عندما يطلق قومنا النار على أقدامهم لعلهم ينجون

نيسان ـ نشر في 2021/09/16 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات...إيطالي لم يجد طريقة للهرب من حماته الا بالاعتداء على الشرطة كي يسجن، ضعوني في السجن لا أريد ان أبقى معها، هل هذا ما يفعله بعضنا مع حماتنا الحكومة؟
أمريكي أيضا فعل الأمر نفسه لكن في قصة أخرى، وهذا استرالي في الرابعة والستين من عمره يسلّم نفسه للسلطات في أستراليا، بعد فراره من السجن قبل 30 عاماً، إذ بعد سنوات من التنقل بين شواطئ سيدني وجد الرجل نفسه مشرداً، فقرر العودة إلى السجن.
كم سيحتاج المواطن الأردني من الوقت حتى يصل الى النتيجة نفسها، فيضع نفسه راضياً مرضياً بالسجون متعددة الأشكال؛ لانه لم يعد يطيق الحال الذي وصل إليه؟
الشاب العاطل عن العمل المضطر لسماع كلام رومانسي حيناً والمسوّق لنجاحات الحكومات المتعاقبة حينا آخر، يفعل تماماً ما فعله ذاك الإيطالي، وسيصل الى النتيجة نفسها التي وصل إليها الأمريكي، سيخرج عن القانون في محاولة منه للعثور على حل لهذه الورطة.
الإيطالي كان محكوما بالإقامة الجبرية في منزله لمدة عامين، فلم يستطع الإقامة طويلاً، هرب الى مركز الشرطة وهناك اعتدى على رجال الامن وهو يبلغهم انه فار من وجه العدالة، وذلك بعد أن قدم التماساً بتحويل قرار المحكمة من الإقامة الجبرية الى السجن، لكن السلطات رفضت طلبه، فعالج الأمر بنفسه، ثم قال للشرطة الآن بإمكانكم أن تسجنوني وفق القانون.
هذا تماماً ما نعانيه مع الحكومات المتعاقبة والمسؤولين المتعاقبين علينا، فهم هم، بعضنا سيضطر إلى الخروج على القانون لعله ينجو من الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه السياسات الحكومة.
بعض الفقراء يفعلون ذلك، ويفعل ذلك عاطلون عن العمل، بل وعاملون لا يكاد راتبهم يكفي لقمة عيشهم، وإلا كيف نفسر ارتفاع نسب المدمنين على المخدرات في المجتمع، وكيف نفسر ارتفاع نسب الطلاق، ونسب الأمية، ونسب ونسب ونسب ونسب.
إن قومنا يطلقون النار على أقدامهم لعلهم ينجون من الحال التي فرضتها عليهم السياسيات الرسمية.
    نيسان ـ نشر في 2021/09/16 الساعة 00:00