المعنى الحقيقي والمعنى المزيف للسلوك والأفكار
نيسان ـ نشر في 2021/07/27 الساعة 00:00
عندما أعدنا في الجائحة ترتيب أولوياتنا على نحو عقلاني وفق الضرورات والاحتياجات والإضافات، اكتشفنا على الفور أننا كنا نمنح الإضافات غير الضرورية والممكن الاستغناء عنها كثيرا من الاهتمام والإنفاق، وهذا ليس سيئا بالمناسبة، لكن السيئ ألا ندرك ترتيب الأولويات والاحتياجات وكيف نستمد المعنى والجدوى من الضرورات والاحتياجات وليس من الفروع والإضافات في العمل والحياة، فالعمل هو الإنتاج والخدمة وتقديم السلع وما يحتاجه السوق والمجتمع والذات والأسرة وليس المؤسسات والذهاب إلى العمل والعودة إلى المنزل والحضور والانصراف والجو الاجتماعي للعمل واللقاءات في المكاتب والمؤسسات، والتعليم هو عمليات استماع دؤوبة وبحث ذاتي في المصادر وليس مدارس وجامعات، والعبادة هي صلة بالله واستماع الى الذات والكون ووعي بما نحب وما يجب أن نكون عليه، وليست الأعمال الجماعية المنظمة والاحتفالية برغم بهجتها.
إن البحث عن المعنى والجدوى مسألة وجودية قوية لدى الإنسان، وتشكل مكونا أساسيا مهما في حياته، وهما (المعنى والجدوى) متطلب ضروري للأفراد والجماعات، ويلحّان على مشاعر الإنسان وضميره على نحو يجعله غير قادر على مواصلة عمله وحياته بدون إجابة مرضية على هذا السؤال الملحّ. وهو شعور لم يكن خاصا بمجتمعات الوفرة أو الأكثر تقدما، بدليل ما توافر وتراكم لمجتمعات تصنف بدائية، لا تقرأ أو تكتب، ولكنها أنشأت أفكارا ومهارات علمية وثقافية مدهشة ومتقدمة؛ ما يعني بالضرورة أنها شُغلت كثيرا بالأسئلة الكبرى والأساسية التي شُغلت بها العلوم والفلسفات في المجتمعات والحضارات المتقدمة. وببساطة، فلا يمكن تشكل رغبة في الحياة وتنظيمات اجتماعية وقانونية، من غير الدافع والمحرك الأساس في البحث عن المعنى والجدوى. وربما يساعدنا هذا المدخل في التفكير والبحث، على الشفاء والسلام النفسي والاجتماعي، وفهم ظاهرة العنف والكراهية. فحين تعجز الأمم عن توفير بيئة اجتماعية اقتصادية تمنح الأفراد والمجتمعات السلام والرضا؛ تتقدم الجماعات الدينية لتملأ الفراغ.
يُفترض أن يتشكل معنى الوجود وجدواه تلقائيا. ويجب ألا يمثل ذلك أزمة إلا لفئتين قليلتين في المجتمعات. الأولى، هي الرواد والأكثر ذكاء وإدراكا. وهؤلاء يمنحون الأفراد والمجتمعات آفاقا جديدة للتطوير والمراجعة. أما الفئة الأخرى، فتضم الذين يعجزون عن الاندماج في المنظومة الاجتماعية والثقافية؛ بسبب تشكيل ثقافي واجتماعي مكتسب، أو لتجارب خاصة ، أو لأسباب وراثية تكوينية تجعلهم يميلون الى العزلة، أو تقلل قدرتهم ومهاراتهم النفسية والاجتماعية. ولذلك تجتذب الجماعات الدينية نسبة كبيرة من الأذكياء والقياديين والطامحين الذين لم يجدوا مكانا في مؤسسات الدولة والمجتمع، كما تجتذب أيضا الذين تعرضوا لأزمات وإساءات وتجارب نفسية واجتماعية.
لكن معنى الوجود يتشكل على نحو شبه تلقائي في مجتمعات ومدن حقيقية، تشكلت حول موارد وأعمال وأسواق منتجة للضرورات والاحتياجات التي تقوم عليها الحياة، ولا بأس بعد ذلك بالإضافات. وفي ذلك ينشئ الناس علاقاتهم ومؤسساتهم، ويديرون وينظمون مواردهم. ولكن تنشأ الأزمة بطبيعة الحال عندما تنفصل حياة الناس وعلاقاتهم وتشكلاتهم الاجتماعية عن المدن والأمكنة، والمصالح والموارد. وهي في الواقع أكثر من أزمة، إذ أنها متوالية من الفشل والشرور. فتعجز المدن عن إقامة وإدارة وتنظيم مؤسساتها الأساسية وقياداتها الاجتماعية، وتتحول الخدمات الأساسية (التعليم والثقافة والرياضة والفنون، والحدائق والمكتبات، والتضامن الاجتماعي والعلاقات) إلى سلع يوردها مقاولون. كما أن الانتخابات البلدية والنقابية تعجز عن تقديم قيادات اجتماعية حقيقية، ولا تعود تعكس جدلا بين البرامج والأفكار لتطوير الخدمات والأعمال.. ثم تكون الأزمة الكبرى عندما يتحول وعي الوجود ووعي الذات إلى خدمات وأفكار وحلول منفصلة عن هذا الجدل.
يتحول سؤال الجدوى والمعنى إلى جحيم أو كابوس؛ عندما لا تكون المدن والمجتمعات تعمل على نحو إيجابي، فتتكون جماعات وطبقات مهمشة وغاضبة أو محرومة من مكاسب وموارد الدول والمجتمعات والأسواق، ويكون الانتماء إلى الأيديولوجيات والجماعات المتطرفة والهامشية والخارجة على القانون يعكس الغضب والشعور بالظلم والحرمان، وهنا تتحول العلاقة مع الأيديولوجيا سواء كانت دينية أو قومية أو فكرية إلى إطار للتمرد والاحتجاج والتعبئة ضد الدول والمجتمعات.
إن البحث عن المعنى والجدوى مسألة وجودية قوية لدى الإنسان، وتشكل مكونا أساسيا مهما في حياته، وهما (المعنى والجدوى) متطلب ضروري للأفراد والجماعات، ويلحّان على مشاعر الإنسان وضميره على نحو يجعله غير قادر على مواصلة عمله وحياته بدون إجابة مرضية على هذا السؤال الملحّ. وهو شعور لم يكن خاصا بمجتمعات الوفرة أو الأكثر تقدما، بدليل ما توافر وتراكم لمجتمعات تصنف بدائية، لا تقرأ أو تكتب، ولكنها أنشأت أفكارا ومهارات علمية وثقافية مدهشة ومتقدمة؛ ما يعني بالضرورة أنها شُغلت كثيرا بالأسئلة الكبرى والأساسية التي شُغلت بها العلوم والفلسفات في المجتمعات والحضارات المتقدمة. وببساطة، فلا يمكن تشكل رغبة في الحياة وتنظيمات اجتماعية وقانونية، من غير الدافع والمحرك الأساس في البحث عن المعنى والجدوى. وربما يساعدنا هذا المدخل في التفكير والبحث، على الشفاء والسلام النفسي والاجتماعي، وفهم ظاهرة العنف والكراهية. فحين تعجز الأمم عن توفير بيئة اجتماعية اقتصادية تمنح الأفراد والمجتمعات السلام والرضا؛ تتقدم الجماعات الدينية لتملأ الفراغ.
يُفترض أن يتشكل معنى الوجود وجدواه تلقائيا. ويجب ألا يمثل ذلك أزمة إلا لفئتين قليلتين في المجتمعات. الأولى، هي الرواد والأكثر ذكاء وإدراكا. وهؤلاء يمنحون الأفراد والمجتمعات آفاقا جديدة للتطوير والمراجعة. أما الفئة الأخرى، فتضم الذين يعجزون عن الاندماج في المنظومة الاجتماعية والثقافية؛ بسبب تشكيل ثقافي واجتماعي مكتسب، أو لتجارب خاصة ، أو لأسباب وراثية تكوينية تجعلهم يميلون الى العزلة، أو تقلل قدرتهم ومهاراتهم النفسية والاجتماعية. ولذلك تجتذب الجماعات الدينية نسبة كبيرة من الأذكياء والقياديين والطامحين الذين لم يجدوا مكانا في مؤسسات الدولة والمجتمع، كما تجتذب أيضا الذين تعرضوا لأزمات وإساءات وتجارب نفسية واجتماعية.
لكن معنى الوجود يتشكل على نحو شبه تلقائي في مجتمعات ومدن حقيقية، تشكلت حول موارد وأعمال وأسواق منتجة للضرورات والاحتياجات التي تقوم عليها الحياة، ولا بأس بعد ذلك بالإضافات. وفي ذلك ينشئ الناس علاقاتهم ومؤسساتهم، ويديرون وينظمون مواردهم. ولكن تنشأ الأزمة بطبيعة الحال عندما تنفصل حياة الناس وعلاقاتهم وتشكلاتهم الاجتماعية عن المدن والأمكنة، والمصالح والموارد. وهي في الواقع أكثر من أزمة، إذ أنها متوالية من الفشل والشرور. فتعجز المدن عن إقامة وإدارة وتنظيم مؤسساتها الأساسية وقياداتها الاجتماعية، وتتحول الخدمات الأساسية (التعليم والثقافة والرياضة والفنون، والحدائق والمكتبات، والتضامن الاجتماعي والعلاقات) إلى سلع يوردها مقاولون. كما أن الانتخابات البلدية والنقابية تعجز عن تقديم قيادات اجتماعية حقيقية، ولا تعود تعكس جدلا بين البرامج والأفكار لتطوير الخدمات والأعمال.. ثم تكون الأزمة الكبرى عندما يتحول وعي الوجود ووعي الذات إلى خدمات وأفكار وحلول منفصلة عن هذا الجدل.
يتحول سؤال الجدوى والمعنى إلى جحيم أو كابوس؛ عندما لا تكون المدن والمجتمعات تعمل على نحو إيجابي، فتتكون جماعات وطبقات مهمشة وغاضبة أو محرومة من مكاسب وموارد الدول والمجتمعات والأسواق، ويكون الانتماء إلى الأيديولوجيات والجماعات المتطرفة والهامشية والخارجة على القانون يعكس الغضب والشعور بالظلم والحرمان، وهنا تتحول العلاقة مع الأيديولوجيا سواء كانت دينية أو قومية أو فكرية إلى إطار للتمرد والاحتجاج والتعبئة ضد الدول والمجتمعات.
نيسان ـ نشر في 2021/07/27 الساعة 00:00