كيانات تشبيهية
نيسان ـ نشر في 2021/02/18 الساعة 00:00
في كليات الطيران يوجد ما يسمى بالطيران التشبيهي، وهو جهاز يشبه قمرة القيادة في الطائرة، مصمم بحيث يجعلك تحلق كما لو كنت في طائرة، و يمنحك شعوراً بالنشوة وكأنك تحلق واقعاً، وإذا أنهيت هذه التجربة وخرجت منها، وجدته جامدا لا يتحرك، ولو بذلت كل جهدك ما تحرك، ولو استعنت بألف رجل ليحركوه ما حركوه الا ليُخرجوه من الخدمة ويصبح غرفة وأزرارا بلا روح...
أعتقد أن الكثير عرف المغزى، وربطه بالمحاولات المحمومة من الناشطين الذين يتعاطون السياسة، ويحاولون التحرك من خلال الكيانات العربية ليحولوها من كيان تشبيهي جامد على الحالة التي أرادتها الشركة الصانعة، الى كيان حر ينهض، يحلق ويهبط، ويملك أمر نفسه، وله ولاية على مقدراته و به كل مقومات الحياة.
يفترض البعض أني من المثبطين!!، لست كذلك ولكنها الحقيقة، وأي شخص لا ينطلق من أبجديات السياسة، سيظل يحلق في الخيال طوال عمره، فالكيانات التشبيهية، لا تتحرك، حتى الشخص الذي يجلس وراء عجلة القيادة ومنتشي بهذه اللعبة، يعرف أنها لعبة ويعرف أنها لا تتطور ولا تتحرك، ولو حاول أن يحركها فلن يستمتع بها وسوف يخسرها ويبقى في العراء بلا معين..
الذين يتعاطون السياسة، ويتحركون من داخل قمرة القيادة، وما زالوا يظنون أنهم بمقدورهم أن "ينهضوا" بالشعب المنتشر حول الجهاز التشبيهي، بأن يصلوا بهم الى حالة النشوة التي يشعر بها الجالسون في القمرة، وهم يرون الصور التي يبثها الحاسوب، وما علموا أن الشعب لا يرى مما يرونه شيئاً ولن تصلهم النشوة الكاذبة..
ظاهرة العاملين من داخل القمرة.. تسببها عوامل كثيرة، منها عدم الجدية في التحرك السياسي، وعدم الاستعداد لتقديم تضحيات مقابل مكاسب، وليس تضحيات فقط، عدم الوعي وعدم وضوح الرؤية حتى يتصور البعض انه سيأتي يوم يقال لهم خذوا كيانكم وافعلوا به ما شئتم لقد سئمنا منه ومنكم..
لكن الشعوب الواعية هي التي تستطيع التغيير وتقرير مصيرها، وبناء كيان حقيقي، ينهض بهم وينهضون به.. لكن بمعزل عن الكيان التشبيهي، وإن ظنوا للحظة واحدة أنهم متمسكون به، وأنهم لكثرتهم يستطيعون أن يجعلوه ينهض، فقد سقطوا في الوحل وسيظلون يتخبطون به الى قيام الساعة.
أعتقد أن الكثير عرف المغزى، وربطه بالمحاولات المحمومة من الناشطين الذين يتعاطون السياسة، ويحاولون التحرك من خلال الكيانات العربية ليحولوها من كيان تشبيهي جامد على الحالة التي أرادتها الشركة الصانعة، الى كيان حر ينهض، يحلق ويهبط، ويملك أمر نفسه، وله ولاية على مقدراته و به كل مقومات الحياة.
يفترض البعض أني من المثبطين!!، لست كذلك ولكنها الحقيقة، وأي شخص لا ينطلق من أبجديات السياسة، سيظل يحلق في الخيال طوال عمره، فالكيانات التشبيهية، لا تتحرك، حتى الشخص الذي يجلس وراء عجلة القيادة ومنتشي بهذه اللعبة، يعرف أنها لعبة ويعرف أنها لا تتطور ولا تتحرك، ولو حاول أن يحركها فلن يستمتع بها وسوف يخسرها ويبقى في العراء بلا معين..
الذين يتعاطون السياسة، ويتحركون من داخل قمرة القيادة، وما زالوا يظنون أنهم بمقدورهم أن "ينهضوا" بالشعب المنتشر حول الجهاز التشبيهي، بأن يصلوا بهم الى حالة النشوة التي يشعر بها الجالسون في القمرة، وهم يرون الصور التي يبثها الحاسوب، وما علموا أن الشعب لا يرى مما يرونه شيئاً ولن تصلهم النشوة الكاذبة..
ظاهرة العاملين من داخل القمرة.. تسببها عوامل كثيرة، منها عدم الجدية في التحرك السياسي، وعدم الاستعداد لتقديم تضحيات مقابل مكاسب، وليس تضحيات فقط، عدم الوعي وعدم وضوح الرؤية حتى يتصور البعض انه سيأتي يوم يقال لهم خذوا كيانكم وافعلوا به ما شئتم لقد سئمنا منه ومنكم..
لكن الشعوب الواعية هي التي تستطيع التغيير وتقرير مصيرها، وبناء كيان حقيقي، ينهض بهم وينهضون به.. لكن بمعزل عن الكيان التشبيهي، وإن ظنوا للحظة واحدة أنهم متمسكون به، وأنهم لكثرتهم يستطيعون أن يجعلوه ينهض، فقد سقطوا في الوحل وسيظلون يتخبطون به الى قيام الساعة.
نيسان ـ نشر في 2021/02/18 الساعة 00:00