحت شكل: الدفاع عن النظام أو الحرب ضدّه.
بدأت العملية بدخول الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني على خط الأزمة، ثم من العراق جاء لواء أبو فضل العباس، ولواء ذو الفقار، كتائب حزب الله العراق، كتائب سيد الشهداء، قوات الشهيد محمد باقر الصدر- منظمة بدر الجناح العسكري، لواء كفيل زينب- عصائب أهل الحق، حركة حزب الله النجباء ، ولهذه الحركة في سوريا ثلاثة ألوية: لواء عمار بن ياسر، لواء الحسن المحتجبي، إلى جانب لواء الحمد. وجاء ايضا فيلق الوعد الصّادق، لواء أسد الله الغالب، لواء الإمام الحسين، فوج التدخل السريع، جيش المهدي- لواء المؤمن التابع لمقتدى الصدر، عداك عن مجموعات شرق أسيوية وجنسيات أخرى متنوعة.
وضمن هذا الإطار ولد طابور خامس من الكتاب والصحفيين، تنحصر وظيفتهم في صناعة بروباغندا تدافع عن النظام، وتعمل على التجييش الطائفي، حتى وصل الأمر بأحدهم أن قسّم تاريخ المنطقة الحديث وبعد الاستقلال عن الاستعمار، الى ثلاث مراحل؛ مسيحية ثم سنية، والآن شيعية، وتعني الاخيرة عنده نهاية فوكوياما للتاريخ.
بالمقابل، تشكلت فصائل معارضة للنظام في مناطق: دمشق، القلمون، درعا، حمص، حلب، اللاذقية والرقة والجولان، وعلى رأسها اليوم، جبهة النصرة لأهل الشام، حركة أحرار الشام الإسلامية، جيش الإسلام، جيش التوحيد، والجيش الحر، ومئات الفصائل المسلحة المناطقية، هذا إضافة لدخول القاعدة الكاسح وبالتحالف مع الكثير من العشائر، من خلال تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام" داعش".
وتموضع كل فصيل على رقعة من الأرض، حتى صارت سوريا عبارة عن مجموعة من الإمارات المتحاربة فيما بينها أو مع النظام والميلشيات المؤيدة له، إضافة الى بعض التشكيلات الكردية في الشمال الشرقي، ونوع من التنظيم جنوباً في السويدا (جبل الدروز).
أما الموقف الدولي والاقليمي، فهو مبني على المكر، ومتوافق في الحقيقة ضد إرادة الشعب السوري، فهذه الدول سواء كانت روسيا وايران، أو امريكا وأوروبا وتركيا ودول الخليج، توحدت مصالحها في تهشيم نموذج الثورة على الحكم، سواء بدعم النظام، أو بإفراغ الانتفاضة من محتواها الأساسي، وذلك بدعم العناصر والصيغ المتطرفة أو إدامة الصراع.
نعم أنهم يمكرون، لكنهم نسوا ماذا قال هيجل عن التاريخ الماكر، وتناسوا بالطبع أن الله خير الماكرين.
بدأت الانتفاضة في سوريا منتصف آذار 2011 كامتداد للربيع العربي، وكان سلاحها بالبداية لا يتجاوز التظاهرات وأشكالاً من العصيان المدنيّ في بعض أحياء دمشق وفي المحافظات والبلدات السورية، ولم تخرج الشعارات عموما عن هذا الإطار.
كان على رأس هذه الانتفاضة شباب من الجنسين، ومن مختلف الطوائف، ولم يطفُ على سطح تلك الاحتجاجات السلمية أية دعوات للتطرّف، أو لتسييد طائفة ما.
لكن النظام بطبيعته الشيفونيّة القائمة على الفساد، وهو غير المؤهل للقيام بالاصلاحات التي تلبي ولو بعض المطالبات، اختار الجواب الامنيّ، فصارت الانتفاضة، ومع كل قطرة دم تتجه أكثر للتسلح والعسكرة، حتى صارت سوريا طاردة لكل أصحاب التوجهات المعتدلة، سواء كانوا يؤيدون النظام أو ضده، وجاذبة فقط للأطماع الاقليميّة والدوليّة، عن طريق المتطرفين، تحت شكل: الدفاع عن النظام أو الحرب ضدّه.
بدأت العملية بدخول الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني على خط الأزمة، ثم من العراق جاء لواء أبو فضل العباس، ولواء ذو الفقار، كتائب حزب الله العراق، كتائب سيد الشهداء، قوات الشهيد محمد باقر الصدر- منظمة بدر الجناح العسكري، لواء كفيل زينب- عصائب أهل الحق، حركة حزب الله النجباء ، ولهذه الحركة في سوريا ثلاثة ألوية: لواء عمار بن ياسر، لواء الحسن المحتجبي، إلى جانب لواء الحمد. وجاء ايضا فيلق الوعد الصّادق، لواء أسد الله الغالب، لواء الإمام الحسين، فوج التدخل السريع، جيش المهدي- لواء المؤمن التابع لمقتدى الصدر، عداك عن مجموعات شرق أسيوية وجنسيات أخرى متنوعة.
وضمن هذا الإطار ولد طابور خامس من الكتاب والصحفيين، تنحصر وظيفتهم في صناعة بروباغندا تدافع عن النظام، وتعمل على التجييش الطائفي، حتى وصل الأمر بأحدهم أن قسّم تاريخ المنطقة الحديث وبعد الاستقلال عن الاستعمار، الى ثلاث مراحل؛ مسيحية ثم سنية، والآن شيعية، وتعني الاخيرة عنده نهاية فوكوياما للتاريخ.
بالمقابل، تشكلت فصائل معارضة للنظام في مناطق: دمشق، القلمون، درعا، حمص، حلب، اللاذقية والرقة والجولان، وعلى رأسها اليوم، جبهة النصرة لأهل الشام، حركة أحرار الشام الإسلامية، جيش الإسلام، جيش التوحيد، والجيش الحر، ومئات الفصائل المسلحة المناطقية، هذا إضافة لدخول القاعدة الكاسح وبالتحالف مع الكثير من العشائر، من خلال تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام" داعش".
وتموضع كل فصيل على رقعة من الأرض، حتى صارت سوريا عبارة عن مجموعة من الإمارات المتحاربة فيما بينها أو مع النظام والميلشيات المؤيدة له، إضافة الى بعض التشكيلات الكردية في الشمال الشرقي، ونوع من التنظيم جنوباً في السويدا (جبل الدروز).
أما الموقف الدولي والاقليمي، فهو مبني على المكر، ومتوافق في الحقيقة ضد إرادة الشعب السوري، فهذه الدول سواء كانت روسيا وايران، أو امريكا وأوروبا وتركيا ودول الخليج، توحدت مصالحها في تهشيم نموذج الثورة على الحكم، سواء بدعم النظام، أو بإفراغ الانتفاضة من محتواها الأساسي، وذلك بدعم العناصر والصيغ المتطرفة أو إدامة الصراع.
نعم أنهم يمكرون، لكنهم نسوا ماذا قال هيجل عن التاريخ الماكر، وتناسوا بالطبع أن الله خير الماكرين.
نيسان ـ نشر في 2015/04/20 الساعة 00:00