من يجهل حقيقة العدوان على الأقصى كيف ينصره؟

أسامة شحادة
نيسان ـ نشر في 2015/09/20 الساعة 00:00
/>
كان من ضمن المناهج الدراسية الأردنية مادة بعنوان "القضية الفلسطينية"، ثم لما جاء عهد السلام واتفاقية وادى عربة كانت من ضمن ما تم إزاحته عن المناهج، ولكن كانت النتيجة بعد ربع قرن أن السلام لم يأتِ وبقي عدوان اليهود قائماً وخرج لنا جيل يجهل القضية الفلسطينية!!
وللأسف لم يقم المجتمع المدني الإسلامي والوطني بتعويض النقص المعرفي حول قضية فلسطين لهذا الجيل، برغم صدق النية تجاه القضية وبرغم توفر أدوات شبه كافية لنشر هذه الثقافة من صحف ومجلات وإذاعات وقنوات فضلاً عن تثقيف الأفراد والكوادر، إذ كانت هناك مشكلة في عدم إدراك حجم المشكلة بشكل صحيح، وعدم توفر خطة واضحة وتقاسم للأدوار، فخرج لنا جيل متعاطف مع الأقصى وفلسطين لكنه يجهل أبجديات مأساة القدس وفلسطين ولا يعرف قوة حقه فيهما، وبالتالي أصبحت قوة هذا الجيل معطلة عن نصرة الأقصى وفلسطين.
ظهرت في السنوات الأخيرة عدة مبادرات ومؤسسات تهتم بنشر الثقافة المَقدسية وبتاريخ وحقائق القضية الفلسطينية وهي جهود مقدرة ومشكورة ومباركة، ولكنها تحتاج أن تعمم بطريقة مدروسة لتشمل كل هذا الجيل من جهة، وتحتاج أن لا تبقى مبادرات فردية تعتمد على المخزون الثقافي لشخص أو مجموعة، بل يجب أن تتضافر الجهود لإخراج منهج علمي أصيل وموضوعي متدرج وبلغة واضحة ومعبرة وتخاطب شرائح متعددة وأجيالا متعاقبة.
كما نحتاج من جهة أخرى إلى مواكبة تطورات القضية الفلسطينية والمقدسية لأن عدوان اليهود لا يتوقف، وللأسف نجح اليهود في تمرير عدد من الخطوات الخبيثة دون انتباه كاف من الجماهير والأنظمة العربية توج بعدوانها الأخير بمحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني على الأقصى، والذي لا يزال كثير من الناس لم يفهم خطورة هذا العدوان.
أيضاً لا ينتبه أغلب المسلمين وغير المسلمين لما يتم الآن في القدس من تجهيل مقصود لطلبة القدس من خلال تقليص الدعم الرسمي اليهودي للمدارس العربية إلى ما نسبته حوالى 30% من ميزانيتها، بينما يتم صرف كامل ميزانية المدارس اليهودية في القدس وهي غالباً مدارس يهودية دينية يمتنع طلبتها عن الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي.
إن بقاء كثير من أبناء هذا الجيل المحب للأقصى في دائرة الجهل بتاريخ وحقائق العدوان والاحتلال اليهودي للأقصى وفلسطين وفي دائرة الجهل بالاعتداءات اليهودية الجديدة، لهو أعظم خدمة تقدم لإسرائيل وأعظم خيانة في حق الأقصى وفلسطين.
فالجاهل لا يمكنه تقديم المساعدة والنصرة في الوقت المطلوب ولا بالشكل الصحيح الذي يحقق نتائج سليمة، فهيا لنحارب الجهل بقضية الأقصى وفلسطين ونحارب إسرائيل بالعلم والمعرفة.
    نيسان ـ نشر في 2015/09/20 الساعة 00:00