خروف فوق العادة في السنغال بسعر 25 الف دولار

نيسان ـ نشر في 2015/09/23 الساعة 00:00
"دع الخروف يثغو، فقد اقترب العيد".. مقولة شعبية متداولة في السنغال، خصوصا مع اقتراب عيد الإضحى أو "التاباسكي" كما يصطلح على تسميته في اللهجة المحلّية.. ومع أنّ مناسبة مماثلة تعني نحر الخرفان، إلاّ أنّ سلالة "اللادوم"، معفاة على ما يبدو من هذه المناسبة الدينية التي تشترك في إحيائها البلدان الإسلامية قاطبة، بحسب شهادات متفرقة للأناضول. هو سلالة مختلطة لأنواع محلّية من الخروف، ويعتبر من السلالات "الفاخرة" إن صحّ التعبير.. ذاك هو "اللادوم".. خروف بمواصفات استثنائية للغاية تؤهّله لنيل امتيازات خاصة، أبرزها أنه معفى من النحر في العيد، نظرا لارتفاع سعره في السوق، والذي يمكن أن يبلغ الـ 25 ألف دولار. ثمن مرتفع للغاية يدفع بأصحاب هذا النوع من الخرفان إلى احتكاره طمعا في أرباح أكبر مما يتيحه مجرّد عرضه للبيع قبيل التاباسكي، وليس ذلك، فقط، إنما سعره المرتفع لا يناسب، بأيّ حال، القدرة الشرائية للسكان، حتى المترفين منهم. أداما ضيوف، يعمل في تربية الماشية منذ 30 عاما، قال للأناضول، في تعقيب عن الموضوع، إنّ "اللادوم هو سلالة محسّنة ومختلطة تجمع بين الخروف الأزوادي والتوبابير (سلالات محلّية). أما الشيخ سيك، أحد أكبر عشّاق سلالات الماشية في السنغال، فأشار، من جانبه، إلى أنّ "أكثر ما يثير الاهتمام بالنسبة لخروف اللادوم هو أناقته وتناسق تقاطيعه"، مقارنة بخرفان "البالي بالي"، والتي تعتبر، هي الآخرى، نتاجا لتزاوج سلالات مختلفة، كما أنّها تتميّز بـ "آذانها الطويلة للغاية، وذيل يكاد يلامس الأرض". سيك استعرض جملة الخصائص التي تفسّر "تميّز" اللادوم مقارنة بغيره من سلالات الخرفان، مشيرا إلى أنه يعرف من خلال "رأسه المنحني، وغبب يتدلّى من حلقه، وبطانة يصل سمكها إلى 60 سم"، دون إغفال "ارتفاعه والذي يصل إلى المتر و10 سنتمترات بالنسبة للذكر، ومترا بالنسبة للإناث". خصائص تجعل من اللادوم حيوانا استثنائيا يفتح أمام صاحبه آفاق تجارة مربحة، فهو "شكل من أشكال الاستثمار"، على حدّ تعبير ضيوف، والذي لفت إلى أنّ تربية الماشية بشكل عام مزدهرة في الأرياف بشكل عام مقارنة بالمناطق الحضرية، غير أنّ تربية اللادوم تبقى من الأنشطة التي لا ترمي إلى تزويد الأسواق باللحوم، كما هو متعارف عليه، وإنّما "يتعلّق الأمر هنا بإبراز مظاهر الترف والبذخ". الحسن غايي هو أحد أولئك الذين يتوقون إلى إبرام صفقات مربحة عن طريق التجارة في خرفان اللادوم. يقول للاناضول بفخر نابع من امتلاكه لـ 6 من إناث هذه السلالة: "حصلت على ذكر رائع مقابل 5 قطع من الأرض". مآثر تربية اللادوم لا تتأخّر كثيرا في الظهور، إذ يكفي لمربّيها أن يراقب عن كثب أداء خرفانه، لينال مردودية كفيلة بأن تكسبه مرابيح كبيرة، وتغطي نفقاته بأكمله، فهذه السلالة تتكاثر لمرتين في العام، وهذا ما يجعل منها استثمارا بعائدات جيّدة، بحسب الناشطين في المجال. ضيوف عاد ليقول بحماس إنّ "نيكولا (اسم ذكر من اللادوم) سيذهب عمّا قريب لملاقاة الإناث (التزاوج)، ما يعني أنه ينبغي عليّ الاستعداد للبيع". حماس يستند إلى الأرباح المرتقبة التي سيجنيها الرجل من بيعه لحيوانات يقدّر ثمنها بملايين الفرنكات الافريقية، بما أنّ "سعر الذكر يتراوح بين ألف و700 دولار إلى 25 ألف دولار، فيما يصل سعر الأنثى إلى 3 آلاف و400 دولار". مومار مبايي، كان يعمل نجّارا، غير أنّه تخلّى عن مهنته، ليتفرّغ، بشكل حصري، لتربية خرفانه. "تربية اللادوم تتطلّب الكثير من الوقت والجهد والعناية"، يقول للأناضول، وهذا "ما دفعني إلى ترك عملي في المصنع، بما أنّه ينبغي إطعام الخرفان بشكل منتظم، وتنظيفها بعناية لكي لا تكون فريسة للأمراض". رأي لقي تأييدا من قبل ضيوف، والذي استعرض عددا من الأمراض التي تصيب اللادوم أبرزها "تورّم الثديين" وغيرها، بيد أن السؤال الوحيد الذي لم يلق إجابة لدى جميع مربّي هذه السلالة، ممن إلتقتهم الأناضول، هو: "هل أصبحت ثريا بفضل اللادوم؟". سؤال تحفّظ جميعهم عن الإجابة عنه، مختبئين وراء عبارة "الحمد لله". ومع ذلك، لم يكن الأمر في حاجة إلى إجابة صريحة، فغالبا ما يجد الناس حرجا في الكشف عن مرابيحهم، غير أنّ ما يمتلكونه من خرفان تبلغ أسعارها الملايين، كان كافيا لتحديد خانة إيراداتهم. ندياي، اكتفى من جانبه برقم تقييمي لماشيته قائلا إنها "تقدّر بحوالي 127 ألف دولار تقريبا"، مضيفا: "نقوم بشرائها بشكل عشوائي، إذ يمكن أن تكون أنثى أو ذكرا أو توأما أو حتى مولودا ميّتا، الأمر شبيه بالتسوّق الإعتباطي". "بزنس" مزدهر ذاك الذي يشمل اللادوم في السنغال، ويمكن استثماره في جميع مراحله. ماتار سيس، أحد مربي هذه السلالة من الخرفان قال إنّ البعض يطالب بمقابل لقاء التزاوج: "5 كغ من الذرة و50 دولارا"، وهذا ما يعتبر نعمة بالنسبة لأصحاب السلالات النقية وصغار مربّي الماشية ممن يتطلّعون إلى تحسين سلالات خرفانهم.
    نيسان ـ نشر في 2015/09/23 الساعة 00:00