فيصل الفايز على شاشة قناة العربية.. المزيد المزيد من التأتأة السياسية

محمد قبيلات
نيسان ـ نشر في 2021/07/11 الساعة 00:00
محمد قبيلات
بداية؛ مع الاحترام الشديد لدولة الرئيس فيصل الفايز، رئيس مجلس الأعيان، ورئيس الوزراء الأسبق، نود لو يتقبل هذه الهمسة، من دون غضب، ويعتبرها من باب النقد الذاتي لا أكثر.
لا يمكن للموقف السياسي الأردني، أن يقدَّم للعالم العربي بالطريقة التي تحدث بها الفايز، ليلة أمس،على شاشة العربية، في برنامج البُعد الآخر، حيث سيطر على هدوئه المطلوب طوال اللقاء، لكنه في نهاية الحلقة، أرسل رسائل تهديد غير مفهومة في علم السياسة، ولا تشبهها إلا عبارات الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في آواخر أيامه، عندما قال: إن ليبيا انهارت فإن العالم سينهار، وستتدفق موجات اللجوء الأفريقية إلى أوروبا، وسيعم الإرهاب العالم، ورأينا بعدها ما الذي حدث.
قال الفايز: إنه إذا ما انهارت الدولة الأردنية، فإن دول المنطقة كلها ستنهار، وخلال أزيد من نصف ساعة، وهي مدة المقابلة المتلفزة المسجلة، حاولت المذيعة أن تتحصل منه على جملة مفيدة واحدة، فيما يخص المسائل الحيوية، التي تخص الأردن، فلم تُفلح.
عند سؤاله عن دور الأطراف المشاركة في تحالف الشام الجديد، لم يقدم الأردن كما يجب، فقط قال: إنه جيو سياسي وعرّج كالعادة، على دور الملك في السياسة الدُّولية، فقط. بينما تحدث عن إمكانات الدولتين المصرية والعراقية بما يناسب الأحجام والقدرات.. وهنا لا بد من أن نُذكّر دولة رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز، والسياسي العريق، بأن الخطاب الموجّه للمحافظات يختلف عن الخطاب الموجه للعرب والعالم.
في فقرة ثانية من اللقاء المتلفز، من دون مناسبة، عاكس توجه السياسة الأردنية في هذه الأيام، وهاجم الهلال الشيعي، ولعله سهى عن حساسية هذا الموضوع لبعض الأخوة العراقيين (الشاميين الجدد)، وأيضا للسوريين ( الشاميين العتاق) وهو الذي دعا لفتح الحدود مع سورية وإعادتها إلى جامعة الدول العربية.
ومن دون مناسبة أيضا، كال من المديح للأمير محمد بن سلمان الكثير الكثير، بما لا يتناسب مع الرسالة المشفرة في نهاية اللقاء، التي حذرت من انهيار الدولة الأردنية.
ولا أدري لِمَ تذكرت وأنا استمع للمقابلة، التصريحات التي صدرت عن رجل دولة، من نفس الوزن أيضا، رئيس اللجنة المَلِكِيَّة لتحديث المنظومة السياسية، الذي يضطلع بقيادة أكبر مبادرة لأحداث توافق سياسي في البلاد، عندما تحدث قبل أيام عن المعارضين للسياسات الحكومية واصفًا إياهم بأعداء الوطن.
وبالعودة للفايز، تحدّث الرجل أيضا عن قضية الفتنة، من دون أن تسأله الإعلامية القديرة منتهى ابو دلو عن ذلك، وأسرف في مدح قوة الدولة وثباتها، وهاجم ايضا بعض المتصيدين، لكن من غير إتمام للجملة، وهنا أعتقد أن أحدًا لم يفهم ما الذي يريد أن يقوله.
السؤال هنا؛ إلى متى يبقى هذا الضعف متلبسا الخطاب الرسمي، هل عجزت الدولة عن تقديم كفاءات جديدة توصل الرسائل بوضوح وقوة، وتقدم الموقف الأردني كما يليق بالدولة الأردنية، ومستوى التعليم والثقافة فيها، ومن دون أن توقعنا في المزيد من الحفر والمطبات.
    نيسان ـ نشر في 2021/07/11 الساعة 00:00