النواب بين عهدين..من 'مش شغلك يا موطن' إلى 'ما إلك دخل يا نائب'

إبراهيم قبيلات .. بين عهدين؛ الأول بائد اعتمد سابقا على فلسفة: "مش شغلك يا مواطن"، والثاني ها قد بدأ يخطو خطواته الأولى في يومه الأول، ثم لم يتأخر بحفر عنوان المرحلة: "ما إلك دخل ولما تقعد محلي بتعمل إلي بدك إياه".
دعونا لا نتكهن فيمن أرسل الرسالة الثانية في العهد الثاني، نحن لا نعرفه ولا نريد ان نعرفه.. نحن هنا لا نتحدث عن اشخاص، بل عن عنوان مرحلة، أدركنا مبكرا هويتها بعد ظهور أشخاص بعينهم وانتخابهم وفوزهم وجلوسهم على الكرسي وقسمهم اليمين.
في الأولى كان المخاطب المواطن، وفي الثانية - وهذه مفارقة من نسخة الكوميديا السوداء – صار المخاطب فيها النائب.
شغل مين إذا؟ شغل من يرسم ويخطط ويقرر مصائرنا.
في العهد الأول كان المواطن "مش شغله"، وفي العهد الثاني المواطن والنائب "مش شغلهما".
لم ينتظر عنوان المرحلة طويلا حتى يظهر. "لما تقعد محلي بتعمل اللي بدك إياه".
هكذا إذا .. نحن نتحدث عن مزرعة وليس وطنا، مزرعة اللي بعقد فيها على الكرسي "بعمل اللي بده إياه"، ما النا دخل ولا حتى للنواب أنفسهم.
من يظن أن هذا قمع لنائب ما مخطئ، هذا ليس قمعا، بل هو ببساطة شرح واضح ومباشر لشكل المرحلة المقبلة: لما تقعد محلي بتعمل اللي بدك إياه، ما الك دخل.
هل لاحظتم الكلام السياسي العميق الوارد في الرسالة؟ .. ما الك دخل.. وكأننا سنترحم على أيام مش شغلك يا مواطن.
في العهد السابق كان العنوان: مش شغلك يا مواطن، وفي عهدنا الحالي : "ما الك دخل يا نائب".
نستحق أكثر من ذلك.