طبقية المعرفة في التعليم عن بعد.. طلاب لم يعودوا يملكون حتى الحرف

لقمان اسكندر
نيسان ـ نشر في 2020/12/20 الساعة 00:00
كتب لقمان إسكندر
حتى وإن عاد الطلبة الى صفوفهم، لن تكون مهمة وزارة التربية والتعليم قد انتهت بل بدأت للتو.
الإصابات الوخيمة التي لحقت بالطلبة جرّاء عام من التعليم عن بعد تحتاج الى غرف طوارئ خاصة، تحوي على معالجات خاصة نفسية واجتماعية وأكاديمية لعلنا ننجح في إعادة شيء مما فقده طلبتنا خلال سباتهم العميق لعام كامل.
لم يفقد كثير من الطلبة التعليم فقط، بل وقدرتهم عليه، بعد أن تكلّس فيهم ما لم يكن بالحسبان.
إننا بحاجة الى خطة لاعادة "الدرس"، بطريقة ما، لعام مضى، وتشكيل لجان طوارئ مدرسية لإعادة تنشيط المدرسة وطلابها عبر فعاليات تربوية وأكاديمية لا تتوقف، تخلط فيها التعليم الوجاهي بالتعليم عن بعد.
إننا بحاجة الى خطة لضخ أساليب تعليمية تقليدية إلى جانب أخرى من خارج الصندوق، نفرض فيها على أنفسنا اختبارات لا تتوقف للأهالي وللمدرسة ومعلميهم وطلبتهم، لعلنا ننجح في اللحاق بقطار فات.
إننا بحاجة الى إعداد خطة لطلبة الصفوف الأولى لترقيع فضيحة كبرى سنشهدها خلال الاعوام المقبلة، ولا نريد لنا أن نقول قد فات الأوان.
المسألة لا تتعلق فقط بخطر توقف انتاج العلماء المستقبليين، بل في اعادة المجتمع دفعة واحدة الى عهود الظلام من الأمية المقنعة.
نعم نحن على اعتاب أمية مقنعة تجتاح مجتمعنا، كما نحن على ابواب دخول المجتمع الى حقبة تزايد الامية.
وليس هذا وحسب. هناك شق أمني يطل برأسه في هذا الملف، وهو انشطار المجتمع الى مجتمعين: الاول استطاع التعامل مع التعليم عن بعد لتوفر ادواته وهم طبقة الاغنياء والمثقفون، والثاني عجز عن التعامل مع حقبة التعليم عن بعد لعجزه عن امتلاك ادواته. وهؤلاء معظمهم من الفقراء.
هذا أمنيا سيفرز خريطة ستتشكل مستقبلا من تفاقم الطبقية في المجتمع، لكنها طبقية ليست اجتماعية وحسب بل واقتصادية ومعرفية وثقافية.
نحن هنا نتحدث عن اشخاص يمتلكون كل شيء وآخرون لا يمتلكون حتى الحرف.
    نيسان ـ نشر في 2020/12/20 الساعة 00:00