(سوسن) تكذب .. مجتمعها ليس ملائكياً وتسكنه العفاريت
نيسان ـ نشر في 2015/08/23 الساعة 00:00
تفضّل صديقتي مواصلة الخداع للمحيط على لحظة مكاشفة توقف معها نزيف التجميل الذي تمتلئ به صفحتها على (الفيس بك)؛ ظناً منها أنها بذلك تنتصر على واقعها.
لسوسن صولات وجولات (فيسبكية) توهم جميع أصدقائها بأنها قنوعة ومتسامحة وتسعى للخير والمحبة وتكره التشاؤم وتحبذ العطاء على الخذلان؛ ولكي تعزز صورتها لدى متابعيها تفرط في نشر (بوستات) وصور (وتلييكات إلكترونية) يعرف المقربون منها إنها لا تعبّر -لا من قريب ولا من بعيد- عن واقعها أو شخصيتها.
جوابها دائما حاضر، وكلما سألتها عن سبب الزيف الذي تعيشه وتمسكها به على لحظة مكاشفة حقيقية علها تصلح ما تستطيع إصلاحه، تقول: "هي لحظات أرغب بعيشها كما أشاء".
يكشف جوابها حجم الفقر في السعادة (المزعومة) وتوسع دائرة الفشل في الحياة. لكنها وبدلاً من الوقوف على الأسباب الحقيقية تواصل التضليل لنفسها ولمتابعيها، في مجتمع يعريه تاريخ حافل بالفتن والصراعات والأحقاد.
يتيح الإعلام المجتمعي فرصة استكشاف الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها البعض حتى أصبحت أسماؤهم مألوفة وتتردد على ألسنة كثيرين، في مقابل (ضخ) عبارات وجمل وصور وفيديوهات لا تعكس الحقيقة والواقع، بقدر ما تعكس كبتاً وحرماناً وتناقضاً ينخران بنية المجتمع.
يعتقد البعض أنه كلما فرد مساحة على واجهته الإلكترونية تمتلئ محبة وسعادة صار مقنعاً لمتابعيه بحجم سعادته، وانه يعيش على نهر جارٍ من الانسجام.
بالعودة إلى سوسن، فهي ليست الوحيدة، بل هناك كثيرون ممن تفيض صفحاتهم بعبارات وجمل وصور تجعلك تشعر بانك تقترب من مجتمع ملائكي يرفض الكراهية والكذب والغش وتسوده المحبة والصدق والعدل والأمانة.
في الواقع، تسعى السعادة المزعومة في واقعنا إلى حجب منغصاتها، والتضليل على الطرح الجاد والعقلاني لأسبابها وأية مقاربات أو حلول لتبسيط ومعالجة مشاكلنا، التي تتطلب ابتداء المصالحة مع الذات وامتلاك الجرأة في وضع أخطائنا على الطاولة، بدلاً من المزاودة في السعادة بادعاءات واهية.
(سوسن) مثال حي لعمق الفجوة بين مثاليات مجتمعية نشأنا عليها أطفالا وساهمنا بلجمها كباراً.
لسوسن صولات وجولات (فيسبكية) توهم جميع أصدقائها بأنها قنوعة ومتسامحة وتسعى للخير والمحبة وتكره التشاؤم وتحبذ العطاء على الخذلان؛ ولكي تعزز صورتها لدى متابعيها تفرط في نشر (بوستات) وصور (وتلييكات إلكترونية) يعرف المقربون منها إنها لا تعبّر -لا من قريب ولا من بعيد- عن واقعها أو شخصيتها.
جوابها دائما حاضر، وكلما سألتها عن سبب الزيف الذي تعيشه وتمسكها به على لحظة مكاشفة حقيقية علها تصلح ما تستطيع إصلاحه، تقول: "هي لحظات أرغب بعيشها كما أشاء".
يكشف جوابها حجم الفقر في السعادة (المزعومة) وتوسع دائرة الفشل في الحياة. لكنها وبدلاً من الوقوف على الأسباب الحقيقية تواصل التضليل لنفسها ولمتابعيها، في مجتمع يعريه تاريخ حافل بالفتن والصراعات والأحقاد.
يتيح الإعلام المجتمعي فرصة استكشاف الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها البعض حتى أصبحت أسماؤهم مألوفة وتتردد على ألسنة كثيرين، في مقابل (ضخ) عبارات وجمل وصور وفيديوهات لا تعكس الحقيقة والواقع، بقدر ما تعكس كبتاً وحرماناً وتناقضاً ينخران بنية المجتمع.
يعتقد البعض أنه كلما فرد مساحة على واجهته الإلكترونية تمتلئ محبة وسعادة صار مقنعاً لمتابعيه بحجم سعادته، وانه يعيش على نهر جارٍ من الانسجام.
بالعودة إلى سوسن، فهي ليست الوحيدة، بل هناك كثيرون ممن تفيض صفحاتهم بعبارات وجمل وصور تجعلك تشعر بانك تقترب من مجتمع ملائكي يرفض الكراهية والكذب والغش وتسوده المحبة والصدق والعدل والأمانة.
في الواقع، تسعى السعادة المزعومة في واقعنا إلى حجب منغصاتها، والتضليل على الطرح الجاد والعقلاني لأسبابها وأية مقاربات أو حلول لتبسيط ومعالجة مشاكلنا، التي تتطلب ابتداء المصالحة مع الذات وامتلاك الجرأة في وضع أخطائنا على الطاولة، بدلاً من المزاودة في السعادة بادعاءات واهية.
(سوسن) مثال حي لعمق الفجوة بين مثاليات مجتمعية نشأنا عليها أطفالا وساهمنا بلجمها كباراً.
نيسان ـ نشر في 2015/08/23 الساعة 00:00