الاحزاب والعمل الجماهيري
نيسان ـ نشر في 2015/09/17 الساعة 00:00
كتب محمد قبيلات
من المفترض أن ينعكس الآداء الحكومي السيئ على المعارضة إيجابا، والعكس بالعكس صحيح أيضا، لكن المفارقة العجيبة، أن يكون أداء الحكومات سيئاً ويتبعه بالسوء أداء المعارضة ايضا.
فشل الحكومات بسياساتها ينتج بالضرورة مجموعات من المعطلين عن العمل، وتخلف في الادارة والصناعة والتعليم والرعاية الصحية، وتهميش للكثير من الفئات الاجتماعية، وهذا ما يُفترض أن يكون التربة الخصبة لنمو معارضة تستقطب الكثير ممن يعانون من سياسات الفقر والتجويع والتهميش، كداعمين لمشروعها السياسي.
لكن ما الذي يجري في بلداننا؟
العكس تماما، فمع تحصل النتائج المأساوية للسياسات الحكومية الفاشلة وعلى مدى عقود، لا زالت المعارضة ضعيفة، ولا تلقى الدعم أو التأييد من الفئات المتضررة من السياسات الحكومية، بل أن الصورة المتكرسة للمعارضة نمطية في معظم الدول العربية، وهي أنهم مجرد معارضين من أجل الحصول على المناصب والمنافع لدى الجهات التي يعارضونها.
وحالات النجاح للتجارب قليلة، وعلى الأغلب غير مكتملة.
على سبيل المثال لا للحصر، نشأت لدينا في الأردن- خلال السنوات الأخيرة- حركتان مطلبيتان؛ عمال المياومة ونقابة المعلمين، تحقق فيهما النجاح الى حد ما، و"حد ما" هذه بسبب أن بعض قوى المعارضة التقليدية ركبت أو حاولت ركوب هاتين الموجتين، ولم تتركهما على حالهما كنماذج نقية للعمل الجماهيري المطلبي.
ميزة حراك عمال المياومة التي ارتقت به ليكون نموذجا للعمل الجماهيري، انه كان يهدف الى تحقيق مطلب محدد وهو تثبيت العمال العاملين في الدوائر الحكومية على نظام المياومة، ولاحقا المطالبة بتشكيل جسم نقابي لهؤلاء العمال، وكذلك حراك المعلمين الذي هدف لتحقيق حلم هذا القطاع الواسع بأن تكون له نقابة تمثله كباقي القطاعات المهنية.
المعارضة بدلا من أن تستفيد من نجاح هذه التجارب، صار همها كيف ترفع أعلامها في أول هذه الحراكات، ليظهر اعلاميا أن لها علاقة بالموضوع، أي أنها لم تستفد من جوهر الفكرة، بل راحت تعمل من أجل الهيمنة على شكلها.
طبعا خارج هذا السياق والسباق التنافسي لركوب الموجة، كانت هناك جهات متمكنة تعمل بدأب وبصمت من أجل أن تطيح بالفكرة من أساسها، ولعل هذه الجهات هي التي كانت تمتلك الوعي لخطورة مثل هكذا نماذج، أكثر من أحزاب المعارضة والتي هم قياداتها أن لا تتكسر ياقاتها البيضاء المكوية المنشّاة بعراكات الجماهير مع السلطات.
فشل الحكومات بسياساتها ينتج بالضرورة مجموعات من المعطلين عن العمل، وتخلف في الادارة والصناعة والتعليم والرعاية الصحية، وتهميش للكثير من الفئات الاجتماعية، وهذا ما يُفترض أن يكون التربة الخصبة لنمو معارضة تستقطب الكثير ممن يعانون من سياسات الفقر والتجويع والتهميش، كداعمين لمشروعها السياسي.
لكن ما الذي يجري في بلداننا؟
العكس تماما، فمع تحصل النتائج المأساوية للسياسات الحكومية الفاشلة وعلى مدى عقود، لا زالت المعارضة ضعيفة، ولا تلقى الدعم أو التأييد من الفئات المتضررة من السياسات الحكومية، بل أن الصورة المتكرسة للمعارضة نمطية في معظم الدول العربية، وهي أنهم مجرد معارضين من أجل الحصول على المناصب والمنافع لدى الجهات التي يعارضونها.
وحالات النجاح للتجارب قليلة، وعلى الأغلب غير مكتملة.
على سبيل المثال لا للحصر، نشأت لدينا في الأردن- خلال السنوات الأخيرة- حركتان مطلبيتان؛ عمال المياومة ونقابة المعلمين، تحقق فيهما النجاح الى حد ما، و"حد ما" هذه بسبب أن بعض قوى المعارضة التقليدية ركبت أو حاولت ركوب هاتين الموجتين، ولم تتركهما على حالهما كنماذج نقية للعمل الجماهيري المطلبي.
ميزة حراك عمال المياومة التي ارتقت به ليكون نموذجا للعمل الجماهيري، انه كان يهدف الى تحقيق مطلب محدد وهو تثبيت العمال العاملين في الدوائر الحكومية على نظام المياومة، ولاحقا المطالبة بتشكيل جسم نقابي لهؤلاء العمال، وكذلك حراك المعلمين الذي هدف لتحقيق حلم هذا القطاع الواسع بأن تكون له نقابة تمثله كباقي القطاعات المهنية.
المعارضة بدلا من أن تستفيد من نجاح هذه التجارب، صار همها كيف ترفع أعلامها في أول هذه الحراكات، ليظهر اعلاميا أن لها علاقة بالموضوع، أي أنها لم تستفد من جوهر الفكرة، بل راحت تعمل من أجل الهيمنة على شكلها.
طبعا خارج هذا السياق والسباق التنافسي لركوب الموجة، كانت هناك جهات متمكنة تعمل بدأب وبصمت من أجل أن تطيح بالفكرة من أساسها، ولعل هذه الجهات هي التي كانت تمتلك الوعي لخطورة مثل هكذا نماذج، أكثر من أحزاب المعارضة والتي هم قياداتها أن لا تتكسر ياقاتها البيضاء المكوية المنشّاة بعراكات الجماهير مع السلطات.
نيسان ـ نشر في 2015/09/17 الساعة 00:00