نحن كلّنا أهل الفقيد راشد صويصات رحمه الله
نيسان ـ نشر في 2021/05/19 الساعة 00:00
ودّع الأردنيون ابن عمر الورد، الشاب راشد صويصات، الوداع الأخير، ... وحزنت الفحيص، كما الأردن، وكثيرون آخرون، للخسارة الموجعة بفقدان هذا الشاب الدمث المحبوب من كل من عرفوه... وكان الجرح أعمق، مع عدد من الملابسات والأسئلة المشروعة حول هذه الوفاة الصادمة. وتوالت مشاعر الحزن والغضب، ولا تزال، مثلما تتوالى التفاعلات مع الحادثة المفجعة، بين ما هو إداري-تقني-طبي-قانوني ...، وبين ما هو إنسانيّ عام جامع. وكانت في مشاركة السفير البولندي في تشييع جثمان راشد، رغم تقييدات كورونا، إشارة إلى خصوصية الحدث المؤلم، فيما لام عدد من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي غياب آخرين من المعنيين، بمن فيهم نواب عن مدينة الفحيص، مدينة راشد... ولكن خصوصية الجائحة تضع هذا الأمر في إطار آخر.
وكان من تبعات الوفاة، استقالة عدد من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الأردني للملاكمة (الهواة) والتي أدت إلى فقدان مجلس الإدارة لنصابه القانوني، ثم قرار اللجنة الأولمبية الأردنية تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة الاتحاد الأردني للملاكمة. ويتابع الأردنيون ما يرون أنه لزام على اللجنة المؤقتة، في متابعة التحقيق بحادثة الوفاة، فيما يصرّ أقارب الفقيد ومعهم الأردنيون على تشكيل لجنة خاصة للتحقيق، سيما وأن هناك عددا من المسائل التي تتطلب ردودًا جازمة... فكيف تعامل المدرّب مع الحادثة ولماذا لم يوقف المباراة؟ وكيف أعدّ الاتحاد للمشاركة في البطولة، واقتصر في ذلك على أيام معدودة؟ وكيف سارت الإجراءات الطبية الضرورية في مختلف البطولات العالمية، وبالأخص منها رياضة الملاكمة؟ وتطال قائمة الأسئلة عددا من الجهات التي تتعزز المطالبات بوضعها أمام مسؤولياتها، وفي الأطر القانونية التي ترقى إلى مستوى الفاجعة. وفي الواقع، تحولت وفاة راشد إلى قضية رأي عام أردني، وهو الرأي الذي يصرّ على المضيّ في القضية حتى تتبيّن ملابساتها، ويتحمّل المسؤولون عن التقصير مسؤولياتهم، إذا ما ثبت التقصير.
وفي الجانب الإنساني، وأمام ما حشدته مشاعر الحزن ودموع الفجيعة من تعاطف وإجماع على مواساة ذوي راشد، في محنتهم القاسية، ظهرت أصوات معدودة محدودة أثارت ولا تزال موجات استهجان صارخ عميق، ... وأشعلت هذه الأصوات موجة غضب واستهجان واستنكار، ظهرت واضحة في ردود الناس على هذه الحفنة المشبوهة التي قالت إن "الرحمة لا تجوز إلا على المسلمين"!! أي أن المطلوب هو ألاّ يُقال لذوي الفقيد "الله يرحمه"، ولا أن يترحم عليه "المسلمون"، حسب هذه الدعوة الظلامية البائسة. وهؤلاء يعيدون على المسامع ما سبق وجاء به من سبقهم من دعاة الظلام والتصادم مع كل ما هو إنسانيّ، وكأنهم ما عرفوا بعد أن مسيحييّ الأردن في هذه الأرض منذ آلاف السنين، وأنهم يعيشون مع إخوتهم المسلمين في التحام أكبر حتى من استخدام تعابير مثل "التسامح" بينهم... فالكل منهما منصهر في الكل، والدين والعادات والأعراف والتقاليد والممارسة اليومية قالت جميعها وتقول إنهم أكبر من أن يتأثروا بالأصوات النشاز، وهي أصوات مشبوهة مدسوسة ملعونة في مطلق الأحوال، مع أنها تثير في القلوب الأسى لانحطاط فهم البعض للقيم الإنسانية الكبرى، والتي ما جاءت الأديان إلا لتعززها وتنميها.
وإن كان لي أن أتوجه إلى أهلي في الفحيص، وبالخصوص إلى والدة راشد وأسرته، فلعلّي أردّد ما يقوله كل إنسان رفض أن يُساء إلى دينه الإسلاميّ الحنيف، وأقول: نحن أيضًا أهل العزاء بالمرحوم راشد، ودموعكم دموعنا، ودموعنا دموعكم. اللهم ارحم راشد، ولا تؤاخذينا يا أمّه بما فعل السفهاء، ولا تؤاخذونا، يا كلّ أهله وصحبه وأبناء مدينته، مدينة الفحيص، ويا كلّ أهلنا من مسيحيّي الأردن... فأنتم كنتم من السباقين في ميادين الجهاد والنضال، وتشهد على ذلك قوافل الشهداء منكم، ووالله ما توانيتم عن تقديم الدم والروح دفاعا عن الأردن وفلسطين والكرامة العربية، ولا تزالون.
وكان من تبعات الوفاة، استقالة عدد من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الأردني للملاكمة (الهواة) والتي أدت إلى فقدان مجلس الإدارة لنصابه القانوني، ثم قرار اللجنة الأولمبية الأردنية تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة الاتحاد الأردني للملاكمة. ويتابع الأردنيون ما يرون أنه لزام على اللجنة المؤقتة، في متابعة التحقيق بحادثة الوفاة، فيما يصرّ أقارب الفقيد ومعهم الأردنيون على تشكيل لجنة خاصة للتحقيق، سيما وأن هناك عددا من المسائل التي تتطلب ردودًا جازمة... فكيف تعامل المدرّب مع الحادثة ولماذا لم يوقف المباراة؟ وكيف أعدّ الاتحاد للمشاركة في البطولة، واقتصر في ذلك على أيام معدودة؟ وكيف سارت الإجراءات الطبية الضرورية في مختلف البطولات العالمية، وبالأخص منها رياضة الملاكمة؟ وتطال قائمة الأسئلة عددا من الجهات التي تتعزز المطالبات بوضعها أمام مسؤولياتها، وفي الأطر القانونية التي ترقى إلى مستوى الفاجعة. وفي الواقع، تحولت وفاة راشد إلى قضية رأي عام أردني، وهو الرأي الذي يصرّ على المضيّ في القضية حتى تتبيّن ملابساتها، ويتحمّل المسؤولون عن التقصير مسؤولياتهم، إذا ما ثبت التقصير.
وفي الجانب الإنساني، وأمام ما حشدته مشاعر الحزن ودموع الفجيعة من تعاطف وإجماع على مواساة ذوي راشد، في محنتهم القاسية، ظهرت أصوات معدودة محدودة أثارت ولا تزال موجات استهجان صارخ عميق، ... وأشعلت هذه الأصوات موجة غضب واستهجان واستنكار، ظهرت واضحة في ردود الناس على هذه الحفنة المشبوهة التي قالت إن "الرحمة لا تجوز إلا على المسلمين"!! أي أن المطلوب هو ألاّ يُقال لذوي الفقيد "الله يرحمه"، ولا أن يترحم عليه "المسلمون"، حسب هذه الدعوة الظلامية البائسة. وهؤلاء يعيدون على المسامع ما سبق وجاء به من سبقهم من دعاة الظلام والتصادم مع كل ما هو إنسانيّ، وكأنهم ما عرفوا بعد أن مسيحييّ الأردن في هذه الأرض منذ آلاف السنين، وأنهم يعيشون مع إخوتهم المسلمين في التحام أكبر حتى من استخدام تعابير مثل "التسامح" بينهم... فالكل منهما منصهر في الكل، والدين والعادات والأعراف والتقاليد والممارسة اليومية قالت جميعها وتقول إنهم أكبر من أن يتأثروا بالأصوات النشاز، وهي أصوات مشبوهة مدسوسة ملعونة في مطلق الأحوال، مع أنها تثير في القلوب الأسى لانحطاط فهم البعض للقيم الإنسانية الكبرى، والتي ما جاءت الأديان إلا لتعززها وتنميها.
وإن كان لي أن أتوجه إلى أهلي في الفحيص، وبالخصوص إلى والدة راشد وأسرته، فلعلّي أردّد ما يقوله كل إنسان رفض أن يُساء إلى دينه الإسلاميّ الحنيف، وأقول: نحن أيضًا أهل العزاء بالمرحوم راشد، ودموعكم دموعنا، ودموعنا دموعكم. اللهم ارحم راشد، ولا تؤاخذينا يا أمّه بما فعل السفهاء، ولا تؤاخذونا، يا كلّ أهله وصحبه وأبناء مدينته، مدينة الفحيص، ويا كلّ أهلنا من مسيحيّي الأردن... فأنتم كنتم من السباقين في ميادين الجهاد والنضال، وتشهد على ذلك قوافل الشهداء منكم، ووالله ما توانيتم عن تقديم الدم والروح دفاعا عن الأردن وفلسطين والكرامة العربية، ولا تزالون.
نيسان ـ نشر في 2021/05/19 الساعة 00:00