طائر الفينيق
نيسان ـ نشر في 2021/10/21 الساعة 00:00
الاهتمام بالسياسة الدولية ومعرفة اتجاهاتها، ومراكز القوى والاطماع الدولية والتحالفات، والصراعات المخفية، والأحلاف المعلنة التي تخفي داخلها صراعات عميقة، يحتاجه كل من يسعى لإنشاء دولة حرة ذات مبدأ حر..، لذلك بين الله عز وجل للفئة المؤمنة كيف يكون بناء الدول في "سورة الروم"، وكل من يريد بناء دولة عليه أن يهتم بشؤون الدول حوله، وموازين القوى وأين تميل، وكيف تستفيد لتقوية كيانها ونشر مبدئها من صراعات الدول ولا تركن لإيمان أفرادها فقط..
فالقرآن بشر المؤمنين "في سورة الروم" بانتصار الروم بعد هزيمتهم وخروجهم منهكين، وانتصار الفرس القريبين من مجال المسلمين وهذا سيخرج الفريقين من الصراع منهكين وهو الوقت المناسب لقيام الدولة المبدئية التي يقودها النبي، والصراع الدولي الذي أضعف الدولتين أمر كبير لكنه ليس هو المقصود بالبشرى الكبرى التي تحدث عنها القرآن.. "يوم إذن يفرح المؤمنون بنصر الله"..
نصر الله ليس بانتصار الروم على الفرس، وإنما بانتصار المسلمين على كفار قريش في "معركة بدر" التي تزامنت مع انتصار الروم على الفرس، وهذا دفع بدولة الاسلام الى القمة في غياب مؤقت لمراقبة الدول الكبرى، ومعركة بدر كانت نقطة الارتكاز لفتح جزيرة العرب، ولم تلملم الدولتان الكبريان أشلاءهما في الموقف الدولي آنذاك حتى كانت دولة ثالثة مبدئية وقوية على الساحة تهدد وجودهما وهذه العلامة والبشرى المقصودة ب"نصر الله وفرح المؤمنين"..
واستطاعت الدولة الفتية أن تثبّت أقدامها وتبدأ بداية صحيحة دون علم وتدخل القوى العظمى التي انشغلت في حروبها البينية ولا تدري ما أُعد لها من مصير..
المقصود من كل ما تقدم، هو أن علينا الآن أن ندقق في الموقف الدولي، ونرى أي الفرق المتنفذة، التي تدعم مصلحتنا في انشاء دولة حقيقية ترعى شؤوننا، وأي الفرق أقل ضرراً علينا إن نحن لجأنا لها، ولا أقول تحالفنا معها، وهذا كله مرهون بإيجاد نواة دولة سليمة تنشأ بعيداً عن تدخل الدول العظمى، قد يسأل سائل وكيف تكون النواة؟ الطرق كثيرة لمن يريد السعي بناء على معطيات الواقع، ولا يركن الى الخيال العقيم الذي أمات الأمة وجعلها تنتظر المجهول الذي صنعه عاجزو الرأي...
قد تكون النواة حزباً مبدئياً يصل الى الحكم عن طريق الديمقراطية، فينشغل ببناء دولة حقيقية بهدوء وتأن، ولا تشعر الدول العظمى به إلا ودولته على الخارطة الدولية، وليس لهم الا التعامل مع هذا الواقع الجديد، المبني على إرادة الشعوب وقوة مبدئها.. فتكون كطائر الفينيق الذي يتحلل بالكامل وسط النيران ليتحول الى رماد ثم يعود إلى الحياة من جديد.
فالقرآن بشر المؤمنين "في سورة الروم" بانتصار الروم بعد هزيمتهم وخروجهم منهكين، وانتصار الفرس القريبين من مجال المسلمين وهذا سيخرج الفريقين من الصراع منهكين وهو الوقت المناسب لقيام الدولة المبدئية التي يقودها النبي، والصراع الدولي الذي أضعف الدولتين أمر كبير لكنه ليس هو المقصود بالبشرى الكبرى التي تحدث عنها القرآن.. "يوم إذن يفرح المؤمنون بنصر الله"..
نصر الله ليس بانتصار الروم على الفرس، وإنما بانتصار المسلمين على كفار قريش في "معركة بدر" التي تزامنت مع انتصار الروم على الفرس، وهذا دفع بدولة الاسلام الى القمة في غياب مؤقت لمراقبة الدول الكبرى، ومعركة بدر كانت نقطة الارتكاز لفتح جزيرة العرب، ولم تلملم الدولتان الكبريان أشلاءهما في الموقف الدولي آنذاك حتى كانت دولة ثالثة مبدئية وقوية على الساحة تهدد وجودهما وهذه العلامة والبشرى المقصودة ب"نصر الله وفرح المؤمنين"..
واستطاعت الدولة الفتية أن تثبّت أقدامها وتبدأ بداية صحيحة دون علم وتدخل القوى العظمى التي انشغلت في حروبها البينية ولا تدري ما أُعد لها من مصير..
المقصود من كل ما تقدم، هو أن علينا الآن أن ندقق في الموقف الدولي، ونرى أي الفرق المتنفذة، التي تدعم مصلحتنا في انشاء دولة حقيقية ترعى شؤوننا، وأي الفرق أقل ضرراً علينا إن نحن لجأنا لها، ولا أقول تحالفنا معها، وهذا كله مرهون بإيجاد نواة دولة سليمة تنشأ بعيداً عن تدخل الدول العظمى، قد يسأل سائل وكيف تكون النواة؟ الطرق كثيرة لمن يريد السعي بناء على معطيات الواقع، ولا يركن الى الخيال العقيم الذي أمات الأمة وجعلها تنتظر المجهول الذي صنعه عاجزو الرأي...
قد تكون النواة حزباً مبدئياً يصل الى الحكم عن طريق الديمقراطية، فينشغل ببناء دولة حقيقية بهدوء وتأن، ولا تشعر الدول العظمى به إلا ودولته على الخارطة الدولية، وليس لهم الا التعامل مع هذا الواقع الجديد، المبني على إرادة الشعوب وقوة مبدئها.. فتكون كطائر الفينيق الذي يتحلل بالكامل وسط النيران ليتحول الى رماد ثم يعود إلى الحياة من جديد.
نيسان ـ نشر في 2021/10/21 الساعة 00:00