فترة الأحزاب الذهبية القادمة
نيسان ـ نشر في 2021/08/29 الساعة 00:00
تكاد القوى السياسية والاحزاب لا تصدق ما يحدث؛ كل هذا الدعم والحديث عن ضرورات الاحزاب وحتمية دورها في التحديث والديمقراطية! بح صوت الاحزاب وهي تقول بذلك وتنادي به، وتسعى جاهدة لإقناع الناس ان الطريق للسياسة هو الحزبية، وانها وبالرغم من تجربتنا التاريخية معها في الخمسينيات، تبقى عنصرا اساسا في تقدمنا وتطورنا السياسي، وبدونها لن يستقيم العمل السياسي الديمقراطي.
الاحزاب تشعر الآن ان التحديث املى ضرورات وحتمية وجودها، وهي لا بد تعتبر ذلك نصرا لها. منطق وجود الاحزاب وحتميتها لأي عمل ديمقراطي منطق قوي وعميق، لن تصمد امامه اي محاولات للتشكيك او الوقوف بوجه المرحلة الحزبية القادمة. تقوية الاحزاب متسق تماما مع كافة اعتباراتنا الاجتماعية، وما اعتدنا عليه سابقا من حواضن اجتماعية عشائرية تقوم بعمل الاحزاب لدرجة عقد انتخابات داخلية اولية هو الاستثناء، والاصل ان الاحزاب هي من يفعل ذلك. كذلك الحال بالنسبة للنقابات التي دخلت مجال العمل السياسي لملء الفراغ الذي نتج عن ضعف الاحزاب، فغادرت دورها الاساس بتطوير المهنة والحفاظ على تطور منتسبيها.
نخب المجتمع سعيدة اننا سندخل مرحلة الحزبية السياسية والانتخابية، فطالما تندر كثيرون كيف ان انتخاباتنا تخلو من البرامج والسياسات، وتنعقد فقط على اسس فردية شخصية، ويحرم لذلك غالبية الاردنيين من ان يفاضلوا بين بدائل عملية تتماهى مع قناعاتهم ومصلحة البلد ومستقبله الذي ينشدون. اي منا يعرف القليل عن الديمقراطية وطرق عملها، يعلم علم اليقين ان لا ديمقراطية حقيقية دون احزاب تؤطر وتصوغ السياسات، وتجمع مطالب المجتمع المتناثرة، لذلك تجد الغالبية الساحقة تقف مع نهج تطوير الاحزاب وتقويتها، وترى بتخصيص مقاعد في البرلمان تكون حصرا لها طريقا مقبولا ومشروعا لذلك.
فئة قليلة من الاحزاب كارهة لما يحدث، وهي الاحزاب الضعيفة المتوقع عدم قدرتها على التأقلم مع المرحلة المقبلة، او تلك التي بنت وجودها على مبالغ تدفع لها من الخزينة بموجب نظام تمويل الاحزاب. المجتمع لا يريد هكذا احزاب، باتت وبالا على السياسية والحياة الحزبية، لذلك سيودعها بكل حب ويترحم عليها. المجتمع يحتاج احزابا قوية برامجيا، ومليئة بالقيادات والكوادر البشرية الكفؤة، تستطيع ان تنتقل بالعمل السياسي من الفردي الى الجماعي الحزبي، تخدم البلد وتمده بالافكار والقيادات.
ربيع الاحزاب مقبل، وهي لذلك معنية تمام ان تتطور وتندمج وتتآلف، وتضع البرامج وتستقطب الاردنيين، تشرح لهم كيف ان برنامجها هو الافضل والاحق بالصوت الانتخابي. هذا سيتطلب جهدا سياسيا ضخما من قبل الاحزاب، واكبر تحد سيواجهها، هو ان تقرر برامج عملية تطبيقية ذات اقدام تمشي على الارض، وليست شعارات فضفاضة حالمة شعبوية تقول للناس ما يريدون ان يسمعوا، حتى لو كان ذلك على حساب تضلليهم. الواقعية سر نجاح الاحزاب في مقبل الايام ما سيأتي بالخير على البلد، أما ممارسة الشعبوية والتضليل بهدف جني الاصوات، فذاك سيكون كارثة الكوارث، يضيع الفرصة على الاحزاب التي قدمت لها الدولة ما لم تكن تحلم به.
(الغد)
الاحزاب تشعر الآن ان التحديث املى ضرورات وحتمية وجودها، وهي لا بد تعتبر ذلك نصرا لها. منطق وجود الاحزاب وحتميتها لأي عمل ديمقراطي منطق قوي وعميق، لن تصمد امامه اي محاولات للتشكيك او الوقوف بوجه المرحلة الحزبية القادمة. تقوية الاحزاب متسق تماما مع كافة اعتباراتنا الاجتماعية، وما اعتدنا عليه سابقا من حواضن اجتماعية عشائرية تقوم بعمل الاحزاب لدرجة عقد انتخابات داخلية اولية هو الاستثناء، والاصل ان الاحزاب هي من يفعل ذلك. كذلك الحال بالنسبة للنقابات التي دخلت مجال العمل السياسي لملء الفراغ الذي نتج عن ضعف الاحزاب، فغادرت دورها الاساس بتطوير المهنة والحفاظ على تطور منتسبيها.
نخب المجتمع سعيدة اننا سندخل مرحلة الحزبية السياسية والانتخابية، فطالما تندر كثيرون كيف ان انتخاباتنا تخلو من البرامج والسياسات، وتنعقد فقط على اسس فردية شخصية، ويحرم لذلك غالبية الاردنيين من ان يفاضلوا بين بدائل عملية تتماهى مع قناعاتهم ومصلحة البلد ومستقبله الذي ينشدون. اي منا يعرف القليل عن الديمقراطية وطرق عملها، يعلم علم اليقين ان لا ديمقراطية حقيقية دون احزاب تؤطر وتصوغ السياسات، وتجمع مطالب المجتمع المتناثرة، لذلك تجد الغالبية الساحقة تقف مع نهج تطوير الاحزاب وتقويتها، وترى بتخصيص مقاعد في البرلمان تكون حصرا لها طريقا مقبولا ومشروعا لذلك.
فئة قليلة من الاحزاب كارهة لما يحدث، وهي الاحزاب الضعيفة المتوقع عدم قدرتها على التأقلم مع المرحلة المقبلة، او تلك التي بنت وجودها على مبالغ تدفع لها من الخزينة بموجب نظام تمويل الاحزاب. المجتمع لا يريد هكذا احزاب، باتت وبالا على السياسية والحياة الحزبية، لذلك سيودعها بكل حب ويترحم عليها. المجتمع يحتاج احزابا قوية برامجيا، ومليئة بالقيادات والكوادر البشرية الكفؤة، تستطيع ان تنتقل بالعمل السياسي من الفردي الى الجماعي الحزبي، تخدم البلد وتمده بالافكار والقيادات.
ربيع الاحزاب مقبل، وهي لذلك معنية تمام ان تتطور وتندمج وتتآلف، وتضع البرامج وتستقطب الاردنيين، تشرح لهم كيف ان برنامجها هو الافضل والاحق بالصوت الانتخابي. هذا سيتطلب جهدا سياسيا ضخما من قبل الاحزاب، واكبر تحد سيواجهها، هو ان تقرر برامج عملية تطبيقية ذات اقدام تمشي على الارض، وليست شعارات فضفاضة حالمة شعبوية تقول للناس ما يريدون ان يسمعوا، حتى لو كان ذلك على حساب تضلليهم. الواقعية سر نجاح الاحزاب في مقبل الايام ما سيأتي بالخير على البلد، أما ممارسة الشعبوية والتضليل بهدف جني الاصوات، فذاك سيكون كارثة الكوارث، يضيع الفرصة على الاحزاب التي قدمت لها الدولة ما لم تكن تحلم به.
(الغد)
نيسان ـ نشر في 2021/08/29 الساعة 00:00