تلويح التحالف العربي بضرب الأسد .. حرب "ثالثة" أم "فزاعات" لتخويف طهران؟
نيسان ـ نشر في 2015/04/14 الساعة 00:00
يغض الطرف عن كثير من المعطيات على الأرض من يستمع الى جمال خاشقجي الصحافي المقرب من البلاط السعودي وهو يقول إن عاصفة حزم شامية أصبحت على الأبواب، ثم يصدق ما يقوله.
الكثير من الملاحظات يمكن الإشارة إليها في هذا الصدد، وكلها تدعم استحالة تحرك سعودي مثيل لما يجري في اليمن، وأولى هذه المعطيات أن القضاء على الحوثيين الموالين لإيران في جنوب المملكة العربية السعودية لا يعني هزيمة إيران، في الحرب وإن خسرت معركة.
العواصم الإقليمية تدرك وتدرك معها الولايات المتحدة الأمريكية أن طهران لن تقف صامتة على ما يخطط ويفعل بها في اليمن، وهي تعلم أنها إن لم تتحرك بفعل يشغل أعداءها عنها، فإنهم سيتجرأون عليها في عقر دارها وليس في سوريا وحسب.
هذا يعني أن المنطقة ستكون في انتظار الرد الإيراني الذي سيعتمد على مخطط يخوّف أعداءها منها، ويشغلهم عن مدّ انتصارهم على حلفائهم الحوثيين خارج حدود اليمن.
وبهذا المعنى، لن يكون الرد الإيراني تفجيراً هنا أو هناك فقط، عبر خلايا نائمة، فهذا تماما ما يأمل به أعداء طهران لولادة الأسباب الأخلاقية للقضاء على إيران كقوة عظمى في المنطقة، بل في فعل أمني استراتيجي مفاجئ، لخلط الأوراق مجدداً.
* اليوم تبحث دول المنطقة عن الخاصرة الأضعف فيها، والتي سترد بها إيران على عاصفة الحزم.
قبل أيام تحدثت وسائل إعلام عن جنوب سوريا وكيف أن قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني يخطط لفتح جبهة في درعا يسعى من خلالها لتخويف أمريكا على الأردن. هل سيكون في شمال المملكة الاردنية الهاشمية الحل الإيراني؟ الإجابة لا بالتأكيد.
تعرف إيران ان مثل هذا الرد يدخل في سلة أهداف أعدائها، الذين يأملون ان تذهب ردود الفعل الإيرانية الى مثل هذا المستوى من الرد، الذي سيدخلها فجأة في قلب ما تريده واشنطن، من اخلاء سوريا من الإيرانيين، بحرب سيخوضها عنها العرب عنها وينتهي بسلبها كل ما حققته من مكاسب منذ سقوط بغداد عام ٢٠٠٣م .
العقل الإيراني العسكري والأمني لا بد انه يهدف الى إشغال العدو بفعل بعيد عن مصالح طهران الحيوية في سوريا والعراق، ولهذا لن يكون الأردن هدفاً الا اذا كان انتحارياً، وبالتأكيد لن تكون اسرائيل، أيضاً، سواء عبر بوابة غزة أو لبنان.
على الأغلب لن تخرج أهداف طهران في الرد على التحالف العربي ضد إيران عن الجزيرة العربية، وبدرجة أقل مصر الحليفة الباردة لإيران.
أما تلك أن تعبث إيران بدول تضع فيها طهران قدما واثقة، فستكون وكأنها أطلقت النار على قدمها.
سورياً .. لن تكون فوضى الفصائل في سوريا والحضور القوي للمقاتلين الإسلاميين هناك، تربة صالحة لنشر التحالف لأي قوات برية له على الأرض السورية.
أما إذا كان المعنى القضاء على نظام الاسد من دون ترتيب أحداث اليوم التالي، فهذا سياق أثبت ان واشنطن تفضل معه بقاء الأسد عليه.
فيما لا يبدو الحديث جاداً عندما يقال ان تركيا ستكون الجناح البري للعملية العسكرية التي تتحدث عنها تغريدات الخاشجقي فيما تتكفل الطائرات الخليجية بالجو. هذا مشهد سيربط بالضرورة يعني انتقال فوضى المنطقة الى ما يقترب من حرب عالمية ثالثة وسيعني أيضا أن توقيع الولايات المتحدة الأمريكية على اتفاق نووي مع إيران مجرد حصان طروادة لما تعده أمريكا لايران قريبا. لكن هل هذا ممكن؟
الظن بأن تغريدات خاشقجي مجرد فزاعة سعودية، ورسالة لملالي قم ان اي تحرك أحمق سيعني خسارتك سوريا نفسها.
يدعم ذلك ما أبدته انقرة حتى الان من تحركات براغماتية تسعى لحفظ توازنها الدبلوماسي في العلاقة مع طهران رغم أنها في طليعة المعادين لها في سورياً، وهي براغماتية تؤكد صعوبة تصديق أن توافق أنقرة على حل عسكري بري في سوريا، الحديقة الخلفية لإيران.
نيسان ـ نشر في 2015/04/14 الساعة 00:00