تشاكس استعماري
نيسان ـ نشر في 2021/09/08 الساعة 00:00
في التصرف بالممتلكات وامتلاك السيادة والحرية، يستوي الفرد والجماعة، وتستوي القرية والدولة، ويجري على هؤلاء نفس الحكم، فالشخص يُستَعبد وكذلك الجماعة والدولة، فلا تعود تملك من أمرها شيئاً..
الأسوأ في مجال الاستعباد للاشخاص والدول هو أن تكون السيادة يتنازعها طرفان أو أطراف، ما يجعل المستعبد ممزقاً نفسياً وجسدياً ومادياً، وهو ما سماه ربُّنا في كتابه العزيز التشاكس .. فقال جلّ وعلا: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)
هذا المثال وإن كان ضرب لرجل، لكنه يصلح للدلالة على الدول التي تعيش في حالة نزاع جراء التشاكس الذي يحصل بين القوى الاستعمارية على امتلاكها فكل طرف يجذبها أو يجذب جزءاً منها لجهته ولا يستطيع أن يحررها كاملة من الطرف الآخر..
هذه الحال تظهر في الدول العربية وبخاصة العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وتونس، وباقي الدول العربية بنسب متفاوتة..
قد يقول قائل ممن يعتبرون السيطرة بكثرة السلاح واستعراض القوة الذي دأبت عليه أميركا، أن الاستعمار تراجع باستثناء أميركا، هذا الكلام يرفضه واقع الدول العربية، الاستعمار مازال يسيطر عليها ولكنه تفشى فيها وذاب في تفاصيلها فما عاد يظهر للعامة!! لكن هناك قوى خبيثة بدأت تميط اللثام عن وجهها القبيح، كفرنسا التي ما زالت تنازع أميركا السيطرة، وتحاول أن تبعدها عن مجالها، فها هو ماكرون يجمع عدة دول له فيها حصة كبيرة في مؤتمر في بغداد، ودولته الاسلامية(داعش) تهاجم مطار كابول في نفس توقيت انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان ومليشياته في اليمن تهاجم السعودية..
هذه أمثلة بسيطة على وجود التشاكس الاستعماري في عالمنا وأن الدول العربية ليست خالصة لطرف وهي تحت التشاكس، لكن ما نريده هو ما الذي يفعله التشاكس وما هي مظاهره..؟ إن شئت أن تأخذ الجواب مختصراً فانظر الى الدول غير المحسومة التي ترزح تحت التشاكس، والدول التي تكون "سلماً لطرف" خالصة له، تجد في الأولى الفشل والتعطيل والخنق الاقتصادي والفساد الاداري، وتجد أجهزة الدولة نفسها متشاكسة، طرف يبني والآخر يهدم، والشعب ينوء تحت هذا التشاكس "فلا هو ميت فينعى ولا حي فيرجى" فتصبح الدولة المستهدفة كيان تعيث فيه الطبقة الحاكمة من عملاء الاستعمار المتشاكسين، وكل طرف يحاول أن يقنع الشعب أن مصلحته معه وهو المنقذ، فيدعم كل طرف جماعته بالسلاح ليحارب في سبيله فتنتشر المليشيات، أو يدعمه سياسيا فتقوم القوة الأقل نفوذا في البلد بالتشويش على النظام بحرية الانتقاد ومحاربة منافسه ديمقراطياً إن كان وضع الدولة لا يحتمل النزاع المسلح، والداعمان كلاهما مستعمر لا يقيم للشعب ومصالحه وزناً، وإنما الشعب وسيلة لتحقيق أهدافه الاستعمارية..
ما أريد قوله هو: ما دام الوضع هكذا كل تحركات الشعوب للتحرر وامتلاك أمرها من داخل الانظمة الحاكمة محكوم عليه بالفشل، وهو في النهاية يصب في صالح طرف مستعمر ولأن الصراع الدولي احتد وكل مستعمر نزع اللثام عن وجهه حتى صار الموقف الدولي واضحاً وضوح الشمس، لابد للشعوب أن تعي لوضعها وتتخذ طريقا ثالثاً يحقق مصالحها بعيداً عن الحكومات وأجهزتها المتشاكسة وبشرط أن يكون العمل مخلصاً، فالتغيير الجذري يريد عملاً ذا أهداف واضحة وتخطيط صحيح، والتغيير من داخل هذه الانظمة يشبه الراكض على جهاز الجري، يركض بكل قدرته ولكنه في النهاية يبقى في مكانه..
فينخدع بأنه أنجز وأرضى نفسه، ورضي عن النظام، لكنه لم يحقق شيئاً على الواقع..
الأسوأ في مجال الاستعباد للاشخاص والدول هو أن تكون السيادة يتنازعها طرفان أو أطراف، ما يجعل المستعبد ممزقاً نفسياً وجسدياً ومادياً، وهو ما سماه ربُّنا في كتابه العزيز التشاكس .. فقال جلّ وعلا: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)
هذا المثال وإن كان ضرب لرجل، لكنه يصلح للدلالة على الدول التي تعيش في حالة نزاع جراء التشاكس الذي يحصل بين القوى الاستعمارية على امتلاكها فكل طرف يجذبها أو يجذب جزءاً منها لجهته ولا يستطيع أن يحررها كاملة من الطرف الآخر..
هذه الحال تظهر في الدول العربية وبخاصة العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وتونس، وباقي الدول العربية بنسب متفاوتة..
قد يقول قائل ممن يعتبرون السيطرة بكثرة السلاح واستعراض القوة الذي دأبت عليه أميركا، أن الاستعمار تراجع باستثناء أميركا، هذا الكلام يرفضه واقع الدول العربية، الاستعمار مازال يسيطر عليها ولكنه تفشى فيها وذاب في تفاصيلها فما عاد يظهر للعامة!! لكن هناك قوى خبيثة بدأت تميط اللثام عن وجهها القبيح، كفرنسا التي ما زالت تنازع أميركا السيطرة، وتحاول أن تبعدها عن مجالها، فها هو ماكرون يجمع عدة دول له فيها حصة كبيرة في مؤتمر في بغداد، ودولته الاسلامية(داعش) تهاجم مطار كابول في نفس توقيت انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان ومليشياته في اليمن تهاجم السعودية..
هذه أمثلة بسيطة على وجود التشاكس الاستعماري في عالمنا وأن الدول العربية ليست خالصة لطرف وهي تحت التشاكس، لكن ما نريده هو ما الذي يفعله التشاكس وما هي مظاهره..؟ إن شئت أن تأخذ الجواب مختصراً فانظر الى الدول غير المحسومة التي ترزح تحت التشاكس، والدول التي تكون "سلماً لطرف" خالصة له، تجد في الأولى الفشل والتعطيل والخنق الاقتصادي والفساد الاداري، وتجد أجهزة الدولة نفسها متشاكسة، طرف يبني والآخر يهدم، والشعب ينوء تحت هذا التشاكس "فلا هو ميت فينعى ولا حي فيرجى" فتصبح الدولة المستهدفة كيان تعيث فيه الطبقة الحاكمة من عملاء الاستعمار المتشاكسين، وكل طرف يحاول أن يقنع الشعب أن مصلحته معه وهو المنقذ، فيدعم كل طرف جماعته بالسلاح ليحارب في سبيله فتنتشر المليشيات، أو يدعمه سياسيا فتقوم القوة الأقل نفوذا في البلد بالتشويش على النظام بحرية الانتقاد ومحاربة منافسه ديمقراطياً إن كان وضع الدولة لا يحتمل النزاع المسلح، والداعمان كلاهما مستعمر لا يقيم للشعب ومصالحه وزناً، وإنما الشعب وسيلة لتحقيق أهدافه الاستعمارية..
ما أريد قوله هو: ما دام الوضع هكذا كل تحركات الشعوب للتحرر وامتلاك أمرها من داخل الانظمة الحاكمة محكوم عليه بالفشل، وهو في النهاية يصب في صالح طرف مستعمر ولأن الصراع الدولي احتد وكل مستعمر نزع اللثام عن وجهه حتى صار الموقف الدولي واضحاً وضوح الشمس، لابد للشعوب أن تعي لوضعها وتتخذ طريقا ثالثاً يحقق مصالحها بعيداً عن الحكومات وأجهزتها المتشاكسة وبشرط أن يكون العمل مخلصاً، فالتغيير الجذري يريد عملاً ذا أهداف واضحة وتخطيط صحيح، والتغيير من داخل هذه الانظمة يشبه الراكض على جهاز الجري، يركض بكل قدرته ولكنه في النهاية يبقى في مكانه..
فينخدع بأنه أنجز وأرضى نفسه، ورضي عن النظام، لكنه لم يحقق شيئاً على الواقع..
نيسان ـ نشر في 2021/09/08 الساعة 00:00