صراع في المراعي
نيسان ـ نشر في 2021/06/09 الساعة 00:00
في المراعي غير المضبوطة، حيث الفوضى هي سيدة الموقف، لا يستطيع أحدٌ أن يحصل على مكان يليق بأغنامه إلا بالقوة أو بالصوت العالي والتهديد، وهذا الصوت العالي والضجة في كثير من الأحيان لا تجدي نفعاً إن لم تكن لها أسس رصينة تُبنى عليها، وإلا ستنقلب نتائجها عكسية، وبدل أن يحصل مفتعل الصوت أو مستعرض الضعف المغلف بالقوة الهزيلة على مراده، ينهار أمام الأقوى ويتضاعف ذله وينقاد لجلاده..
في الحقل الواسع كان بوسع كل راعٍ أن يتخذ زاوية يرعى أغنامه فيها دون أن يتعرض للآخرين، فالحقل للجميع.. لكن الجشع الإنساني عندما يستحوذ على صاحبه، يُحوّل الانسان الى وحش بمواصفات خاصة، تأخذ من الوحش أسلوبه في الحصول على ما يريد، ومن الانسان عدم الشبع وحب الاستحواذ على كل شيء..
كان في الحقل راعٍ متعجرف يجوب الحقول ويستحوذ على كل مرعى خصب، وإذا وجد أحد الضعفاء يعتبره متعدياً على كينونته كمتحكم قوي ومستحوذ على ما تراه عينه وما يقع تحت يده، وفي أثناء تجواله غير المنتظم تصادف براعٍ من تلك الفئة، التي عندما تراه يرعبك شكله، فإذا تعديت الشكل وغصت في أعماقه، وجدت طفلاً وديعاً.. لكنه في لحظة ما قد يتصرف تصرفا طارئا كشكله، ثم سرعان ما يعود الى داخله فيتخلى عن الشكل ويبقى الجوهر، فما بين صولة الوحش وحبو الطفل دقائق معدودة..
صاح المتعجرف بالراعي، وقال له: أخرج أغنامك من الحقل!! ما كاد ينتهي وينتبه اليه الراعي "الطيب"حتى ضاق بوجوده، واستنكر جبروته على الرعيان وعليه هو بالذات، نهره "الطيب" بقوة، وكأنه صعقه بتيار كهربي، فتسمر الراعي المتعجرف وجحظت عينان، مشدوهاً لما يراه!! فهو لم يَرَ هذا السلوك من أحد من الرعاة الأقوياء فكيف بهذا...ال.. أبله..
صار الراعي الغاضب يدور حول نفسه ورأسه مطأطئة، كأنما ضربه ضاربٌ على قرنه. ثم هوى الى الأرض واقتلع حجراً لا يمكن له أن يحمله في الظروف الطبيعية، وتوجه الى المتعجرف الذي ما زال مشدوها متعجبا يراقب حركاته الهستيرية.. ورفع الحجر في وجه المتعجرف، -قال المتعجرف في نفسه: لو ألقاه على رأسي لقتلني، لقد فقدت هيبتي وسأرحل في صمت خير من الفضيحة-، ثم صاح "الطيب" بصوت أجش يخرج من غار مهجور في جبل بركاني، وقال: أترى هذا الحجر؟! تراجع المتعجرف قليلا وقرصه الخوف.. ثم كرر الطيب الموسوس مقالته: أترى هذا الحجر بصوت أقوى مغسول بالدموع.. والله لو تعرضت لي ثانية، لأخبرن أبي عنك...!!!
فانهار كل شيء في لحظة، عندها تعاظم المتعجرف بعد خوف، وتضاءل الطيب بعد ثورة الشكل الخادعة..
إن لم تستطع إنفاذ غضبتك على أصولها، فقابل كل ما يعتريك بقبول بارد يفقد المنتصر نشوته، فإن للذل منازل، لا تستطيع أن تتخطاها بقفزة واحدة...
في الحقل الواسع كان بوسع كل راعٍ أن يتخذ زاوية يرعى أغنامه فيها دون أن يتعرض للآخرين، فالحقل للجميع.. لكن الجشع الإنساني عندما يستحوذ على صاحبه، يُحوّل الانسان الى وحش بمواصفات خاصة، تأخذ من الوحش أسلوبه في الحصول على ما يريد، ومن الانسان عدم الشبع وحب الاستحواذ على كل شيء..
كان في الحقل راعٍ متعجرف يجوب الحقول ويستحوذ على كل مرعى خصب، وإذا وجد أحد الضعفاء يعتبره متعدياً على كينونته كمتحكم قوي ومستحوذ على ما تراه عينه وما يقع تحت يده، وفي أثناء تجواله غير المنتظم تصادف براعٍ من تلك الفئة، التي عندما تراه يرعبك شكله، فإذا تعديت الشكل وغصت في أعماقه، وجدت طفلاً وديعاً.. لكنه في لحظة ما قد يتصرف تصرفا طارئا كشكله، ثم سرعان ما يعود الى داخله فيتخلى عن الشكل ويبقى الجوهر، فما بين صولة الوحش وحبو الطفل دقائق معدودة..
صاح المتعجرف بالراعي، وقال له: أخرج أغنامك من الحقل!! ما كاد ينتهي وينتبه اليه الراعي "الطيب"حتى ضاق بوجوده، واستنكر جبروته على الرعيان وعليه هو بالذات، نهره "الطيب" بقوة، وكأنه صعقه بتيار كهربي، فتسمر الراعي المتعجرف وجحظت عينان، مشدوهاً لما يراه!! فهو لم يَرَ هذا السلوك من أحد من الرعاة الأقوياء فكيف بهذا...ال.. أبله..
صار الراعي الغاضب يدور حول نفسه ورأسه مطأطئة، كأنما ضربه ضاربٌ على قرنه. ثم هوى الى الأرض واقتلع حجراً لا يمكن له أن يحمله في الظروف الطبيعية، وتوجه الى المتعجرف الذي ما زال مشدوها متعجبا يراقب حركاته الهستيرية.. ورفع الحجر في وجه المتعجرف، -قال المتعجرف في نفسه: لو ألقاه على رأسي لقتلني، لقد فقدت هيبتي وسأرحل في صمت خير من الفضيحة-، ثم صاح "الطيب" بصوت أجش يخرج من غار مهجور في جبل بركاني، وقال: أترى هذا الحجر؟! تراجع المتعجرف قليلا وقرصه الخوف.. ثم كرر الطيب الموسوس مقالته: أترى هذا الحجر بصوت أقوى مغسول بالدموع.. والله لو تعرضت لي ثانية، لأخبرن أبي عنك...!!!
فانهار كل شيء في لحظة، عندها تعاظم المتعجرف بعد خوف، وتضاءل الطيب بعد ثورة الشكل الخادعة..
إن لم تستطع إنفاذ غضبتك على أصولها، فقابل كل ما يعتريك بقبول بارد يفقد المنتصر نشوته، فإن للذل منازل، لا تستطيع أن تتخطاها بقفزة واحدة...
نيسان ـ نشر في 2021/06/09 الساعة 00:00