استثمار الموقف الدولي
نيسان ـ نشر في 2021/05/25 الساعة 00:00
الكيان السياسي المستضعف، أو صاحب القضية أو حتى صاحب الدعوة، إن لم يكن يملك القوة الكافية ليدافع عن نفسه حين سيره في الوصول الى أهدافه.. و يضمن الحرية الكاملة لشعبه ولرؤاه السياسية التي تضمن له --إن كان دولة أو يسعى لاقامة دولة-- علاقات محترمة مع الدول سياسيا واقتصاديا وثقافياً، فلابد له من استثمار الموقف الدولي لصالحه حسب قدراته والمعطيات السياسية المتاحة، فيهادن أحياناً ويصطف حسب المعطيات التي يوفرها له الموقف الدولي، فيأخذ ما يستطيع أخذه ويؤجل الباقي، ويضع لنفسه هدفاً يسعى اليه على المدى البعيد دون المساس بجوهر ايمانه.
الموقف الدولي في عصر التفوق الغربي، وحضارته القائمة على السيطرة والاستحواذ وانكار حقوق الآخرين، يتجرد من الأخلاق والقيم فلا يمنع الغرب من الاستحواذ على شيء الا عدم مقدرتهم على أخذه! فمنذ أن انطلقوا من عزلتهم في عصور الظلام، بطشوا بشعوب الأرض، وأصبح الحق عندهم هو القوة فقط.. لذلك الدول الصغيرة والشعوب المستضعفة، ومن يعمل على النهوض بها ليس لها إلا خياران: إما أن تبقى فريسة للأقوى بلا حقوق ولا كرامة أو تقاوم وتقدم التضحيات لتحصل على حقوقها وتجد كرامتها، فإذا اختارت الثانية فعليها أن لا تكون جامدة حدّية بلا عقل ولا سياسة، بل المطلوب أن تتحرك بشكل لا يلغي شخصيتها ويقدمها خطوات الى هدفها المرسوم..
ولا يعنينا أصحاب الدعوات الذين لا يطالبون بحقوق ويأمرون الآخرين بالتنازل عن حقوقهم! ولا تعنيهم الأخلاق ولا الكرامة، المهم يحصل القادة على مكاسب شخصية، ولا يعنينا أيضاً من يدعو الى قضية غير عادلة وغير قائمة على الحق والعدل والحرية، كالذي يتصور أن له حقاً في بلاد الآخرين لا يقر له أحد بها، أو يعتدي على حقوق الآخرين ويطلب العون من الآخرين للسيطرة عليها، او يكون عميلا للدول الكبرى يساعدها في السيطرة على أبناء جلدته..
مناسبة الحديث تضارب آراء الناس في: هل حماس صاحبة قضية عادلة؟ وهل استثمارها للموقف الدولي صحيحا أم يعتبر عمالة بتعريضها أهل غزة للدمار والقتل كما يروج البعض؟
وهل ربطها مع ايران وغيرها بالشكل الذي يتحدث به معارضوها يُفقدها قضيتها العادلة التي تقاتل من أجلها، أم أن الأمر يقع تحت ما تحدثنا عنه في البداية؟.
لا يوجد أحد يستطيع أن يتعاطى السياسة خارج مسارات الموقف الدولي، والذي يريد التغيير ولا ينخرط بهذه المسارات سيبقى خارج المشهد يتابع تحركات الآخرين كمن يتابع على الشاشات ينتقد ويشجع وينفعل ويحزن ولا يملك غير ذلك، وفي النهاية إما أن يموت كمدا أو يغلق الشاشة وينشغل بنفسه فقط، ويكون رقما في حظيرة الفاعلين الدوليين.. والذي ينتقد ويعارض تحركات حماس، هو لا يعارضها لأن تحركها خاطئ، بل لأنه يعمل بالسخرة لدى المنافس السياسي الآخر الذي يستخدمه لتحيق أهدافه بلا أي مكاسب يجنيها لكيانه السياسي أو لدعوته التي يدعي أنه يعمل لأجلها..
التحرك السياسي والعسكري في ظرف فلسطين الحالي، يقضي بأن تستغل المقاومة أي ثغرة تجدها في الموقف الدولي، فالصراع الغربي الاميركي على المنطقة، والمنافسة الشديدة بينهما، تجعل أحد الأطراف يضغط على اسرائيل ليجبر أميركا على التراجع عن مخططاتها، فيدعم المقاومة لتضرب اسرائيل، وهذه مصلحة علينا أن لا نهملها، بحجة أن لا نكون في صف ايران.. ايران تنفذ أوامر فرنسا بتسليح المقاومة، لا أكثر من ذلك.. واستمرار المقاومة أمر مطلوب، وسير الأمور بهذا الشكل هو من تقادير الله.. حتى تبقى شعلة تحرير فلسطين متقدة، لا أن تُطفأ وتُنسى ويتعايش أجيال مع هذا الواقع ويحصل معها ما حصل في الاندلس
الموقف الدولي في عصر التفوق الغربي، وحضارته القائمة على السيطرة والاستحواذ وانكار حقوق الآخرين، يتجرد من الأخلاق والقيم فلا يمنع الغرب من الاستحواذ على شيء الا عدم مقدرتهم على أخذه! فمنذ أن انطلقوا من عزلتهم في عصور الظلام، بطشوا بشعوب الأرض، وأصبح الحق عندهم هو القوة فقط.. لذلك الدول الصغيرة والشعوب المستضعفة، ومن يعمل على النهوض بها ليس لها إلا خياران: إما أن تبقى فريسة للأقوى بلا حقوق ولا كرامة أو تقاوم وتقدم التضحيات لتحصل على حقوقها وتجد كرامتها، فإذا اختارت الثانية فعليها أن لا تكون جامدة حدّية بلا عقل ولا سياسة، بل المطلوب أن تتحرك بشكل لا يلغي شخصيتها ويقدمها خطوات الى هدفها المرسوم..
ولا يعنينا أصحاب الدعوات الذين لا يطالبون بحقوق ويأمرون الآخرين بالتنازل عن حقوقهم! ولا تعنيهم الأخلاق ولا الكرامة، المهم يحصل القادة على مكاسب شخصية، ولا يعنينا أيضاً من يدعو الى قضية غير عادلة وغير قائمة على الحق والعدل والحرية، كالذي يتصور أن له حقاً في بلاد الآخرين لا يقر له أحد بها، أو يعتدي على حقوق الآخرين ويطلب العون من الآخرين للسيطرة عليها، او يكون عميلا للدول الكبرى يساعدها في السيطرة على أبناء جلدته..
مناسبة الحديث تضارب آراء الناس في: هل حماس صاحبة قضية عادلة؟ وهل استثمارها للموقف الدولي صحيحا أم يعتبر عمالة بتعريضها أهل غزة للدمار والقتل كما يروج البعض؟
وهل ربطها مع ايران وغيرها بالشكل الذي يتحدث به معارضوها يُفقدها قضيتها العادلة التي تقاتل من أجلها، أم أن الأمر يقع تحت ما تحدثنا عنه في البداية؟.
لا يوجد أحد يستطيع أن يتعاطى السياسة خارج مسارات الموقف الدولي، والذي يريد التغيير ولا ينخرط بهذه المسارات سيبقى خارج المشهد يتابع تحركات الآخرين كمن يتابع على الشاشات ينتقد ويشجع وينفعل ويحزن ولا يملك غير ذلك، وفي النهاية إما أن يموت كمدا أو يغلق الشاشة وينشغل بنفسه فقط، ويكون رقما في حظيرة الفاعلين الدوليين.. والذي ينتقد ويعارض تحركات حماس، هو لا يعارضها لأن تحركها خاطئ، بل لأنه يعمل بالسخرة لدى المنافس السياسي الآخر الذي يستخدمه لتحيق أهدافه بلا أي مكاسب يجنيها لكيانه السياسي أو لدعوته التي يدعي أنه يعمل لأجلها..
التحرك السياسي والعسكري في ظرف فلسطين الحالي، يقضي بأن تستغل المقاومة أي ثغرة تجدها في الموقف الدولي، فالصراع الغربي الاميركي على المنطقة، والمنافسة الشديدة بينهما، تجعل أحد الأطراف يضغط على اسرائيل ليجبر أميركا على التراجع عن مخططاتها، فيدعم المقاومة لتضرب اسرائيل، وهذه مصلحة علينا أن لا نهملها، بحجة أن لا نكون في صف ايران.. ايران تنفذ أوامر فرنسا بتسليح المقاومة، لا أكثر من ذلك.. واستمرار المقاومة أمر مطلوب، وسير الأمور بهذا الشكل هو من تقادير الله.. حتى تبقى شعلة تحرير فلسطين متقدة، لا أن تُطفأ وتُنسى ويتعايش أجيال مع هذا الواقع ويحصل معها ما حصل في الاندلس
نيسان ـ نشر في 2021/05/25 الساعة 00:00