دوريات أمنية تتخفى تحت وسادتك.. من يريد تحويلنا إلى كائنات مرعوبة؟
نيسان ـ نشر في 2021/06/27 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات... لا تستغرب إن فاجأك دوي إنذارات دورية شرطة وأنت جالس في غرفة نومك، ثم خرج من حاسوبك رجل أمن إليكتروني شاهراً لك مخالفة أو قيداً، ثم وضعه في رسغك وقادك الى أقرب مركز أمني بتهم الكترونية..لا تستغرب مطلقاً، فنحن دخلنا الألفية الثانية من عمر دولتنا وعلينا أن نستعد.
قلنا لا تستغرب مطلقاً، فقد سبق للجهات الرسمية تنبيهك وإخبارك بأن دوريات الكترونية ستطوف على حسابات الأردنيين الاجتماعية؛ لتطمئن أن كل شيء على ما يرام، وأن الجميع منضبط وفق القواعد الصارمة التي حددتها الدولة لهم.
الخبر يقول: دوريات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف رفع مستوى وآلية التنسيق بين أجهزة الدولة لتعزيز مكافحة الجرائم الإلكترونية بصورها كافة.
هذا جيد، فلا أحد يريد وقوع جرائم إلكترونية أو مأسسة الابتزاز بكل ألوانه، أو نشر الإشاعات بوصفها أخباراً عاجلة، أو تضليل الرأي العام، لكن كل ذلك لا يتم بمزيد من خنق الحريات العامة، إنما بتدشين مرحلة جديدة من "دسترة" حق الحصول على المعلومة وصون حرية التعبير، بعيداً عن ترويع الناس وتحويلهم إلى كائنات مرعوبة.
أن يخالف شخص القانون، ثم يشتكى عليه أمر، وأن يثير أحدهم بلبلة ما ثم يجري اعتقاله، أمر وقصة الدوريات الامنية أمر آخر، فلا أحد يريد أن نتحول مملكتنا إلى دولة قمعية إلا إذا أعلن بعضنا الأحكام العرفية من دون أن ندري؟.. من يريد تحويلنا الى مجتمع خائف في دولة من خوف؟.
ألا يكفينا كل القوانين والضوابط والاليات المفعلة فينا حتى يجري اختراع هذا الخوف الجديد فينا؟.
ما يريب هو أن التهم فضفاضة، يمكن لهم فيها ملاحقة كل المنشورات الإلكترونية من دون استثناء وتكييفها بسهولة وتفسيرها بصفتها جرائم الكترونية.
لا أعلم إن كانت هوية عناصر الدوريات الأمنية من ذوات الأطراف الاربعة الحية، والرأس الذي يشبه رؤوسنا، أم استجلبوهم - كما في أفلام الخيال العلمي – على هيئة رجال الكترونيين من أصول حاسوبية؟.
رجل آلي تحشر في شريحة رأسه المعلومات الأمنية كلها، ثم يطلقونه او يطلقونهم في الشوارع الإلكترونية؛ فيحصدون ما يحصدون من تعليقات ولايكات وكومنتات، ثم يعودون آخر النهار بسلال وفيرة من المخالفات.
دعونا من المزاح قليلاً، بقي علينا خطوات "صغيرة" ونصبح دولة أمنية بامتياز، يعيش فيها مواطنون بكامل رعبهم إلى جانب رسميين منتفخي البطون وبرؤوس فارغة، يهيأ لهم أنهم وحدهم القادرون على فعل كل شيء ولأجل أي شيء؛ فتأتي الورطة من حيث لا يشعرون.
قلنا لا تستغرب مطلقاً، فقد سبق للجهات الرسمية تنبيهك وإخبارك بأن دوريات الكترونية ستطوف على حسابات الأردنيين الاجتماعية؛ لتطمئن أن كل شيء على ما يرام، وأن الجميع منضبط وفق القواعد الصارمة التي حددتها الدولة لهم.
الخبر يقول: دوريات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف رفع مستوى وآلية التنسيق بين أجهزة الدولة لتعزيز مكافحة الجرائم الإلكترونية بصورها كافة.
هذا جيد، فلا أحد يريد وقوع جرائم إلكترونية أو مأسسة الابتزاز بكل ألوانه، أو نشر الإشاعات بوصفها أخباراً عاجلة، أو تضليل الرأي العام، لكن كل ذلك لا يتم بمزيد من خنق الحريات العامة، إنما بتدشين مرحلة جديدة من "دسترة" حق الحصول على المعلومة وصون حرية التعبير، بعيداً عن ترويع الناس وتحويلهم إلى كائنات مرعوبة.
أن يخالف شخص القانون، ثم يشتكى عليه أمر، وأن يثير أحدهم بلبلة ما ثم يجري اعتقاله، أمر وقصة الدوريات الامنية أمر آخر، فلا أحد يريد أن نتحول مملكتنا إلى دولة قمعية إلا إذا أعلن بعضنا الأحكام العرفية من دون أن ندري؟.. من يريد تحويلنا الى مجتمع خائف في دولة من خوف؟.
ألا يكفينا كل القوانين والضوابط والاليات المفعلة فينا حتى يجري اختراع هذا الخوف الجديد فينا؟.
ما يريب هو أن التهم فضفاضة، يمكن لهم فيها ملاحقة كل المنشورات الإلكترونية من دون استثناء وتكييفها بسهولة وتفسيرها بصفتها جرائم الكترونية.
لا أعلم إن كانت هوية عناصر الدوريات الأمنية من ذوات الأطراف الاربعة الحية، والرأس الذي يشبه رؤوسنا، أم استجلبوهم - كما في أفلام الخيال العلمي – على هيئة رجال الكترونيين من أصول حاسوبية؟.
رجل آلي تحشر في شريحة رأسه المعلومات الأمنية كلها، ثم يطلقونه او يطلقونهم في الشوارع الإلكترونية؛ فيحصدون ما يحصدون من تعليقات ولايكات وكومنتات، ثم يعودون آخر النهار بسلال وفيرة من المخالفات.
دعونا من المزاح قليلاً، بقي علينا خطوات "صغيرة" ونصبح دولة أمنية بامتياز، يعيش فيها مواطنون بكامل رعبهم إلى جانب رسميين منتفخي البطون وبرؤوس فارغة، يهيأ لهم أنهم وحدهم القادرون على فعل كل شيء ولأجل أي شيء؛ فتأتي الورطة من حيث لا يشعرون.
نيسان ـ نشر في 2021/06/27 الساعة 00:00