مقاطعة المنتجات الفرنسية.. الشعوب العربية تخوض تجربة فريدة
نيسان ـ نشر في 2020/12/27 الساعة 00:00
يخوض ملايين العرب والمسلمين خبرة ليست جديدة عليهم، لكنها الأطول بين نظرائها؛ يتقاطع فيها الشأن العقدي مع السياسي مع الاقتصادي والاستهلاكي، في تجربة فريدة من نوعها. إننا نتحدث عن مقاطعة المنتجات الفرنسية.
بدأت مقاطعة المنتجات الفرنسية بعد إصرار سياسة فرنسا، سنة بعد أخرى على الإساءة للإسلام والمسلمين، مرتدية ثوب الحريات دينا لها. حريات مشروطة، عليها ان تكون لصالحها هي لا لصالح الأخر.
دين فرنسا ليس كأي دين في دول أوروبا الأخرى، فبينما تعتمد الدول الأوروبية الديمقراطية المسيحية كنهج سياسي ترتكز فيه على الدين كعنوان مهم، تعتنق فرنسا العلمانية كدين وعقيدة. العلمانية التي أثبت معتنقوها الرسميين في كثير من الدول انها دين لا تقبل الرأي الآخر، وتعادي بقوانينه كل من يتصدى لها، وتحديدا الآخر الإسلامي.
أما في فرنسا فتلك عقيدة ليست منبتة عن تاريخ فرنسا الاستعماري الدموي.
دائما ما كان الفرنسيون مختلفين في شكل معاداتهم للآخر، العربي والإسلامي، وبالطبع الافريقي. إن دراسة النماذج الاستعمارية الأوروبية تكشف عن بشاعة النموذج الاستعماري الفرنسي الذي شعر فيه سياسة الفرنسيون على الدوام، بحاجة إلى إثبات هويتها لها وللآخرين، فظهرت دموية وإرهابية، وبشعة، فيما هوية بريطانيا مثلا، كشعب مستقرة، ولا تحتاج الى العنف لإثباتها، برغم من بشاعة الاستعمار ككل بالطبع.
كأن في عقل السياسي الفرنسي نقص شديد، وهو ينظر الى النماذج النظيرة في الدول الأوروبية. فصار أبشع في محاولة لإثبات هويته، لكن عبر قطع الرؤوس واغتصاب النساء والتنكيل بأطفال الشعوب المستعمرة.
لم تعرف البشرية المعاصرة شكلا متوحشا من البشاعة الاستعمارية، كما عرفتها مع الاستعمار الفرنسي، سوى أن هؤلاء الأجداد المستعمرون لم يموتوا ببساطة؛ لقد ورثوا سياسة عقدة نقصهم لأبنائهم وأحفادهم، فاستمرت السياسة هي هي، حتى اليوم، بكل صورها، وإن بدت هذه الصورة على أنماط معاصرة مختلفة عن التي ظهرت فيها سابقا.
إن أردت مقارنة الاشكال الاستعمارية في هذا العصر، بما سبقه ستجد ان الجد الفرنسي لم يختلف عن الحفيد الفرنسي اليوم، سوى ببعض التفاصيل الثانوية، فهناك الكثير من التوحش حتى في الاستثمارات الاقتصادية.
لهذا لا تعتبر سياسة ماكرون منقطعة عن أسلافه، إلا في المناخات الدولية العامة، ويبدو أن هذه المناخات تتكاثف من جديد في القرن الواحد والعشرين للعودة، وإن كان أحفاد الشعوب المستعمرة مختلفين اليوم عن أجدادهم، عبر تجاربة عقود مريرة من الاستعمار.
في هذا الظرف ولدت حركة مقاطعة المنتجات الفرنسية في مجتمع يكاد يكون موازيا للمجتمعات العربية والإسلامية، لكنه المجتمع الفاعل والحقيقي، والحي، الذي يعبر عن ضمير الأمة.
لقد دخلت مقاطعة المنتجات الفرنسية اليوم شهرها الثالث، وهي في توسع، ويبدو انها أكثر من ذلك ستتحول الى ثقافة ليست استهلاكية، بل الاعمق من ذلك ثقافة تنظر الى فرنسا كما يجب أن ينظر إليها ثقافيا وسياسيا واقتصاديا. وهذا هو الأهم.
بدأت مقاطعة المنتجات الفرنسية بعد إصرار سياسة فرنسا، سنة بعد أخرى على الإساءة للإسلام والمسلمين، مرتدية ثوب الحريات دينا لها. حريات مشروطة، عليها ان تكون لصالحها هي لا لصالح الأخر.
دين فرنسا ليس كأي دين في دول أوروبا الأخرى، فبينما تعتمد الدول الأوروبية الديمقراطية المسيحية كنهج سياسي ترتكز فيه على الدين كعنوان مهم، تعتنق فرنسا العلمانية كدين وعقيدة. العلمانية التي أثبت معتنقوها الرسميين في كثير من الدول انها دين لا تقبل الرأي الآخر، وتعادي بقوانينه كل من يتصدى لها، وتحديدا الآخر الإسلامي.
أما في فرنسا فتلك عقيدة ليست منبتة عن تاريخ فرنسا الاستعماري الدموي.
دائما ما كان الفرنسيون مختلفين في شكل معاداتهم للآخر، العربي والإسلامي، وبالطبع الافريقي. إن دراسة النماذج الاستعمارية الأوروبية تكشف عن بشاعة النموذج الاستعماري الفرنسي الذي شعر فيه سياسة الفرنسيون على الدوام، بحاجة إلى إثبات هويتها لها وللآخرين، فظهرت دموية وإرهابية، وبشعة، فيما هوية بريطانيا مثلا، كشعب مستقرة، ولا تحتاج الى العنف لإثباتها، برغم من بشاعة الاستعمار ككل بالطبع.
كأن في عقل السياسي الفرنسي نقص شديد، وهو ينظر الى النماذج النظيرة في الدول الأوروبية. فصار أبشع في محاولة لإثبات هويته، لكن عبر قطع الرؤوس واغتصاب النساء والتنكيل بأطفال الشعوب المستعمرة.
لم تعرف البشرية المعاصرة شكلا متوحشا من البشاعة الاستعمارية، كما عرفتها مع الاستعمار الفرنسي، سوى أن هؤلاء الأجداد المستعمرون لم يموتوا ببساطة؛ لقد ورثوا سياسة عقدة نقصهم لأبنائهم وأحفادهم، فاستمرت السياسة هي هي، حتى اليوم، بكل صورها، وإن بدت هذه الصورة على أنماط معاصرة مختلفة عن التي ظهرت فيها سابقا.
إن أردت مقارنة الاشكال الاستعمارية في هذا العصر، بما سبقه ستجد ان الجد الفرنسي لم يختلف عن الحفيد الفرنسي اليوم، سوى ببعض التفاصيل الثانوية، فهناك الكثير من التوحش حتى في الاستثمارات الاقتصادية.
لهذا لا تعتبر سياسة ماكرون منقطعة عن أسلافه، إلا في المناخات الدولية العامة، ويبدو أن هذه المناخات تتكاثف من جديد في القرن الواحد والعشرين للعودة، وإن كان أحفاد الشعوب المستعمرة مختلفين اليوم عن أجدادهم، عبر تجاربة عقود مريرة من الاستعمار.
في هذا الظرف ولدت حركة مقاطعة المنتجات الفرنسية في مجتمع يكاد يكون موازيا للمجتمعات العربية والإسلامية، لكنه المجتمع الفاعل والحقيقي، والحي، الذي يعبر عن ضمير الأمة.
لقد دخلت مقاطعة المنتجات الفرنسية اليوم شهرها الثالث، وهي في توسع، ويبدو انها أكثر من ذلك ستتحول الى ثقافة ليست استهلاكية، بل الاعمق من ذلك ثقافة تنظر الى فرنسا كما يجب أن ينظر إليها ثقافيا وسياسيا واقتصاديا. وهذا هو الأهم.
نيسان ـ نشر في 2020/12/27 الساعة 00:00