دُعاءُ السّاعةِ صِفْر
نيسان ـ نشر في 2020/12/21 الساعة 00:00
بالقَدرِ العليِّ الذي هو أنت ربّي، بأسماءِ العَطاءِ لَدَيْك، بكليّتك المحيطةِ بسرمديّة الأكوانِ والأزْمان، بلا خضوعِك مِثْلَنا لضعفِ الغَضَب، وهوانِ المُعاملةِ بالمِثل، وبُغْضِ الانتقام، والاستلابِ لشيطانِ الغَرائِز، بمِعراجِ علوّك، ونقاءِ اكتمالِك، وسموّ مقامِك، وألوهيّة أسرارِك، كرامةً للصِّغارِ البردانينَ في شتاءِ الخيام، لأجلِ دمعات الأمهات الصابراتِ الذائباتِ في دوامةِ تدبيرِ جَمْرَةِ الكَفاف، لخاطرِ أبٍ أثقله العجْزُ عن حَمْلِ سيفِ الحقِّ يطلبُ لُقمةَ العائِلة، فإذا بِالمُعيل نحيلُ، والهمِّ ثقيلُ، والليلِ طَويل. لعينيّ صاحبِ حاجةٍ أو إعاقةٍ وما باليدِ حِيلة، ولا على ضِفافِ الدّرب وُرود.. بأعمقِ ما تُطْلِقُها الحناجرُ والمشاعرُ صرخةَ يااااااا الله: عطفكَ على أبناءِ الخيام في بلاد الشام.. هدهِد ضعفهم.. دثّر رجفةَ بردِهم.. اجْعل المشيئةَ بنتَ لحظتِها.. ومِثلما أنّك إلهي لا تُهمل، نتوسّل إليك أنْ لا تُمهل.. لم يعد لدينا ترفَ المُهْلَةِ المُرتجاة.. السفينةُ تغرَقُ في بحرِ الضّياع.. السبعُ العِجافُ صِرنَ سبعين.. تَعِبَت الأرواحُ يا ربَّ السّماح.. الطغاةُ عاثُوا كما لو أنّهم، والعفوُ منكَ، يُنكرونَ نورَ وجودِك، ولا يأبهونَ مِن نارِ غَضَبِك.. وَها نحنُ هُنا تحتَ عظيمِ بصرِكَ وبصيرِتِك.. تتقاذفُنا عِصابةُ الأشرارِ التي سمّت نفسَها وُلاتَنا دونَ إقرارٍ منّا.. ومثلَ قشّةٍ هزيلةٍ، تعصفُ بنا الريح تطيّرنا في كلِّ الجهات.. وبعدَ الظُّلْمِ والفسادِ واغتصابِ البلادِ جاءَ الوَباءُ يا ربّ العباد.. وتآجرتْ بِنا الجائِحة.. فلم يَعُدْ من بيتٍ إلا وَفيهِ نائِحة.. ولم يعُد من وِدّ.. ولا ضحكةٍ حقيقيةٍ واضِحة..
فاجعل العامَ الذي يتحفّزُ لنا عِنْدَ عتباتِ بيوتِنا عامَ كرامةٍ ياااااا الله.. وصحّةٍ ياااااا أرحمَ الرّاحمين.. وَوَفْرَةٍ يا مُجيرَ السّائلين.. وخلاصٍ من طُغاةٍ فاسِدين.. وعودةٍ للتّائهينَ في بلادِ الآخَرين.. عامَ يقينٍ يا ربَّ اليقين، فقد أَرْهَقتْ أرواحَنا الحِيرة، وأقعدتْ مَجسّات وجودِنا التجْرُبة.. وأمّا أحبتُنا الراحِلونَ فَهُم بيْنَ يديْك، وفي ظِلال عفوِكَ الكريمِ المُقيم.. نحنُ نرْزَحُ في الفقدِ والسُّهدِ والأَسى، وهم يرشفونَ قبسًا من عظيمِ جلالِك، ووارِف عدلِك، ونعيمِ جِوارِك.
هذي رِسالتي إليك، وعهْدي لَدَيْك. ناصِيَتي تشتاقُ شَمْلَك، وجُعْبتي تنتظرُ غيثَك.
فاجعل العامَ الذي يتحفّزُ لنا عِنْدَ عتباتِ بيوتِنا عامَ كرامةٍ ياااااا الله.. وصحّةٍ ياااااا أرحمَ الرّاحمين.. وَوَفْرَةٍ يا مُجيرَ السّائلين.. وخلاصٍ من طُغاةٍ فاسِدين.. وعودةٍ للتّائهينَ في بلادِ الآخَرين.. عامَ يقينٍ يا ربَّ اليقين، فقد أَرْهَقتْ أرواحَنا الحِيرة، وأقعدتْ مَجسّات وجودِنا التجْرُبة.. وأمّا أحبتُنا الراحِلونَ فَهُم بيْنَ يديْك، وفي ظِلال عفوِكَ الكريمِ المُقيم.. نحنُ نرْزَحُ في الفقدِ والسُّهدِ والأَسى، وهم يرشفونَ قبسًا من عظيمِ جلالِك، ووارِف عدلِك، ونعيمِ جِوارِك.
هذي رِسالتي إليك، وعهْدي لَدَيْك. ناصِيَتي تشتاقُ شَمْلَك، وجُعْبتي تنتظرُ غيثَك.
نيسان ـ نشر في 2020/12/21 الساعة 00:00