(اسرائيل) ونظرية الديكة

رضا احمودى
نيسان ـ نشر في 2015/09/08 الساعة 00:00
يحكى أن ملكا يهوديّا كان ينظّم كل سنة مسابقة في صراع الدّيكة حيث يفوز صاحب الدّيك المنتصر بجائزة ولقب هامّين . ذات سنة نصح الملك أحد أصدقائه بالمشاركة بديك ضعيف صغير ذميم مع ثقته بأنّه سيكون الفائز على حلبة الصّراع . استغرب صديق الملك من المقترح عليه وبما ان نصائح الملك أوامر لا تردّ ولا تناقش فقد أحضر يوم المنافسة ديكا ضعيفا صغيرا ذميما . دخلت الدّيكة الى الحلبة ... بدأ الصراع وسط انتباه وتشجيع الحضور ... الديكة تتقاتل بشراسة ولا أحد منهم يولى انتباها للدّيك الضعيف الذي وقف في احد أركان الحلبة يشارك الجمهور مشاهداته ... وسط الدّماء والاشلاء والرّيش المتناثر تقدّم الدّيك المنتصر على باقي الدّيكة من الديك الضعيف ليصرعة وهو فى حالة مزرية نتيجة الارهاق الشديد والجراح الكثيرة التي اصابته بعد المعارك التي خاضها ... اقترب الديك الضعيف من الدّيك المنتصر المترنّح ونقره نقرتين في عينيه أردته أعمى . توّج الدّيك الضّعيف الصّغير الذّميم بطل العام في صراع الحلبة وسط ذهول "الأمم المتّحدة" . قال الملك اليهوديّ : هكذا ننتصر نحن اليهود على خصومنا !!! قراءة تاريخيّة لما جرى ويجرى الآن على حدود فلسطين المحتلّة تبيّن بوضوح أن العدوّ الصهيوني وفيّ جدّا "لنظرية الدّيكة"... نظرية تجعل من الخصم يقاتل الخصم ويستنزفه بشكل لن يشكّل خطرا على "إسرائيل" في المستقبل. "إسرائيل" استهدفت ديكة الجيوش العربية المنتصرة في حرب 1973. "إسرائيل" استهدفت ديكة الانتفاضة التي أجبرتها على الانسحاب من الضفة والقطاع . "إسرائيل" استهدفت ديكة المقاومة الوطنية اللبنانية التي صمدت ومنعتها من تحقيق أيّ من أهدافها . "إسرائيل" استهدفت ديكة كتائب القسّام وكتائب الأقصى بغزة الصامدة . الحرب العراقية الايرانية وحروب الخليج والحروب الأهلية ومحاولات تدمير اكثر من جيش عربيّ تأتى كلّها في إطار "ضرب الدّيك بالدّيك بالبوليتيك ". الصّهاينة تعاملوا بذكاء مع الشخصيّة الانفعاليّة المزاجيّة للعربي ... العربي الذى يشبه الدّيك في فرديته ورفضه للعمل الجماعي الممنهج والشّامل والجامع لكلّ الأطياف الاجتماعيّة . الآن عرفت لماذا تتخذ فرنسا الدّيك شعارا . ديك يؤذّن كلّ صباح للصّلاة والفلاح . لحم الدّيك العربي ألذّ أنواع لحوم الطيور ... ربما لذلك نحن مستهدفون قتلا وفتنا ومطاردة وتشريدا!!! قريبا ... بل قريبا جدا ... ستبدأ الدّيكة الكبار بالفتك بالدّيك الصّغير الضّعيف الذّميم . "اسرائيل" الصّغيرة . "إسرائيل" الضّعيفة . "إسرائيل" الذّميمة وانها لثورة ... حتى النصر ... ان شاء الله .
    نيسان ـ نشر في 2015/09/08 الساعة 00:00