قول كلمةِ حقٍّ يُراد بها الحقُّ في 'ضوضاء مقالة الرنتاوي' واجب!!
نيسان ـ نشر في 2021/06/29 الساعة 00:00
كنتُ أفضّل ألاّ أكتب في موضوع مقالة السيد عريب الرنتاوي (الأخيرة) في صحيفة "الدستور"، والتي أثارت ما أثارته من ضجيج وفوضى، آملاً ألاّ أضيف إلى الإثارة المفتعلة ما يزيد فيها... ولكن، وأمّا وقد آلت الأمور إلى ما آلت إليه، وعندما تمخّضت الإثارة عن نتائج سيئة ومسيئة، فإن الصمت أصبح في عداد التساوق مع ما أراد له "البعض" أن يكون، وكان، بل ويفُهَم من ذلك أحيانًا، الرّضى به، وهذا مرفوض بالجملة وبالتفصيل. وسأبدأ أولاً ببعض الأساسيّات، حتّى لا تُوضَع كلماتي المكتوبة، أو غير المكتوبة، بما ليست هي عليه، كما فعلوا مع الرنتاوي:
1. لا أعرف الرنتاوي مطلقًا، لا من قريب ولا من بعيد، اللّهمّ إلاّ من خلال مقالاته في صحيفة "الدستور"، والتي كنت أحرص على قراءتها؛ كونها من أهمّ المقالات السياسية التي تغطّي شؤونا محلية وعربية ودولية، وفي أرشيف الكاتب في موقع "الدستور" آلاف المقالات الجادّة والرصينة والمكتوبة استنادًا إلى جهد ومتابعة ومعرفة. وأذكر له مواقف في الدفاع عن الأردن، من موقفه الشهير على قناة "الجزيرة" أيام حكومة علي أبو الراغب، إلى العديد من المقالات، والتي أذكر منها خصوصا مقالة له مؤخرا، والتي فنّد فيها ما يُقال عن الدور الوظيفي للأردن، بل ومضى أكثر من أيّ كاتب آخر ربّما، حين استخلص أن الدولة الأردنية في رسوخها وبنيتها الوطنية أقوى من مثيلاتها من الدول العربية. وحين يتعلّق الأمر بمعركة الكرامة تحديدًا، وحرصًا منّي على الإنصاف، فما وجدت له إشارة لهذه المعركة المجيدة، إلاّ وكان يؤكّد فيها الدّور الأساسي الحاسم للجيش العربي الأردني، الذي وقفت معه فصائل المقاومة الفلسطينية، وفتح تحديدًا، في مواجهة العدو الإسرائيلي. أمّا أنه لم يذكر ذلك في المقالة التي افتُعلت حولها الضجة، فلأن الموضوع لم يكن حول معركة الكرامة في ذاتها، بل حول فتح وحماس، وكيف تستثمر كل منهما المعارك في التفرّد، وكان في ذلك ينتقد كلاّ من الفصيلين، لا أكثر، ولا أقلّ! والسياق نفسه لا يدعو الكاتب لأكثر من ذلك، خاصة وأن موقفه من دور الجيش العربي الأردني في المعركة معروف وكتب هو فيه مرارا، بما ظنّه يغنيه عن تأكيد المؤكّد، ولم يكن يعرف عندها على ما يبدو أن هناك من ينتظر ويتصيّد ويتمنى، في قصة "مش رمّانة، قلوب مليانة"...
2. أنا "أردني جدًّا"، حتّى لا يجد روّاد الفتنة مدخلا "منبتيًّا" ينفذون منه في مواجهة موقفي، ومن أجل كلّ ذلك، أمقت الإقليمية والجهوية والطائفية، وأمجّد الوحدة، ومواقفي في هذا الشأن معلنة، وأنا ضدّ كلّ ما يقسم أبناء هذا الشعب الأردني الطيّب.
ويا سادة الشّقّ والتفريق، تحدّثوا بأسمائكم الشخصية، فنحن لسنا أبدًا مع مطالب هي في جوهرها شرخ أبناء الأردن شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ووسطا. نحن في مرحلة مواجهة تحدّيات استدعت الدعوة الملكية للإصلاح، فإذا بكم وأمثالكم تطيحون، "قبل أن نبدأ" بالحوار حتّى، بأبسط مقدّمات الإصلاح والديمقراطية ودولة التساوي أمام القانون والمواطنة والدولة المدنية، وكلّ ما تعلّمته، حتى الدكتوراه، من أسس بناء المجتمع المدني الديمقراطي المتحضّر. إن العبث بوحدة النسيج الوطني تحت شعارات "وطنيّة جدا" هي، ويا للمفارقة، دعوة لفتح أبواب الخراب، والمزيد من الخراب، فيما نحن نسعى إلى الإصلاح.
3. بعض من ألّفوا "رواية مقال الكرامة" يظنون أنهم حققوا نصرًا بإطاحة الرنتاوي من اللجنة الملكية، ووقف مقالاته وعمله في "الدستور"، وشنّ حرب دعاوى قضائية هزيلة، والمطالبة بإغلاق مركز القدس للدراسات السياسية الذي يديره الرنتاوي. هم واهمون. ما حققّوه في الواقع هو إثبات أن الكيديّة والغيرة والتصيّد و"شنّ الحملات المرتبة بشعارات وطنية" أمرٌ مجدٍ وفعّال. وهذه لم تعُد مسألة صراع مع شخص، بل هي مسألة وطنية على قدر كبير من الأهمية. لم نعُد ندري من هو التالي على القائمة، ولم نعد ندري أين مؤسسات الدولة من هكذا ممارسات، ... وندري بالمقابل، لماذا سكت هؤلاء أنفسهم عن الإساءة الفجّة لمعركة الكرامة، وهي "مسبّة" يستحيل أن تُكتَب علنا هنا، حين كان المسيء من طرف وليس من آخر...
4. الحمد لله أن كثيرين من أبناء الأردن، ممّن اطّلعوا على حقيقة "فبركة" مغزى للمقال، قالوا كلمتهم، ولم يسمح لهم ضميرهم بالسكوت عن ظلم فجّ. وأقتبس مقتطفات من بعض ما قالوه:
الوزير الأسبق سعد الخرابشة - (مقال عريب الرنتاوي لا يحمل أي إساءة للجيش العربي)، ومما جاء فيه أنه قرأ مقالة عريب الرنتاوي عدة مرات "لأستدل على وجود أي إساءة أو نكران، سواء تلميحاً أو تصريحاً للدور الأردني أو للجيش العربي في معركة الكرامة، فلم أجد".
صالح العجلوني - (أمّا بعد): "وتبينت لي الحقيقة التي غمت على كثير من الناس أو أنها وصلت لهم حقيقة عُلِّبَت حسب فهم المتلقي أو المُجْتَزِئُ، فحدث سوء الفهم عندما انتُزعت من المقال عبارات أُخْرِجت عن سياقها وعنوانها".
سالم الفلاحات - (ارحموا الأردن): "هذه الهجمة العرمرمية غير المسبوقة على الكاتب والمحلل السياسي أ. عريب الرنتاوي على مقال وجهه لحركة حماس شبه منتقد أو محذر من تكرار الأخطاء بالاستئثار والإلغاء الذي تمارسه السلطة وتحذير حماس من الوقوع فيه. قرأت للرنتاوي أكثر من ثلاث مقالات قديما عن معركة الكرامة ويمكن للمهتمين الاطلاع عليها، علما أن مقاله الأخير ليس عن معركة الكرامة الخالدة. وانا كقارئ محايد وسليم إن شاء الله من بعض الأمراض الاجتماعية التي يُراد لها الظهور في بعض الأوقات بفعل فاعلين وليست مصادفة. وهذا ما حذرنا ونحذر منه دائما، وقلنا ونقول لا بد من دولة المواطنة والقانون والديمقراطية، فالتفريق بين المواطنين الذين مضى عليهم أكثر من ثلاثة أجيال فتنة وتصرفات ليست بريئة". ثم يقول: "أتمنى على الأردنيين البرءاء الذين قد يقعون ضحية لمكائد مدروسة، لها مراكز متخصصة لتصنيعها، أن ينتبهوا جيدا، فهم كمواطنين أفضل بكثير مما يتسرعون به أحيانا".
د. مهند العزّة - (عريب الرنتاوي وخطيئة الإصلاحيين): "عريب الرنتاوي كاتب في جريدة الدستور منذ سنوات عدة ومحلل سياسي، قام من خلال مركز القدس للدراسات الذي يحظى بسمعة طيبة بإجراء أبحاث عديدة وتنظيم فعاليات حول الديمقراطية والنظم الانتخابية. اختير الرنتاوي عضواً في لجنة الإصلاح لما له من خبرة ذات صلة بالحقوق السياسية وما يتفرع عنها من ممارسات حزبية وانتخابية". ويقول: "وجد المترصدون ضالتهم في ما لم يجدوه في المقالة، لتبدأ ضده حملة بشعة من الهجوم والتخوين ملؤها العنصرية والتنمر، وعمادها التنجيم وقراءة الكف الذي أوصلهم لقراءة "نية مبيتة لدى الرنتاوي لإغفال دور الجيش العربي! نشر الكاتب اعتذاراً واضحاً عن سوء فهم البعض لسياق ومضمون مقالته، مؤكداً على استحالة انصراف نيته إلى إغفال دور الجيش العربي الأردني، إلا أن هذا لم يفلح في تهدئة الغاضبين والمُستَغضَبين، فقام حوالي 450 شخصيةً ما بين إعلاميين ومتقاعدين عسكريين ونواب ووزراء سابقين بتوقيع عريضة تطالب بإقالة الرجل من لجنة الإصلاح، وهو ما تم مساء يوم السبت الماضي". ولعلّ من أهم ما جاء في المقالة: "لن نطالب عدداً من الأسماء التي وقعت على عريضة إقالة الرنتاوي وغيرهم ممن تنمّروا عليه على وسائل التواصل الاجتماعي ممن يؤيدون بعض أطراف "قضية الفتنة" وينافحون عنهم؛ بتفسير صمتهم المخجل عمّا تلفظ به الشريف حسن من كلمات نابية على مسمع من الأمير حمزة حول معركة الكرامة واستهزائه بإحياء ذكراها والاحتفال بها إذ لم يتورع عن استخدم ال”F word” وهو يسخر منها، وإنما ما نود مناقشته هنا هو التفشي غير المسبوق لفاشية فكرية موجهة من قبل تيار لا يختلف عن تيارات الفكر الديني المتطرف بل هو أشد خطراً لأنه غير مؤدلج ويستمد قوته من الديماغوجية التي تُستثار وتتحرك بنقرة خفيفة على وتر شعبوي عرقي أو ديني أو جهوي".
د. ذوقان عبيدات – (عريب الرنتاوي): "الحملة على عريب الرنتاوي ظاهرة غير فريدة، لأنها تنسجم مع سلسلة الأزمات والتحديات المصطنعة التي يخلقها أخصائيون". ويقول د. ذوقان في خلاصة حول الموضوع: "ظاهرة –الحملة ضد عريب– لها أبعاد سيكولوجية تتعلق بالصحة النفسية، وهذه مسؤولية علماء نفس! ولها أبعاد قيمية مجتمعية، وهذه مسؤولية علماء اجتماع، ولها أبعاد وطنية، وهذه مسؤولية القادة، ولها –والله أعلم– أبعاد أخرى!!". ويختم المقالة بقوله: "لست مدافعًا عن عريب، مع أن هذا مطلوب، ولكنني أدافع ضد عقل خطر أساء يومًا تفسير ما كتبت! عقل اختطف المجتمع تحت ذرائع وطنية حينا، ودينية أحيانا، وإقليمية غالبا".
ولا أرى ختامًا أفضل مما قاله الدكتور ذوقان عبيدات، وأسمح لنفسي أن أقول أخيرا: وحدة الأردنيين، بكل أصولهم ومنابتهم، هي الأساس الذي بدونه يصبح الحديث عن أيّ إصلاح، مزحة ثقيلة، وما تقوله هذه المقالة هو أن المقدّمات الأولى التي أفرزتها "واقعة المقال" لا تبشّر بخير، وكم أتمنى ألاّ يكون تقديري صائبا!!
1. لا أعرف الرنتاوي مطلقًا، لا من قريب ولا من بعيد، اللّهمّ إلاّ من خلال مقالاته في صحيفة "الدستور"، والتي كنت أحرص على قراءتها؛ كونها من أهمّ المقالات السياسية التي تغطّي شؤونا محلية وعربية ودولية، وفي أرشيف الكاتب في موقع "الدستور" آلاف المقالات الجادّة والرصينة والمكتوبة استنادًا إلى جهد ومتابعة ومعرفة. وأذكر له مواقف في الدفاع عن الأردن، من موقفه الشهير على قناة "الجزيرة" أيام حكومة علي أبو الراغب، إلى العديد من المقالات، والتي أذكر منها خصوصا مقالة له مؤخرا، والتي فنّد فيها ما يُقال عن الدور الوظيفي للأردن، بل ومضى أكثر من أيّ كاتب آخر ربّما، حين استخلص أن الدولة الأردنية في رسوخها وبنيتها الوطنية أقوى من مثيلاتها من الدول العربية. وحين يتعلّق الأمر بمعركة الكرامة تحديدًا، وحرصًا منّي على الإنصاف، فما وجدت له إشارة لهذه المعركة المجيدة، إلاّ وكان يؤكّد فيها الدّور الأساسي الحاسم للجيش العربي الأردني، الذي وقفت معه فصائل المقاومة الفلسطينية، وفتح تحديدًا، في مواجهة العدو الإسرائيلي. أمّا أنه لم يذكر ذلك في المقالة التي افتُعلت حولها الضجة، فلأن الموضوع لم يكن حول معركة الكرامة في ذاتها، بل حول فتح وحماس، وكيف تستثمر كل منهما المعارك في التفرّد، وكان في ذلك ينتقد كلاّ من الفصيلين، لا أكثر، ولا أقلّ! والسياق نفسه لا يدعو الكاتب لأكثر من ذلك، خاصة وأن موقفه من دور الجيش العربي الأردني في المعركة معروف وكتب هو فيه مرارا، بما ظنّه يغنيه عن تأكيد المؤكّد، ولم يكن يعرف عندها على ما يبدو أن هناك من ينتظر ويتصيّد ويتمنى، في قصة "مش رمّانة، قلوب مليانة"...
2. أنا "أردني جدًّا"، حتّى لا يجد روّاد الفتنة مدخلا "منبتيًّا" ينفذون منه في مواجهة موقفي، ومن أجل كلّ ذلك، أمقت الإقليمية والجهوية والطائفية، وأمجّد الوحدة، ومواقفي في هذا الشأن معلنة، وأنا ضدّ كلّ ما يقسم أبناء هذا الشعب الأردني الطيّب.
ويا سادة الشّقّ والتفريق، تحدّثوا بأسمائكم الشخصية، فنحن لسنا أبدًا مع مطالب هي في جوهرها شرخ أبناء الأردن شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ووسطا. نحن في مرحلة مواجهة تحدّيات استدعت الدعوة الملكية للإصلاح، فإذا بكم وأمثالكم تطيحون، "قبل أن نبدأ" بالحوار حتّى، بأبسط مقدّمات الإصلاح والديمقراطية ودولة التساوي أمام القانون والمواطنة والدولة المدنية، وكلّ ما تعلّمته، حتى الدكتوراه، من أسس بناء المجتمع المدني الديمقراطي المتحضّر. إن العبث بوحدة النسيج الوطني تحت شعارات "وطنيّة جدا" هي، ويا للمفارقة، دعوة لفتح أبواب الخراب، والمزيد من الخراب، فيما نحن نسعى إلى الإصلاح.
3. بعض من ألّفوا "رواية مقال الكرامة" يظنون أنهم حققوا نصرًا بإطاحة الرنتاوي من اللجنة الملكية، ووقف مقالاته وعمله في "الدستور"، وشنّ حرب دعاوى قضائية هزيلة، والمطالبة بإغلاق مركز القدس للدراسات السياسية الذي يديره الرنتاوي. هم واهمون. ما حققّوه في الواقع هو إثبات أن الكيديّة والغيرة والتصيّد و"شنّ الحملات المرتبة بشعارات وطنية" أمرٌ مجدٍ وفعّال. وهذه لم تعُد مسألة صراع مع شخص، بل هي مسألة وطنية على قدر كبير من الأهمية. لم نعُد ندري من هو التالي على القائمة، ولم نعد ندري أين مؤسسات الدولة من هكذا ممارسات، ... وندري بالمقابل، لماذا سكت هؤلاء أنفسهم عن الإساءة الفجّة لمعركة الكرامة، وهي "مسبّة" يستحيل أن تُكتَب علنا هنا، حين كان المسيء من طرف وليس من آخر...
4. الحمد لله أن كثيرين من أبناء الأردن، ممّن اطّلعوا على حقيقة "فبركة" مغزى للمقال، قالوا كلمتهم، ولم يسمح لهم ضميرهم بالسكوت عن ظلم فجّ. وأقتبس مقتطفات من بعض ما قالوه:
الوزير الأسبق سعد الخرابشة - (مقال عريب الرنتاوي لا يحمل أي إساءة للجيش العربي)، ومما جاء فيه أنه قرأ مقالة عريب الرنتاوي عدة مرات "لأستدل على وجود أي إساءة أو نكران، سواء تلميحاً أو تصريحاً للدور الأردني أو للجيش العربي في معركة الكرامة، فلم أجد".
صالح العجلوني - (أمّا بعد): "وتبينت لي الحقيقة التي غمت على كثير من الناس أو أنها وصلت لهم حقيقة عُلِّبَت حسب فهم المتلقي أو المُجْتَزِئُ، فحدث سوء الفهم عندما انتُزعت من المقال عبارات أُخْرِجت عن سياقها وعنوانها".
سالم الفلاحات - (ارحموا الأردن): "هذه الهجمة العرمرمية غير المسبوقة على الكاتب والمحلل السياسي أ. عريب الرنتاوي على مقال وجهه لحركة حماس شبه منتقد أو محذر من تكرار الأخطاء بالاستئثار والإلغاء الذي تمارسه السلطة وتحذير حماس من الوقوع فيه. قرأت للرنتاوي أكثر من ثلاث مقالات قديما عن معركة الكرامة ويمكن للمهتمين الاطلاع عليها، علما أن مقاله الأخير ليس عن معركة الكرامة الخالدة. وانا كقارئ محايد وسليم إن شاء الله من بعض الأمراض الاجتماعية التي يُراد لها الظهور في بعض الأوقات بفعل فاعلين وليست مصادفة. وهذا ما حذرنا ونحذر منه دائما، وقلنا ونقول لا بد من دولة المواطنة والقانون والديمقراطية، فالتفريق بين المواطنين الذين مضى عليهم أكثر من ثلاثة أجيال فتنة وتصرفات ليست بريئة". ثم يقول: "أتمنى على الأردنيين البرءاء الذين قد يقعون ضحية لمكائد مدروسة، لها مراكز متخصصة لتصنيعها، أن ينتبهوا جيدا، فهم كمواطنين أفضل بكثير مما يتسرعون به أحيانا".
د. مهند العزّة - (عريب الرنتاوي وخطيئة الإصلاحيين): "عريب الرنتاوي كاتب في جريدة الدستور منذ سنوات عدة ومحلل سياسي، قام من خلال مركز القدس للدراسات الذي يحظى بسمعة طيبة بإجراء أبحاث عديدة وتنظيم فعاليات حول الديمقراطية والنظم الانتخابية. اختير الرنتاوي عضواً في لجنة الإصلاح لما له من خبرة ذات صلة بالحقوق السياسية وما يتفرع عنها من ممارسات حزبية وانتخابية". ويقول: "وجد المترصدون ضالتهم في ما لم يجدوه في المقالة، لتبدأ ضده حملة بشعة من الهجوم والتخوين ملؤها العنصرية والتنمر، وعمادها التنجيم وقراءة الكف الذي أوصلهم لقراءة "نية مبيتة لدى الرنتاوي لإغفال دور الجيش العربي! نشر الكاتب اعتذاراً واضحاً عن سوء فهم البعض لسياق ومضمون مقالته، مؤكداً على استحالة انصراف نيته إلى إغفال دور الجيش العربي الأردني، إلا أن هذا لم يفلح في تهدئة الغاضبين والمُستَغضَبين، فقام حوالي 450 شخصيةً ما بين إعلاميين ومتقاعدين عسكريين ونواب ووزراء سابقين بتوقيع عريضة تطالب بإقالة الرجل من لجنة الإصلاح، وهو ما تم مساء يوم السبت الماضي". ولعلّ من أهم ما جاء في المقالة: "لن نطالب عدداً من الأسماء التي وقعت على عريضة إقالة الرنتاوي وغيرهم ممن تنمّروا عليه على وسائل التواصل الاجتماعي ممن يؤيدون بعض أطراف "قضية الفتنة" وينافحون عنهم؛ بتفسير صمتهم المخجل عمّا تلفظ به الشريف حسن من كلمات نابية على مسمع من الأمير حمزة حول معركة الكرامة واستهزائه بإحياء ذكراها والاحتفال بها إذ لم يتورع عن استخدم ال”F word” وهو يسخر منها، وإنما ما نود مناقشته هنا هو التفشي غير المسبوق لفاشية فكرية موجهة من قبل تيار لا يختلف عن تيارات الفكر الديني المتطرف بل هو أشد خطراً لأنه غير مؤدلج ويستمد قوته من الديماغوجية التي تُستثار وتتحرك بنقرة خفيفة على وتر شعبوي عرقي أو ديني أو جهوي".
د. ذوقان عبيدات – (عريب الرنتاوي): "الحملة على عريب الرنتاوي ظاهرة غير فريدة، لأنها تنسجم مع سلسلة الأزمات والتحديات المصطنعة التي يخلقها أخصائيون". ويقول د. ذوقان في خلاصة حول الموضوع: "ظاهرة –الحملة ضد عريب– لها أبعاد سيكولوجية تتعلق بالصحة النفسية، وهذه مسؤولية علماء نفس! ولها أبعاد قيمية مجتمعية، وهذه مسؤولية علماء اجتماع، ولها أبعاد وطنية، وهذه مسؤولية القادة، ولها –والله أعلم– أبعاد أخرى!!". ويختم المقالة بقوله: "لست مدافعًا عن عريب، مع أن هذا مطلوب، ولكنني أدافع ضد عقل خطر أساء يومًا تفسير ما كتبت! عقل اختطف المجتمع تحت ذرائع وطنية حينا، ودينية أحيانا، وإقليمية غالبا".
ولا أرى ختامًا أفضل مما قاله الدكتور ذوقان عبيدات، وأسمح لنفسي أن أقول أخيرا: وحدة الأردنيين، بكل أصولهم ومنابتهم، هي الأساس الذي بدونه يصبح الحديث عن أيّ إصلاح، مزحة ثقيلة، وما تقوله هذه المقالة هو أن المقدّمات الأولى التي أفرزتها "واقعة المقال" لا تبشّر بخير، وكم أتمنى ألاّ يكون تقديري صائبا!!
نيسان ـ نشر في 2021/06/29 الساعة 00:00