الأردن والأزمة اللبنانية

حازم قشوع
نيسان ـ نشر في 2021/08/19 الساعة 00:00
تحت وطأة تجفيف المنابع الاقتصادية وتضييق للحالة المعيشية وتدهور في سعر الليرة اللبنانية ترزح المناخات اللبنانية المعيشية ومن على وقع انفصال في التوجه والاتجاه بين الفرقاء في لبنان يتكون المشهد السياسي بعد ازمة تشكيل الحكومة التي جاءت اثر خلافات عميقة على المناصب الرئيسية فيها للتيار العوني الذي يريد المشاركة في الحكومة بمناصب سيادية ومراكز ذات أهمية دون اعطاء ثقة للحكومة المشاركة بها اثر الازمة التي ما زالت قائمة بين وزير الخارجية الاسبق وزعيم التيار الحر مع جبران باسيل ورئيس الوزراء الاسبق الحريري.
ومع تفجير خط الحميمة عكار النفطي يكون خط الامتداد البترولي بين ايران لبنان مرورا بسوريا قد قطع وهذا ما جعل من الازمة المعيشية اللبنانية تتفاقم الى منازل غير مسبوقة لا سيما بعد حادثة تفجير مرفأ بيروت الذي تبين ان تفجيره تم بذات الايدي التى نالت من خط الامداد النفطي في عكار، فلا خط الامداد النفطي مرغوب فيه ولا امداد السلاح مسموح وهي الجملة التي تم ارسالها في مضمون الاحداث الدائرة هناك.
الحصار البري على لبنان جاء مع حصار بحري تقوم به اسرائيل تجاه خطوط النقل والامداد القادمة من ايران وهذا يفسره البعض لاستفراد الشركات الاسرائيلية بمخزون ابار الغاز في غرب لبنان البحري هذا اضافة الى رغبة اسرائيل في تجفيف منابع حزب الله القادمة من ايران بعد التحالف السياسي الذي شكله الرئيس ميشيل عون مع حزب الله في المشهد السياسي اللبناني بهدف اعادة خلط اوراق ميزان المشهد السياسي بما يقوده الى اعادة تموضع مقبول يمكن التعاطي معه والى ذلك الحين ينتظر ان تبقى لبنان تعيش حالة مناخات غير امنة وغير مستقرة.
ورغم محاولة رؤساء الحكومات السابقة من تشكيل حكومة لبنانية برئاسة نجيب ميقاتي الا ان هذه المحاولات لم تحظ بشرعية القبول وهذا ما جعل من لبنان تبحث عن رافعة الخلاص فكان الاتجاه نحو الاردن والذي جسده لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع نائبة رئيس الحكومة البنانية زينة عكر والذي اعرب فية جلالة الملك على ضرورة دعم مؤسسات الدولة والجيش في لبنان للحفاظ على امن لبنان واستقراره ووحدته وبين جلالته اهمية تظافر الجهود الدولية والعمل لاستحداث خطة شاملة وواضحة المعالم للعبور في لبنان الى بر الامان.
جلالة الملك كان قد اكد للرئيس ماكرون قبل اندلاع الازمة الاخيرة وتفاقم الاوضاع في لبنان على ارساء منهجية عمل واضحة تقوم بترسيخ معاني الامن والاستقرار بحيث تسهم في رفع المعاناة عن الشعب اللبناني وفي ابعاد لبنان عن الاسقاطات الاقليمية جاء ذلك لقاء دولي كانت قد نظمته باريس لغاية دعم لبنان.
الاردن الذي يقوم بدور طليعي في المنطقة تعول عليه مجتمعاتها في الدعم والاسناد لما يتمتع به جلالة الملك من مكانة سياسية كبيرة جعلته يمتلك نفوذا واسعا على مسرح الاحداث لذا تتطلع اليه مجتمعات المنطقة بالدعم والاسناد والاردن سيبقى يعمل من وحي منطلقاته الرامية لتعزيز مناخات الامن والاستقرار للتخفيف من وطأة الاحتقان التي فرضتها التجاذبات السياسية والتباينات الاقليمية جراء عملية الاستقطابات السياسية التي ما زالت تخيم على مجريات الاحداث فهذا هو ديدن الاردن وهذه هي رسالته.
(الدستور)
    نيسان ـ نشر في 2021/08/19 الساعة 00:00